أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهين شيخاني - بطاقة يانصيب














المزيد.....

بطاقة يانصيب


ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )


الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 21:55
المحور: الادب والفن
    


يقال : رب صدفة خير من ألف ميعاد , وصدفتي كانت أغرب من ألف صدف التي مرت بحياتي , لم يخطر ببالي ولم أتخيل قط بأنني سأكون على هذا الميعاد , بعد مضي بضعة أيام من مرور رأس السنة الميلادية التي قومت الدنيا ولم تقعدها وكانت شجرة الميلاد الإيطالية التي ارتفعت بطولها وانبهارها عشرات الأمتار مازالت حديث تلك الساعة , كما كانت الإعلانات والدعايات التي تظهر على شاشة التلفزيون لشراء بطاقة اليانصيب ليس بأقل منها شأناً , نحن الفقراء المعدمون وأصحاب الدخل المحدود الحالمون بهذه الفرصة الذهبية التي قد تنشلنا من براثن الفقر والمرض .
تجمهر الناس حول بعض البائعين لبطاقات اليانصيب وكأن هؤلاء الباعة سيجلبون للناس الحظ والمال , يا لهذه المدينة البائسة ولهؤلاء الناس البؤساء , ومن بينهم أنا العبد الفقير الحالم منذ الثمانينات بهذه الفرصة , نحلم ونحلم وقضينا العمر كله في الأحلام , لعل بطاقة اليانصيب تخرجنا من الأزمة وتنقلنا إلى عالم الخيال والترف والنساء والقصور , مثلما تحصل في الأفلام الهندية .
دنوت من أحد البائعين وأنا أبحث في جيوبي عن بطاقتي , َربتُ على كتفه من الخلف , لأطلعه على البطاقة والرقم , وإذ به حين تواجهنا والتقت عيناي عيناه , فر خارج تلك التجمع التي حوله وأطلق العنان لخفيه وسط السوق ليختبئ في مكان ما يتوارى فيه عن الأنظار.
رمقوني الناس بحيرة واستغراب ومنهم بريبة وشك ,عيونهم تتهمني بأفظع الاتهامات .
تسمرت في مكاني لماذا هرب هذا الشخص , تحرك الدم في عروقي شيئاً فشيئاً وسألتهم عن هذا الشاب ولماذا فر ...؟!!!.
اقترب رجل ذو لحية كثة وتعالى صوته وسط الجمهرة وقال : أنت أدرى بذلك ألا تعرفه ..؟. لم تلاحقه ....؟. هل هو مطلوب أمنياً ..؟. يا جماعة ابتعدوا وتفرقوا حتى لا يعتقلنا .
ارتفع ضغطي واحمر وجهي وقلت : يا جماعة الخير , لماذا ألاحقه , ولماذا اعتقلكم ..؟.لست كما تظنون أو يتبادر لذهنكم ؟ لست برجل خفي . أنا موظف جديد في مصلحة (......) , وابن هذه المحافظة .
ارتفع صوت ثان : إذاً , لماذا هرب منك . بالتأكيد هناك أمر ما لا يعلم به إلا ربنا وأنتم ...؟!!!.
صدقوني يا ناس والله العظيم لا أعلم لماذا هرب ...؟!. كل ما لدي أن أقوله لكم هذه بطاقة يانصيب مثل بطاقاتكم أنها ليست بطاقة أمنية , حاولت أن أخرجها وأقارنها بأرقام القائمة ( الليستة ) , اقتربوا رجاءاً وانظروا ملياً للبطاقة , إلا أنهم لم يأبهوا لحديثي , تفرقوا وتلاشوا كرجاءي , أما بقية الناس وبالأخص أصحاب المحلات الواقفون أمام محلاتهم يصطادون كل مار , يرمقونني بنظرات كلها ازدراء وكراهية , استجمعت قواي و أخذت طريقي إلى مكان عملي الجديد وأنا أفكر في أمر هؤلاء الناس الخائفون من الغرباء وأمر ذاك الشاب الفار مني وحدثت ذاتي : يخلق من الشبه أربعين , أكيد أنه شبهني بأحد عناصر الأمن أو له مشكلة ما من مشاكل الثأر التي كانت في منطقتنا , لكن هذه المشاكل اضمحلت والحمد لله . ثم تذكرت البطاقة وقلت :
إذا كان هذا البائع الذي لم أراه في حياتي قط إلا مرة واحدة ولقطته كالحظ و فر مني , فما بالك من المال والحظ .أخرجت البطاقة , مزقتها إلى قطع صغيرة ورميتها في الهواء متناثرة هنا وهناك , معلناً عن قرار ذاتي بعدم شراءها وللأبد .
5-11-2009



#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عينا روزا..؟.
- انسحاب المجلس من الائتلاف
- التنوع الثقافي في الجزيرة السورية...؟.
- لعبة الأقدار - الإعلامي وإخلاف الوعد
- - كرامة الجبلي -
- الإقليم والإدارة وجمهوريتي عنق الزجاجة
- - الطريق الى برده ره ش - لعبة الأقدار ..ج4.
- ظاهرة - العشائرية -
- بصيص أمل - من لعبة الأقدار (ج 3) - قصة قصيرة
- اسمها والعيون / قصة قصيرة...
- مناضلون على الصفحة الزرقاء
- رئيس دفن الموتى
- المرتزقة والولاء لمن يدفع أكثر والاتفاقية الدولية لمناهضة ال ...
- المبدع يلماز كونيه ... الحياة القصيرة لفنان شامخ الرأس...؟.
- الشروع في مشروع
- لوحة آناهيتا
- شيطانة.. بجلباب محامية..؟.
- بمناسبة يوم الصحافة الكردية
- توقيع سريع في كومين الحي...
- المتبرع - قصة قصيرة


المزيد.....




- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهين شيخاني - بطاقة يانصيب