أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهين شيخاني - استيقظ أيها المغفّل ..؟!.














المزيد.....

استيقظ أيها المغفّل ..؟!.


ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )


الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالمنا المليء بالأزمات والتناقضات، هناك كلمة تختصر كثيراً من المآسي: "استيقظ أيها المغفّل". هذه العبارة ليست شتيمة، بل صرخة في وجه من يصرّ على تكرار أخطائه، ويستسلم لوعود لا تتحقق، وينام في حضن الوهم بينما تُسرق منه الأرض والكرامة والمستقبل.
المغفّل هو ذاك المواطن الذي يصفّق للخطابات السياسية الجوفاء، رغم أنها لم تعد تحمل سوى صدى كاذب يتكرر منذ عقود. وهو الذي يبيع صوته الانتخابي مقابل فتات من المساعدات، ثم يشتكي بعد أيام من الفساد الذي ساهم بنفسه في شرعنته. وهو أيضاً من يبرر خيانة واضحة بحجج واهية، أو يرفض أن يرى الحقيقة لأنها مؤلمة أكثر من قدرته على التحمل.
لكن الأخطر من كل هؤلاء، هو المغفّل الذي يفضّل وطنيته الكاذبة على قوميته وشعبه، فيبيع قضيته الكبرى مقابل وعود فارغة من أشخاص كاذبين. يرفع الشعارات الوطنية في النهار، بينما يطعن ظهر قومه في الليل. يقايض حقوق شعبه التاريخية بمقعد زائل في قاعة سياسية، أو بامتياز شخصي لا يصمد أمام أول هزّة. هذا النوع من الغفلة لا يُدمّر صاحبه وحده، بل يُدمّر أمّة كاملة.
إن "المغفّل" هو الذي يتوهم أن الحرية يمكن أن تُمنح من الطغاة أنفسهم الذين صادروا الأنفاس، أو أن العدالة ستولد من أيدي الفاسدين الذين نهبوا الثروات. وهو الذي يرضى بالعيش على الفتات بينما يخيّل إليه أنه شريك في المائدة.
من هنا، فإن قولنا: "استيقظ أيها المغفّل" هو دعوة إلى اليقظة، قبل أن تتحوّل الأوهام إلى قدرٍ لا رجعة فيه. الشعوب لا تنهض إلا حين يتوقف المغفّلون عن التصفيق للأكاذيب، ويتحولون إلى مواطنين واعين يميزون بين الحقيقة والزيف، بين الوطنية المزيّفة والانتماء الصادق، بين الحقوق المسلوبة والوعود المخدّرة.
إما أن نستيقظ اليوم، أو نبقى مجرّد أدوات في مشاريع الآخرين، ووقوداً لمعارك لا تخصّنا، وكومبارس في مسرحية طويلة يكتبها الكاذبون.
فلتتذكّر جيداً: إذا لم تستيقظ أيها المغفّل، فستصحو يوماً لتجد أن وطنك صار قبراً، وقوميتك صارت خرافة تُروى على موائد الغرباء.
* ماهين شيخاني.



#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرائط الروح/ قصة قصيرة .
- ” حصيلة عمرٍ في دفاتر الخيبة”
- الخرائط الجديدة… بين إرث سايكس – بيكو وتحوّلات الجيوبوليتيك ...
- الكورد بين فخ -الاعتدال- وعمى الشوفينية العربية: نحو عقد وطن ...
- // النهر الذي ابتلع الوعد/ قصة قصيرة
- أنصاف الحقوق… أنصاف الرجال..- مقال
- لماذا أحب هذا الرجل..؟.
- - البيان السوري الجديد والكورد: بين فخّ التنازلات وفرص التفا ...
- “اللحظة التاريخية: لماذا يجب على الكورد توحيد صفوفهم الآن؟”.
- أنواع السلام السياسي: بين شجاعة القرار وخيانة المبادئ
- حل حزب العمال الكردستاني: مبادرة تاريخية أم تسليم سياسي؟
- “حين يدقّ المطرُ النافذة”
- - في هندسة الخلق... براهين الجمال والدقة على وجود الخالق -
- - الإسلام والتطرف والقوميات: نحو وعي جامع لا إقصائي -
- الفيدرالية: هل تكون خلاصًا أم انقسامًا؟ قراءة في تجربتي العر ...
- عندما تغني الجبال / قصة قصيرة
- الوجود الكوردي في كوردستان وعلاقة القبائل العربية الأصيلة با ...
- -راية فوق بئر مهجور -
- بطاقة يانصيب
- عينا روزا..؟.


المزيد.....




- -منشفة تتحول إلى ذريعة-.. تحقيق يُشكّك في رواية إسرائيل بشأن ...
- تبون يدعو إلى خط مباشر مع نجامينا بعد أول زيارة للرئيس التشا ...
- أبعاد بيان الحكومة اللبنانية بشأن خطة حصر السلاح
- طلاب الثانوية العامة بغزة يصطدمون بتأجيل أولى امتحاناتهم وال ...
- ماذا بعد تخلي الحكومة اللبنانية عن السقف الزمني لحصر السلاح؟ ...
- بولندا توقف وتحقق مع مندوبي أسلحة إسرائيليين
- إيران تتحدث عن قرب التوصل لاتفاق مع الوكالة الذرية
- صحف: لماذا قرار ترامب باختيار وزارة الحرب اسما للبنتاغون مهم ...
- وعورة الطرق تعيق وصول المساعدات للمتضررين من زلزال أفغانستان ...
- تونسي يتبرع بقاربه النادر لأسطول الصمود نحو غزة


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهين شيخاني - استيقظ أيها المغفّل ..؟!.