أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ماهين شيخاني - - الإسلام والتطرف والقوميات: نحو وعي جامع لا إقصائي -














المزيد.....

- الإسلام والتطرف والقوميات: نحو وعي جامع لا إقصائي -


ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )


الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 00:16
المحور: قضايا ثقافية
    


1. الإسلام... رسالة توحيد لا تذويب للهويات
منذ اللحظة الأولى، جاء الإسلام رسالة عالمية خاطبت الإنسان كإنسان، لا وفق قوميته أو لونه أو طبقته. قال تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا"، في تأكيد على أن التنوع البشري ليس نقمة بل نعمة، والتعارف لا التناحر هو الغاية. لم يسع الإسلام لإلغاء القوميات، بل وضع لها إطارًا أخلاقيًا وإنسانيًا.
2. لماذا يكره المتطرفون القوميات؟
المتطرفون في كل زمان يخشون كل ما هو مختلف عنهم، لأنهم لا يرون في الدين طريقًا للهداية، بل وسيلة للسيطرة. يكرهون القوميات لأنها تمنح الإنسان جذورًا وهوية وكرامة ثقافية، وهم لا يريدون سوى "هوية واحدة مطيعة"، تخضع للزعيم أو التنظيم. القومية الواعية تقف سدًا منيعًا في وجه التوحيد القسري.
3. القومية ليست عدوًّا للدين
القومية ليست بديلًا عن الدين، وليست كفرًا به. القومية الثقافية هي محبة الإنسان لجذوره ولغته وتاريخه، دون أن يحتقر غيره. المسلم يمكن أن يكون كرديًا أو عربيًا أو أمازيغيًا، ويفخر بقوميته دون أن يتعالى على الآخرين. المشكلة ليست في القومية، بل في التعصب باسمها، تمامًا كما أن المشكلة ليست في الدين بل في من يستغله.
4. أنا مسلم... وأنا قومي
أنا مسلم، أؤمن بالله وأحترم الأديان والطوائف. وأنا كردي، أحب لغتي وثقافتي وأرض أجدادي. لم أجد يومًا في إيماني عائقًا لحب قومي، ولا في قومي عذرًا لكره غيري. إننا حين نحترم ذواتنا، نستطيع احترام سوانا. القومية الحقيقية لا تُبنى على كراهية الآخر، بل على الاعتزاز بالذات.
5. احترام الأديان والمذاهب: جوهر الدين لا شعاراته
من جوهر الإسلام الرحمة والعدل. لم يُجبر النبي محمد أحدًا على ترك دينه، ولم يبدأ دعوته بالتكفير بل بالحوار. قال تعالى: "لا إكراه في الدين". التطرف ينطلق من خوف وجهل، أما الإيمان العميق فينطلق من طمأنينة وفهم. من يحترم ربه لا يُهين خلقه.
6. في وجه التطرف... نحتاج وعيًا لا سلاحًا
التطرف لا يُهزم بالحروب فقط، بل بالوعي. علينا أن نعلّم أبناءنا أن " المؤمن " قد يكون تركمانيًا أو آشوريًا أو أرمنيًا، وأن التنوع لا يُنقِص من الإيمان، بل يُغنيه. الدين حين يفقد بعده الإنساني يصبح أداة تدمير، والقومية حين تُختطف تصبح سجنًا.
خاتمة:
في زمن التوتر والتمزق، نحن بحاجة إلى خطاب يلمّ لا يفرّق، إلى إسلام يُعلي من قيمة الإنسان، لا يُحاكمه على اسمه أو لغته. نحن بحاجة إلى قومية معتدلة تعرف حدودها، وتؤمن بالشراكة. وحده الوعي يُنقذنا من التطرف، ووحده الإيمان النقي يمنحنا القدرة على حب الذات والآخر معًا.



#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية: هل تكون خلاصًا أم انقسامًا؟ قراءة في تجربتي العر ...
- عندما تغني الجبال / قصة قصيرة
- الوجود الكوردي في كوردستان وعلاقة القبائل العربية الأصيلة با ...
- -راية فوق بئر مهجور -
- بطاقة يانصيب
- عينا روزا..؟.
- انسحاب المجلس من الائتلاف
- التنوع الثقافي في الجزيرة السورية...؟.
- لعبة الأقدار - الإعلامي وإخلاف الوعد
- - كرامة الجبلي -
- الإقليم والإدارة وجمهوريتي عنق الزجاجة
- - الطريق الى برده ره ش - لعبة الأقدار ..ج4.
- ظاهرة - العشائرية -
- بصيص أمل - من لعبة الأقدار (ج 3) - قصة قصيرة
- اسمها والعيون / قصة قصيرة...
- مناضلون على الصفحة الزرقاء
- رئيس دفن الموتى
- المرتزقة والولاء لمن يدفع أكثر والاتفاقية الدولية لمناهضة ال ...
- المبدع يلماز كونيه ... الحياة القصيرة لفنان شامخ الرأس...؟.
- الشروع في مشروع


المزيد.....




- ترامب: سكان غزة يتضورون جوعا.. وسنساعدهم ليحصلوا على -بعض ال ...
- عقب ضربة إسرائيل لليمن.. الحوثي يتوعد برد قوي
- الحكومة الفلسطينية ترفض الآلية الإسرائيلية المقترحة لتوزيع ا ...
- طرق فعالة لمحاربة إدمان الحلويات
- ترامب يرجح عقد اتفاق تجاري مع كندا خلال زيارة كارني
- -سي إن إن-: وزير الدفاع الأمريكي يخفض 20% من المناصب القيادي ...
- حزب -إصلاح المملكة المتحدة- البريطاني يحظر رفع الأعلام الأوك ...
- وزير الاتصالات السوري يبحث مع السفير السعودي سبل تطوير التعا ...
- وسائل إعلام: ترامب لا يشارك في الجهود لوقف إطلاق النار بين إ ...
- أسرار تحسين ملامح الوجه بأساليب بسيطة وفعّالة


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ماهين شيخاني - - الإسلام والتطرف والقوميات: نحو وعي جامع لا إقصائي -