عدنان سلمان النصيري
الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 11:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تزداد حماسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في لعب دور الوسيط المتفرد، ساعيًا لتسوية النزاع المستعر بين روسيا وأوكرانيا. فالأجندة الأميركية مزدحمة بالمشاريع الاستراتيجية التي تتطلب تهدئة الساحة الدولية قبل الانطلاق نحو تنفيذها.
المشروع الأول: جرينلاند
من أبرز تلك المشاريع مسعى واشنطن لضم جزيرة جرينلاند من الدنمارك، سواء بالشراء أو بفرض السيطرة المباشرة. غير أن هذا المخطط يمر عبر بوابة التفاهم مع موسكو، بمنحها ضمانات وحدودًا لعدم توسع حلف الناتو، مع وعود بامتيازات قد تُغري الكرملين. لكن الطريق يبقى مسدودًا عند عقدة شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا عام 2013 وتعتبرها جزءًا من سيادتها وتاريخها، بينما تصر أوكرانيا على أنها جوهرة ترابها الوطني.
المشروع الثاني: إسرائيل الكبرى:
أما المشروع الأخطر فيرتبط بما يسمى خطة إسرائيل الكبرى، إذ يتطلب تمهيدًا سياسيًا وإعلاميًا وعسكريًا يضمن تجنب أي صدام قد ينزلق إلى حرب عالمية ثالثة.
حسابات معقدة:
لكن ليس كل ما يتمناه ترامب يدركه؛ فالأفق الدولي ما يزال مثقلًا بغيوم الصراع، وأوكرانيا نزفت منذ 2022 عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين دفاعًا عن أرضها. في المقابل، ترى روسيا أن اللحظة سانحة لتعويض خسائرها وضمان أمنها القومي، مستحضرة درسًا قديمًا حين فرّطت ببيع ألاسكا للولايات المتحدة عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار، صفقة تعتبرها اليوم خطأً استراتيجيًا فادحًا.
القرم وعقدة المنشار:
ورغم محاولات ترامب إقناع الطرفين، تبقى الحقيقة أن أي تسوية محتملة تصطدم بجدار القرم. وحتى لو تنازلت روسيا عن أقاليم دونيتسك وخيرسون ولوغانسك و زابوريجيا، فإن القرم ستظل العقدة الأصعب في طريق المنشار لأي تسوية!!!
الكاتب/ عدنان النصيري
#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟