أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - آيت بوكماز تكسر حاجز الصمت














المزيد.....

آيت بوكماز تكسر حاجز الصمت


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أيام نظم سكان آيت بوكماز بجبال الاطلس مسيرة إحتجاجية سلمية مشيا على الاقدام مسافة يومين نحو ازيلال عاصمة الاقليم, تنديدا بسياسة التهميش و الاقصاء الممنهجين التي تمارسها السلطة الكولونيالية ضد امازيغن.
إنتهت المسيرة التنديد بسياسة الآبارتهايد بسلام بفضل عدم تدخل أجهزة البطش لقمع الجماهير المنتفضة, كما إستجاب عامل الاقليم لسماع مطالب امازيغن آيت بوكماز المشروعة, المطالبة بالإسراع في تنفيذ برنامج تنموي شامل نظرا لغياب البنية التحتية بالمنطقة نتيجة سياسة الابارتهايد المنتهجة من طرف سلطة القهر القومي.
الإجتماع بين ممثلي آيت بوكماز و عامل أزيلال توصل الى مباشرة تنفيذ لائحة المطالب البسيطة و القابلة للتنفيذ, و على هذه النتيجة قرر المحتجين تعليق الحركة الاحتجاجية انتظارا لما ستسفر عنه وعود السلطة الاقليمية.
كل ما تتمتع به الجبال من خيرات طبيعية, فهي خزان منابع المياه الصالحة للشرب و المغذية للفلاحة و مورد توليد الطاقة الكهرباية كما أن الجبال هي مورد الثروات المعدنية, إلا أن ساكنتها لا تستفيد من ثرواتها الا الحرمان و الاقصاء الاجتماعي و القومي و ما ينتج عنهما من حالات الفقر المدقع و التجويع القاتل و التدهور الوضع الصحي خاصة لدى الاطفال بسبب انعدام الخدمات الصحية. هذه المناطق تنعدم فيها البنية التحية نتيجة سياسة التمييز القومي, لا طرق و لا مدارس و لا مراكز صحية, فالمرضى و النساء الحوامل يؤخذون/ذن فوق نعوش الموتى عشرات الكيلومترات للوضول الى أقرب مستوصف.
اللامبالات و التهميش و الإقصاء هي النزعة الإرادوية للسلطة تجاه الأمازيغ عامة و أمازيغ الجبال خاصة, في تناقض صارخ لما يبوح به أعوان النظام اللقيط ليل نهار, للترويج بتنفيذهم للشعار الكاذب بتسميته الرنانة (التنمية المستدامة للمناطق الجبلية), هذا المشروع الجديد في سياسة القصر ال علوي, قد يتم تنفيذه في منطقة المثلث, لكن المشروع الورقي هذا يبقى مستحيل التحقيق في المجال الامازيغي نتيجة سياسة الابارتهايد السائدة و الممنهجة.
امازيغن الجبال يعانون مأساة التمييز المجالي (الابارتهايد), فهم يتعرضون اللإقصاء الممنهج اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا و سياسيا, حقوقهم تنتهك, و لا مساند لهم إلا صرخاتهم و نضالهم الميداني لتصل أصواتهم المرعبة آذان اللقطاء.
صرخة امازيغن آيت بوكماز بجبال الاطلس له أكبر دلالة من الخبر الذي تناولته المنابر الإعلامية و الدوائر السياسية, كمادة للإستغلال لأجل مصالح ضيقة لوظيفة سياسية أو لأجل وظيفة ايديولوجية.
صرخة آيت بوكماز هي تعبير عن تكسير حاجز الصمت و تفكيك سيكولوجية القدر المزروعة في عقول المؤمنين عبر الزمن المظلم, نتيجة الغزو الثقافي الظلامي المشرقي.
لقد تحرر أحرار آيت بوكماز من عقدة القدرية و عقدة الخوف الملازمة للايمان المثالي, و أكيد أن الاحرار اذا لم تستجب مطالبهم سينظمون وقفات احتجاجية مستمرة حتى إجبار السلطة اللقيطة بالرضوخ لمطالبهم و تنفيذ حقوقهم البسيطة و خاصة ان النظام الكولونيالي يتعرض لضغوظ دولية مرتبطة بانتهاكات حقوق امازيغن.
المسيرة السلمية لآيت بوكماز هي بداية الدرب النضالي في الإمتداد المجالي الجبلي, فكل امازيغ الجبال يعانون نفس المأساة و نفس الإضطهاد و هكذا تكون آيت بوكماز قد فتحت درب النضال الميداني لإنتزاع الحقوق الشروعة بالنضال. إمازيغن عامة و إمازيغن المناطق الجبلية خاصة, لا بديل لديهم الا النضال بشتى الوسائل, حسب الظروف الموضوعية و الذاتية, لرد الإعتبار لإنسانيتهم و كرامتهم و لعزتهم, فليس لديهم ما يخسرون سوى أغلالهم وفقرهم و معانتهم و إذلالهم اليومي و إضطهادهم القومي.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهمية فكرة الإشتراكية الإسلامية
- آبادة المسيحية في بلاد امازيغن
- قمع فاضحي سياسة التهميش و الإقصاء
- الحج بين الإحتيال و التبرك بالنيزك
- دور العمل السياسي في إستراتيجية التحرر الوطني-القومي
- تاريخ الشعوب لا يفسر بالخلفية الإيديولوجية الإستعمارية
- الظهير المزيف و ترسيم العداوة للشعب الأمازيغي
- ذكرى يوم النصر
- التقية الإسلامية بين التعزية و العداء للمسيحية
- تافسوت ن إيمازيغن, صرخة التحرر من نير الإستعمار
- غياب الفاعل السياسي أودى بالمشروع التحرري الأمازيغي
- أهداف العفو عن الإرهابين
- تصفية الإستعمار عملية لم تكتمل بعد
- أساطير القوميون المستعربون في بلاد الامازيغ, تنهار أمام علوم ...
- إهانة الأمازيغ بإسم وهمية المقدس
- الحوز بين الدمار, الإحتيال و تكميم الأفواه
- علاقة الإمبريالية الفرنسية بالأنظمة الكولونيالية في بلاد الأ ...
- الخريطة المعجزة التي إدعى صاحبها دحض تاريخية جمهورية أريف
- عندما تصبح التفاهة منهجية للنقد
- المجد و الخلود لشهداء إنتفاضة أريف


المزيد.....




- لماذا لا يمكنك شراء ساعة -رولكس- جديدة مباشرة من المتجر؟
- بيونسيه تتألّق بتصميم لبناني استغرق 300 ساعة عمل وتزيّن بـ18 ...
- عاصرت الحربين العالميتين والكساد الكبير.. شاهد كيف احتفلت مس ...
- غزة ورأي الأمريكيين بما يحصل.. استطلاع CNN يكشف
- كيف تبدو الخرطوم بعد أشهر من سيطرة الجيش عليها؟
- -الأقوى منذ بداية الحرب-.. الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديد ...
- معاهدة كينسنغتون تعيد رسم المحور الأوروبي: هل تقود لندن وبار ...
- الاتحاد الأوروبي يفرض حزمة عقوبات جديدة على روسيا ويخفض سقف ...
- ماكرون يدين -بشدة- قصف إسرائيل لكنيسة -العائلة المقدسة- الخا ...
- كيف يمكنك حماية أطفالك من أخطار الذكاء الاصطناعي؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - آيت بوكماز تكسر حاجز الصمت