أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - تاريخ الشعوب لا يفسر بالخلفية الإيديولوجية الإستعمارية















المزيد.....


تاريخ الشعوب لا يفسر بالخلفية الإيديولوجية الإستعمارية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أدلجة تاريخ الشعوب منهجية برزت مع الحكواتيون و الإخباريون في ظرفية صناعة الهوية العربية في القرون الوسطى, و من هؤلاء الحكواتيون ( المسعودي و الطبري وغيرهما). إستمد البرابرة (الدونيون) في تمازغا (شمال افريقيا), في كتابة تاريخ الشعب الأمازيغي بمنهجية متافيزيقية مبنية على الوهمية العقائدية لشرعنة صناعة أصول الأمازيغ و صناعة هويته الثقافية و اللغوية على المقاس الأستعماري.
الزمرة الدونية الخيانية الغارقة في الأوهام و الخرافات لا علاقة لها بعلم التاريخ و لا علاقة لها بالسوسيولوجيا الثقافية و اللغوية. محاولة الزمرة الدونية إعادة كتابة حكايات الأعراب الأولون ( المسعودي و الطبري ...) في قالب إيديولوجي شوفيني قائم على الأكاذيب و الوعي الوهمي, لم يقنع أحد, إلا أزلام النظام الكولونيالي.
يقول المؤدلج بلغيث أن أصول (البربر) ترجع الى العمالقة و الفينيقيين, و لا وجود للأمازيغ و أن الأمازيغية مشروع إيديولوجي و سياسي صهيوني و فرنسي, يهدف الى فرض المشروع الإستعماري الفرنسي.
أشباه المؤرخون لا يميزون بين علم التاريخ و الإيديولوجية و الخرافات. ورد أسم العماليق عند النسابة اليهود, و منهم نقله الإخباريون و عربوا كل روايات نسابة بني إسرائيل الحقيقية و الخرافية, و رغم أسطورة العماليق, فلم يذكر أحد أنهم إستوطنوا بلاد تمازغا (شمال افريقيا) إلا الحكواتيون أمثال الطبري. أما الأصل الفينيقي, حسب الحكواتي المؤدلج بلغيث, فقد نفى أبو التاريخ هيرودوت هذه الحكاية الخرافية, بقوله: أن الليبيون (الأمازيغ) أصليون و الفينيقيون أجانب في ليبيا. و لم يذكر المصريون القدماء أن الأمازيغ أجانب في تمازغا أو أنهم من أصول أجنبية.
يقول المتخصص في تاريخ شمال افريقيا, بروفسور غابرييل كامبس: "عن أصول البيربير, فقد نسبوهم الى المشرق بمعناه الواسع الميديين و سوريا و بلاد كنعان, والهند وشبه الجزيرة العربية و طراقيا و بحر إيجة و آسيا الصغرى, كما نسبوهم الى شمال أوروبا, و شبه الجزيرة الأيبرية و ... و الأصعب من ذلك كله, أن الأصل المشرقي و الأصل الأوروبي عنصران لا يمكن الإعداد بهما هما الإثنان, وقد سبق لنا أن تعرفنا عليهما في الروايات الأسطورية للعصور القديمة, وفي الشروح الإرتجالية التي ظهرت في الزمن الحديث, و مما يؤسف له أن الأطروحتين تعانيان من عيوب و نواقص تجعل من الصعب القبول بهما",( البيربير ذاكرة و هوية / ص. 74).
كما أنه لا نجد في النقوش المصرية أثر لتسمية بربر, و ما تشير إليه هذه النقوش هي تسميات مثل التحنو و التمحو و الماشوش و الليبو, ولا تذكر هذه الآثار تسمية البربر لا كهوية لشعب شمال افريقيا و لا كإسم لقبيلة و لا نعت تحقيري للإمازيغ. كل المصادر المصرية و الإغريقية و اللاتينية لا تذكر قطعيا تسمية البربرية كهوية ثقافية و لغوية للشعب الأمازيغي. لقد ذكر الفراعنة الأمازيغ بالماشوش والليبو (الليبيين), وذكرهم الاغريق بالليبيين و مازييس أو ماكسيس, وذكرهم اللاتينيون بمازيس أو ماديس. كما أطلق عليهم الرومان أسماء مثل النوميديين والموريين و الجرمنتيين والجيتول. و لإثبات الإسم الحقيقي لإمازيغن, يقول بروفسور غابرييل كامبس و هو يتحدث عن الملك الأمازيغي حيارباص الذي قدم اللجوء للأميرة الفينيقية إليسا: "يخبرنا أوستاتيوس عن هذه الشخصية أنه كان ملك المازيس. و من المعلوم أن هذا الإسم الذي حملته أقوام كثيرة من افريقيا القديمة, وهو تحريف للإسم البيربيري " أمازيغ" و "إمازيغن" الذي تتسمى به هذه الأقوام", ( البيربير ذاكرة و هوية/ ص. 188). و المازيس, تسمية محرفة لتسمية امازيغ, فحرف الغين لا ينطق في اللغة اللاتينية.
في نفس السياق يقول كامبس في الإسم الحقيقي لسكان شمال افريقيا و الذي هو (الأمازيغ): " يوجد اسم عرقي آخر أوسع إنتشارا في البلدان البيربيرية, بل أن إنتشاره و إقترانه بأسماء الكثير من المواقع يجيز لنا أن نعتبره الإسم الحقيقي للبيربير. نريد الحذر م. ز. ك الذي نجده كذلك في كل من اسم (مازيس) في العصر الروماني و (المكسيس) الوارد عند هيرودوت و (المازييس) الوارد عند هيكاتي, و (الماشوش) الذي جاء في الكتابات النقوشية المصرية. و لا يزال كل من إموهاق في غرب فزان و إماجيكن في الليبو والامازيغ في الأوراس وأريف و الأطلس الكبير يحافظون على هذا الإسم, و التماشق هي لغة الطوارق وهم الذين يسمون أنفسهم كذلك إموهارغ. غير انك لا تجد القبائليين و لا الشاوية في الاوراس يعرفون حاليا بهذا الإسم. و المؤكد أنه إسم عرقي قد كان له في شمال افريقيا إنتشارا كبيرا خلال العصور القديمة, وإن في اطلاق المؤلفين كلمة (مازيس) على أقوام مختلفة بعضها من البدو الرحل و بعضها من الجبليين و في عصور مختلفة و مناطق متنائية, لما يدلنا بالفعل على أن هذه التسمية محلية و كان لها صلة بالبيربير. فقد درج الناس على أن يأخذوا هذه الصفة بالنبيل و الحر فهي معادلة لكلمة (فرانك) التي كان يتحلى بها الجرمان ثم جعلوها إسما لشعبنا (الفرنسي)".
فتسمية البرابرة وصف تحقيري أطلقه الغزاة الأعراب لإهانة شعب قاوم بشجاعة وحشية و عدوانية الإحتلال الأعرابي. كلمة البربر إقتبسها الأمويون الأعراب من القاموس البزانطي و عمموها على إمازيغن. الكلمة أطلقها الرومان على الجماعات التي قاومت الإستعمار الروماني, مثل المقاومة الأمازيغية و الجرمانية, أو السلتية أو الغالية و غيرها من الحركات المقاومة. لكن روما في تعاملها مع الشعب الأمازيغي, كانت تخاطبه بالشعب النوميدي ( نوميديا) و الشعب الموري ( موريتانيا) و ليس بالبربر. الأعراب وحدهم من عمم هذه التسمية التحقيرية على كل الشعب الأمازيغي.
البربر تسمية قدحية إستعمارية, و ليست هوية ثقافية و لغوية لبلاد الأمازيغ. الحقيقة التاريخية التي يتجاهل المؤدلج الناصري -البعثي محمد الآمين بلغيث, أن البربرية سلوك إستعماري و سمة قساوة الأعراب و ليست هوية إيمازيغن, الأمة الحضارية لتمازغا (بلاد الأمازيغ).
الأمازيغ كما ذكر البروفسور كامبس, عرفوا بالأسم الهوياتي إمازيغن منذ القدم, و بهذا الأسم النبيل عرفتهم الأمم. و اللغة الأمازيغية التي قال عنها المؤدلج الجاهل أنها غير موجودة, قال عنها حسن الوزان الزناتي, المشهور بالأسد الإفريقي :" إن الشعوب الخمسة المنقسمة الى مئات السلالات و آلاف المساكن تستعمل لغة واحدة تطلق عليها اسم أوال إمازيغن, أي الكلام النبيل" (كتاب: وصف افريقيا). و حسن الوزان الزناتي عاش بين (1488- 1554 م ), و هذا الحديث سبق بقرون عدة الوجود الإستعماري الفرنسي في بلاد الأمازيغ ( شمال افريقيا). التاريخ لا يكتب بخلفية إيديولوجية, بالإختلاقات و الأكاذيب و الأوهام و لا يكتب حسب مزاج المؤدلجون.
يؤكد كامبس جذور الكتابة الامازيغية في بلادها شمال افريقيا, بقوله:" و قد استعمل قدامي الإفريقيين في المغرب الكبير نظاما في الكتابة, هو النظام الليبي, وعنه تولدت أبجدية التيفناغ المتداولة عند الطوارق... وقد تعرضت هذه الكتابة في البلدان الشمال للمنافسة من اللغة البونيقية و من اللاتينية. فيمكننا التأكيد بأن أسلاف البربر كان لديهم في وقت من الأوقات نظام في الكتابة أصيل, و أن هذا النظام قد سار, كما ساروا هم أيضا, في إنتشار من البحر الأبيض المتوسط الى النيجر" (البيربير ذاكرة و هوية/ص.44)
و عن تعريب الأمازيغ, و صناعة البربر الدونيون, يقول كامبس: "التعريب اللغوي, الذي ساعد عليه دخول الاسلام الى شمال افريقيا و الصحراء, قد صاحبه ابتداء من القرن 11 تعريب إجتماعي وثقافي, أدى الى تذويب حقيقي لغالبية سكان الدول المغاربية, ولقد كان تذويبا هائلا الى درجة أن سكان بعض هذه البلدان مثل تونس و ليبيا, أصبح السواد الأعظم منهم يقولون و يعتقدون أنهم عرب, فهم لذلك يعدون في العرب والحقيقة أن القلة القليلة منهم من يجري في عروقهم شئ من الدم العربي" نفس المرجع (ص. 46).
في التحول الهوياتي, أشار ابن خلدون الى سبب هذا التحول بقوله" ان المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في... وسائر أحواله وعوائده, والسبب في ذلك أن النفس أبدا تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت اليه" (العبر وديوان المبتدأ والخبر ...).
أساطير الحكواتيون في عصور القرون الوسطى, و الهرطقات الميتافيزيقية الوهمية للمتعصبين المعاصرين لإيديولوجية العروبة الإستعمارية, دحضتها الحقائق العلمية الأركيولوجية و الأنتربولوجية و الإثنولوجية و الجينية. الأمازيغ أحفاد السلالة الإيغودية و هم شعب أصلي لبلاد شمال افريقيا (تمازغا).
الإكتشافات الآثرية فندت أساطير الأصل المشرقي للأمازيغ. ففي جبال الأطلس الأمازيغي, تم إكتشاف أثار أسلاف البشرية المعاصرة ( هومو سبيان سابيان) و يرجع تاريخهم الى 315 آلف سنة, و من أرض الأمازيغ, إنطلق أحفاد الإيغوديين لإستطان العالم. و في 25 مارس 2025, نشرت المجلة العلمية ( الطبيعة), دراسة علمية حول التحليل الجيني (الحمض النووي) لقدماء الأمازيغ في تمازغا. بينت الدراسة أن جينات الأمازيغ حافظت على إستمراريتها و إستقرارها لنحو 24 ألف سنة قبل الميلاد و هذا الإكتشاف الجيني وحده يكذب الأصول الأجنبية للأمازيغ. (الأمازيغ حاملين للوصفة الوراثية أ1ب1ب).و الأصل الحجاز ( المزدوج الآثني), فحامل للوصفة الوراثية ج اليهودي و ج 1 المشكل في الحجاز.
يوجد إكتشافات علمية كثيرة تأكد محلية الشعب الأماويغي و تفند الأطروحة الإيديولوجية الميتافزيقية لمؤرخي الأساطير و منظري إيديولوجية العروبة الإستعمارية, صنيعة الإمبريالية الفرنسية.
في بلاغ لجامعة (بريتان جنوب) بفرنسا: (Universite Bretagne Sud) بأن فريق بحث علمي قادته الجامعة عثر على إكتشاف أقدام الإنسان العاقل (هوموسابيان) على شاطئ صخري في العرائش (مورك), و قد تركها ما لا يقل عن 5 أفراد من أطفال و مراهقين و بالغين, و يمتد عمرها الى نحو 100 ألف سنة.
تقول عالمة الإحياء بجامعة بورغوس والمشاركة في بحث إستكشافي, كريستينا فالديوسيرا:
في إفري نعمرو موسى (مورك), تم العثور على بقايا بذور وأواني فخارية ومواشي, أثبتت التحاليل أن سكانها أصليون بنسبة 100٪, لا يمكن تمييز حمضهم النووي عن الحمض النووي الخاص بسكان البدو و الصيادين الذين سكنوا هذه المنطقة منذ 15000 سنة تقريبا.
العلم هو الذي يأكد أمازيغية شمال افريقيا منذ الأزل, و يأكد الهوية الثقافية و اللغوية الأمازيفيتين, التي تشكلت عبر السيرورة التاريخية الممتدة لعشرات الآلف من السنين, ضمن وحدة أمازيغية الجغرافية و التاريخ و الروابط الإجتماعية و القيم الثقافية و اللغوية و الخصائص السيكولوجية.
من تابع تصريح المؤدلج البربري محمد الآمين بلغيث, يلاحظ القلق النفسي و النرفزة و التعصب و تكراره لهويته الإصطناعية, أنا عربي أو نحن عرب, ما يدل عن علامات العقدة النفسية, و هي ظاهرة سيكولوجية دالة على الصراع الباطني الذي يواجهه الدوني في عملية المسخ الهوياتي بالأسلوب العنفي ( رغما عن الأخرين). (بإعتقادي أن الصحفية لاحظت هذا الآمر, و أجابته بأنها ليست أمازيغية, و بأن هذا أسلوبها في الحوار, تتخذه مع الجميع). المرتزق المؤدلج محمد الآمين بلغيث حاول بالعنف الإيديولوجي إثبات يقينه الوهمي, بمهاجمة الأمازيغ و القضية الأمازيغية في شموليتها, بسخافته القائلة أن الأمازيغ و الأمازيغية مؤامرة صهيونية- فرنسية.
لأبس الحديث قليلا عن سياسة فرنسا بدزاير الأمازيغي. إحتل الجيش الفرنسي دزاير (المدينة) سنة 1830م, وفي سنة 1848م, ألحق ما هو خاضع فعلا منها بالتراب الفرنسي, وفق تقسيم ثلاثي: منطقة وهران, منطقة دزاير ومنطقة قسنطينة. أما الشعب القبايلي الأمازيغي, فتأخر إخضاعه إلى سنة 1857, بسبب المقاومة الشرسة للقبايل الأمازيغية, و خاصة تحت قيادة حفيدة ديهيا, للا فاظمة نسومر. و هذا دليل على دفاع الأمازيغ عن أرضهم, و للامبالات الأجانب في بلاد الإستطان. فمنهم العملاء الحقيقيون للإستعمار الفرنسي.
في سنة 1913, أصدر المؤرخ الفرنسي إدموند دوته, بأمر من الحاكم العام, كتابه "Enquête sur la dispersion de la langue berbère en Algérie".
يتحدث المؤرخ في كتابه هذا عن حالة اللغة الأمازيغية في دزاير خلال فترة الاستعمار الفرنسي وأسباب تراجع عدد المتحدثين بها.
يقول المؤلف: "لا يعتقد أن تراجع اللغة الأمازيغية يُعزى إلى كونها أقل ملاءمة من العربية في التعبير عن الأفكار الجديدة. في أماكن معينة مثل (منطقة قسنطينة, سوق أهراس و غيرهما). كان ضباط المستعمرات الذين يديرون المناطق الناطقة بالأمازيغية يتفاعلون مع السكان باستخدام اللغة العربية على الرغم من أن الكثيرين كانوا غير قادرين على التحدث بأي شكل من أشكال اللغة العربية ويعرفون الأمازيغية فقط. أدت هذه السياسة الفرنسية الأستعمارية إلى التعريب التدريجي لبعض المجتمعات حيث شجعت المزيد من الناس على تعلم اللغة العربية واعتمادها في حياتهم اليومية".
فرنسا الإستعمارية قامت بتأسيس مكاتب اللغة العربية و تعليم اللغة العربية للأهالي (الأمازيغ), و أسست خلية ضباط الشؤون الإسلامية, بشرط أن يكون الضباط الأعضاء متعلمين للغة العربية و إستثناء اللغة الأمازيغية, مع العلم أن الأمازيغية هي اللغة السائدة في البلد أنذاك.
السياسة الفرنسية في بلاد الأمازيغ هدفت الى تعريب الدولة الأمازيغية بالتعريب القسري اللساني و الإجتماعي. هذه هي السياسة الفرنسية الهادفة لصناعة العروبة الإستعمارية. لم تخدم السياسة الفرنسية الأمازيغ و الأمازيغية, بل بالعكس الأمازيغ كانوا ضحية السياسة الفرنسية, و الأمازيغ أول من حارب الوجود الإستعماري الفرنسي. فرنسا نهجت سياسة تعريب الأمازيغ ( المسخ الهوياتي), لتسهيل عملية الإحتلال, فقد إقتنعت فرنسا أن الأمازيغ مرتبطين بالأرض و لا يتخلون عليها بسهولة للقوى الإستعمارية إلا بتعريبهم و ربطهم بالعابرين.
أن دزاير الحالية صنعتها القوة الإستعمارية الفرنسية, القوة التي هدفت أثناء إحتلالها لتمازغا (بلاد الأمازيغ) الى تنفيذ سياسة تعريب بلاد الأمازيغ, بتعريبها الجغرافي و الشعبي و المؤسساتي ( تعريب الدولة الأمازيغية).
لتذكير المؤدلج بلغيث, أن فرنسا كانت وراء تأسيس المشروع القومي القهري العروبي, وهي من نظمت أول مؤتمر قومي عروبي بباريس من 17 و 24 يونيو سنة 1913. إيديولوجية العروبة الإستعمارية المعاصرة مؤامرة فرنسية و صهيونية, ولدت في ظرفية الحاجة الإستعمارية الى مشروع يكون من حيث الجوهر و الضرورة قابل لخدمة مصالح الإمبريالية الفرنسية. و المشروع الإمبريالي الفرنسي في تعريب الأمازيغ, كان من بين أهدافه إماتة أي مشروع تحرري أمازيغي مقاوم و معيق للمشروع الإمبريالي في المنطقة.
الأسس الإيديولوجية و السياسية للمشروع القومي العروبي قام على أساس التبني للمشروع الصهيوني لمؤتمر بازل في أواخر القرن 19.
تعتبر الحركة الشوفينية العنصرية العروبية كل من لا يؤمن بالقومية العربية ومن لا يساند مواقفها و سياستها و إستراتيجيتها, بأنه صهيوني و عميل للإمبريالية. و تعتبر الصهيونية, كل من ينتقدها بأنه ضد السامية. فإما أن تكون معي أو أنت عدوي سواء عميل للإمبريالية و الصهيونية أو أنت أنتي السامية. الصهيونية و العروبة وجهان لعملة واحدة. كلهما أداة الإضطهاد القومي و التعصب الشوفيني و إرتباطهما بالإيديولوجية الإيمانية ( الدين) في خدمة السياسة.
لتذكير بلغيث ( البربري بقناع عروبي), أن أيديولوجيته الشوفينية ولدت من رحم الصهيونية و الفرانكوفونية, فبهذا هو عميل للصهيونية و للإمبريالية الفرنسية, بالإدراك الإيماني لأسسه الإيديولوجية و السياسية, الناتجة عن وعيه الوهمي و أفكاره الميثالية.
طبيعة إيديولوجيي الإستعمار الإستطاني, إنكار هوية الشعب الأمازيغي أو ربطه بأقوام بائدة إبتكرها المتخيل الإستعماري. المؤدلج الشوفيني بلغيث خادم الإستعمار و الناكر للوجود المستقل للأمازيغ و الأمازيغية, يكذب الإكتشافات العلمية و يكذب علماء التاريخ و علماء الأنتروبولوجية و غيرهم, بناءا على وعيه الوهمي و أساطيره الميثالية, نتيجة العقدة النفسية الرافضة للذات الأمازيغية شعبا و قضية, و بالتالي فهدفه محاربة النضال القومي التحرري الامازيغي المعاصر, بقوة الإيديولوجية الدينية و شوفينية إيديولوجية العروبة الإستعمارية القاهرة, المستمدة معا من سياسة الإستعمار الفرنسي و من الصهيونية الدينية.
نتيجة الإستلاب و التدجين و العقد النفسية, نجح الإستعمار الإستطاني في إنتاج الكتلة الخيانية, مرتزقة من طراز جديد, أشد تعصبا للهوية الإستعمارية و أشد عدواة للذات الأمازيغية, من أمثال الدونيين عثمان السعدي و محمد الأمين بلغيث و غيرهما, و للأسف هؤلاء المرتزقة دنسوا أرض الأوراس الطاهرة, بلاد أكسيل بن لزم محرر البلاد من عدوانية و جرائم برابرة الحجاز, و على رأسهم مجرم الحرب المسمى عقبة, العنصري و سفاك دماء الأبرياء, العزل من السلاح.
الوعي الأمازيغي الصحيح و النضال الهادف السياسي و الفكري و الميداني, يمثلان القاعدة الواقية من الفيروسات العدوانية البربرية المستهدفة للذات الأمازيغية, و في نفس السياق يعدان من الأسس الفعلية و الدنامية في دحض إيديولوجية الأكاذيب و الأوهام و الأساطير, و كذا مقاومة سياسة التمييز القومي و مقاومة إنتهاكات حقوق الشعب الأمازيغي.
بروز القضية الأمازيغية التحررية نتيجة لسياسة الاضطهاد القومي والاجتماعي, سياسة الابارتهايد, التي مارستها وما زالت تمارسها الأنظمة الكولونيالية العروبية في الشمال الافريقي. هذه السياسة العرقية من كانت وراء إنبعاث الشعور الجمعي بالانتماء الى قومية واحدة امازيغية مقهورة و مضطهدة, قومية تحررية تناضل من أجل الحرية و الاستقلال والكرامة الانسية.
ملاحظة: بلغيث تحدث عن الأكاديمية الأمازيغية في باريس, و إتهمها بخدمة أجندة إستعمارية فرنسية.
صدر أول "دستور" بدزاير سنة 1963, قام على أساس عرقي و إستبدادي ( الحزب الواحد و اللغة واحدة و الدين الواحد), الثالوث المحرم, مبني على أسس التمييز العنصري و الإستبداد السياسي. دستور إنتهاكات حقوق الأمازيغ الثقافية و اللغوية و السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية.
في ظروف الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الأمازيغ و في ظل إنتهاكات الحقوق الثقافية و اللغوية و إنتهاكات حرية الرأي و التعبير, كان لازما على الأمازيغ الدفاع عن حقوقهم خاصة الثقافية و اللغوية خارج الوطن.
بعد الدستور العرقي و الإستبدادي, قام نظام الثالوث المحرم مباشرة بمذبحة مروعة في حق الأمازيغ مشعلي فتيل الثورة التحررية ضد الإستعمار الفرنسي في جبال الأوراس و خاصة مقاومة اللافاظمة نسومر في منطقة جرجرة, في الوقت الذي كان فيه المرتزقة الإنتهازيون من إللاجئين في مصر يتسولون أمام بلاط الناصرية, لكنه للأسف إستغلت الزمرة الشوفينية الناصرية- البعثية ظروف المقاومة لمصادرة نجاحاتها و مساومة الإمبريالية الفرنسية على المصالح المشتركة و تأسيس الدولة العرقية الإصطناعية كما خطط لها الإستعمار الفرنسي, و دشنها في "إفيان" سنة 1962, على حساب إمازيغن أصحاب الشرعية الطبيعية و الاقانونية.
الأكاديمية الأمازيغية في باريس تأسست (1967) في سنوات وئام و وفاق قصر المرادية مع الإيليزيه, في ظل التبعية قصر المرادية للمركز الباريسي. الدمقراطية الفرنسية من حالت دون منع تأسيس الأكاديمية, فلولا هذا لما سمح بتأسيسها. الأكاديمية الأمازيغية أسست لمهمة رئيسية هي حماية الثقافة و اللغة الأمازيغيتين من الإندثار في ظل السياسة الإقصاء الثقافي و اللغوي الأمازيغيين, تحت السيطرة الفاشستية العنصرية لجنرالات الحزب الناصري - البعثي في قصر المرادية.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظهير المزيف و ترسيم العداوة للشعب الأمازيغي
- ذكرى يوم النصر
- التقية الإسلامية بين التعزية و العداء للمسيحية
- تافسوت ن إيمازيغن, صرخة التحرر من نير الإستعمار
- غياب الفاعل السياسي أودى بالمشروع التحرري الأمازيغي
- أهداف العفو عن الإرهابين
- تصفية الإستعمار عملية لم تكتمل بعد
- أساطير القوميون المستعربون في بلاد الامازيغ, تنهار أمام علوم ...
- إهانة الأمازيغ بإسم وهمية المقدس
- الحوز بين الدمار, الإحتيال و تكميم الأفواه
- علاقة الإمبريالية الفرنسية بالأنظمة الكولونيالية في بلاد الأ ...
- الخريطة المعجزة التي إدعى صاحبها دحض تاريخية جمهورية أريف
- عندما تصبح التفاهة منهجية للنقد
- المجد و الخلود لشهداء إنتفاضة أريف
- تهنئة بأسكاس أماينو, و كل عام و أنتم صامدون و مناضلون
- مواطني أريف بين الجهل و الإستلاب
- حقوق الإنسان و حقوق الشعوب من منظور اليسار الإستطاني العروبي
- الى المخدوعين بالأطروحة الإستعمارية: الجمهورية الصحراوية الع ...
- سهام الإرهاب موجهة نحو ألمانيا
- البربر لا يمثلون الشعب الأمازيغي


المزيد.....




- إسرائيل تعلن حصولها على وثائق الأرشيف السوري للجاسوس إيلي كو ...
- تونس.. إصابات في اصطدام حافلة بمقهى في القيروان (صور + فيديو ...
- من داخل سوريا.. إسرائيل تحضر الأرشيف الرسمي للعميل إيلي كوهي ...
- سيارتو: أوكرانيا ليست مؤهلة بأي حال من الأحوال للانضمام إلى ...
- مصر.. حكم قضائي تاريخي بأحقية سجين في الإنجاب من زوجته خارج ...
- RT ترصد الأوضاع في قرى كشمير
- ألاعيب الاستخبارات في المواجهات الكبرى على رُقَع شطرنج الحرب ...
- فون دير لاين: الأسبوع المقبل سيكون حاسما بالنسبة لجهود السلا ...
- زيلينسكي يؤكد استعداده للحوار مع روسيا بأي شكل ويعطي تقييما ...
- روسيا تختبر منظومة صاروخية محمولة مضادة للدرونات


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - تاريخ الشعوب لا يفسر بالخلفية الإيديولوجية الإستعمارية