نبيلة الوزاني
الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 20:48
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يحدث أنّنا نلمعُ في التَّردِّي والإنحطاط وكثرة الجوائز المحفّزة على الصّمت !
غزّة تحوّلتْ إلى حلبةٍ للمصارعةِ في العهد الرّومانيّ القديم ، مصارعة الوحوش المفترسة ضدّ أشخاص معتقلين سجناء لدى الدّولة لإمتاع القيصر وحاشيته ؛
هذا ما يحدث الآن في هذه الحرب غير المتكافئة للأسف في غزّة ...
فئة خائفة قابعة في قوقعتها وفئة تمرح في أبراجها العاجيّة لأنّ من يَسنّون قواعدَ الإنسانيّة قلّصُوها لأجل أجناس عن أجناس وكأنّ من على هذا الكوكب ليسُوا مِن طين واحد..
تعجز الكلمات ويخون التّعبير عمّا يحدث من تقتيل وتجويع واعتداء والعالم يقوم بدور المتفرّج وكأنّ ما يحدث تمثيلية لا شأن له بها أو كأنّها مسرحية من عالم بعيد عن هذا الكوكب الذي نعيش فيه ؛
هذا الكوكب بجماله يتبرّأ من وحشيّتنا وسلبيّاتِنا وشراستِنا ؛يئنّ منّا ومن عبثيّاتنا والعالَمُ يكتفي بالمشاهدة وبعدها يستسلم لسباته اللّذيذ ..
الحربُ تعبيرٌ وحشيٌّ ينِمٌّ عن عجزٍ إنسانيٍّ فاحش ؛
الحرب أتت على الأخضر واليابس في تلك المنطقة العزيزة تجسيدًا لخنوعنا وضعفنا وصمتنا الفسيح ، فما أهزلنا ..
التّجويع سلاح حربيّ قديم يتمّ تدويره هنا بوجوه كثيرة وها هو يبلع وطنًا بكامله . ..
باتت الحربُ الخبزَ اليوميَّ لناسٍ أبرياء لا ذنب لهم سوى أنّهم غَزِّيّين ..
التّجويع فاق الوصف والحدّ ، الأمر الذي جعل الأمم المتّحدة تعلن المجاعة في غزّة ، وهذا أول إعلان رسميّ من نوعه في الشّرق الأوسط ..
فهل سيُحرّك هذا الإعلانُ بعض الضّمائر التي ما يزال بها خيطٌ من حياة ؟..
إنه واقعنا المؤبّد في هذا العالم العربيّ الخرِب ..
و في ظلّ هذه التّداعيات لا أفق للخلاص يلُوح ..
نعيش هذا البؤس حتى النّخاع لأن ثقافة القعر هي السّائدة
فهل نراهن على طوفان يجرفنا جميعا إلى العمق السّحيق
أم على سفينة نوح تحملنا إلى برّ النّجاة ؟
السّؤال يدخل في صمته ووينام فالأجوبة لا صوتَ لها ..
الحقيقةُ المُرّةُ بكلّ وضوحها هو انغماسنا لحدّ الأذقان في انتكاسة تلو أخرى
والهزائم مستمرّة وانحدارُنا إلى الهاوية يستمتع بأقصى سرعته
كسقوطٌٍ شاهقٍ يُسجّلنا في قعر التاريخ ...
#نبيلة_الوزاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟