أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 687 - سوريا بين فوضى الجهاديين وجرائم إسرائيل














المزيد.....

طوفان الأقصى 687 - سوريا بين فوضى الجهاديين وجرائم إسرائيل


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

24 أغسطس 2025

إيليا تيتوف، كاتب وصحفي روسي معروف ينشر بانتظام في صحيفة زافترا الإلكترونية، متخصص في القضايا الجيوسياسية والصراعات الدولية. يتميز أسلوبه بالنقد الحاد والتحليل السياسي من منظور محافظ ووطني روسي، الأمر الذي يجعله من أبرز الأقلام الروسية الناقدة للسياسات الغربية في الشرق الأوسط.

في أحد مقالاته عن الأزمة السورية كتب تيتوف منتقدًا: «التحالف مع الشيطان ضد من يمكن التفاهم معه لا ينتهي إلا بأن تجد نفسك في صفّ الشيطان وحده».
كما شبّه الخطاب الإعلامي الغربي بالتلاعب المتكرر الذي يبرّر جرائم الحلفاء قائلاً: «زعموا أن مجازر الجهاديين مجرد إستفزازات من الدروز، بينما أشرطة الفيديو نفسها أظهرت شعارات داعش بوضوح».

من خلال هذه المقاربة، يكشف تيتوف أن ما يحدث في سوريا ولبنان وفلسطين ليس إلا إعادة إنتاج لسياسة قديمة، قائمة على صناعة الفوضى وتوظيف الجماعات المتطرفة لتحقيق أهداف آنية.

أولاً: سوريا – بين سقوط الدولة وصعود الجهاديين

منذ اللحظة الأولى، تعامل الغرب مع إسقاط الأسد كهدف بحد ذاته، ولو كان الثمن فتح الطريق أمام جماعات متطرفة. النتيجة، كما يصفها تيتوف: «أقاموا نظامًا لا يملك سوى سلاح الكراهية، ولا يعرف كيف يحكم إلا بالدم».

ولم تتوقف المأساة عند حدود السويداء والدروز، بل إمتدت إلى الساحل السوري حيث تعرّض العلويون لمذابح بشعة. يشير تيتوف: «القتل على الهوية لم يعد إستثناءً بل قاعدة، والمجازر ضد العلويين في ريف اللاذقية لم تكن سوى رسالة ترهيب جماعي».

هذه الجرائم، التي تعاملت معها وسائل الإعلام الغربية ببرود أو إنكار، كانت برأي تيتوف تجسيدًا لسياسة مرسومة سلفًا: «إنه السيناريو الأوكراني نفسه: كل شيء يُبرّر طالما يخدم أجندة واشنطن».

ثانياً: سلطة هشة بلا دولة

السلطة الجديدة في دمشق، بقيادة أحمد الشرع، ليست سوى واجهة سياسية هشة. يكتب تيتوف: «رئيس بلا دولة، وجنرال بلا جيش».
وعود الغرب بإعادة الإعمار والإستثمار، يراها تيتوف مجرد خدعة: «الغرب يمنح الخبز باليد اليمنى ويخنق باليد اليسرى».

أما الإنتخابات الموعودة، فهي أشبه بمسرحية قديمة: «سيصوّت الناس على ما كُتب لهم أن يصوّتوا عليه، كما كانوا مع حزب البعث بالأمس».

ثالثاً: لبنان – إستهداف حزب الله

في بيروت، تحركت حكومة متأثرة بتيار القوات اللبنانية لإضعاف حزب الله. وفي خلفية المشهد، كان هناك دفع أمريكي واضح. يكتب تيتوف: «واشنطن لا تبحث عن سيادة لبنانية، بل عن تفكيك آخر خطوط الدفاع عن بيروت».

لكن طهران سارعت إلى الرد عبر زيارة علي لاريجاني إلى لبنان، في إشارة إلى أن سقوط بيروت بلا مقاومة لن يكون خيارًا متاحًا.

رابعاً: غزة – جرح مفتوح وجرائم ممنهجة

القصف الإسرائيلي على غزة لم يميّز بين مقاتل ومدني، بل إستهدف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس. يصف تيتوف هذا المشهد بقوله: «غزة اليوم مختبر مفتوح، حيث يُقاس مدى صمود البشر تحت القصف قبل أن تنهار أجسادهم وأحلامهم».

وقد تحوّلت غزة إلى رمز لصراع غير متكافئ: دولة تمتلك أحدث الأسلحة تواجه شعبًا محاصرًا لا يملك إلا صموده. أما الخطاب الإسرائيلي حول "الديمقراطية"، فيراه تيتوف ساخرًا: «جيش يقتل الصحفيين ثم يتحدث عن الديمقراطية؛ تلك هي مفارقة تل أبيب».

في الداخل الإسرائيلي، إنعكس هذا العدوان على تفاقم الإنقسامات السياسية. يشير تيتوف إلى الخلاف بين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير قائلاً: «حين يتهم إبن رئيس الوزراء جيشه بالتآمر، ندرك أن إسرائيل تتهاوى من الداخل».

خامساً: المآلات الإقليمية

1. سوريا: إستمرار الفوضى الطائفية كأداة سياسية.

2. لبنان: معركة مفتوحة حول سلاح حزب الله كشرارة إقليمية.

3. فلسطين: جرائم الإحتلال تحولت إلى وقود لصمود جديد للمقاومة.

4. المنطقة عمومًا: الغرب يزرع الفوضى لكنه يحصد إنفلاتًا يتجاوز قدرته على الضبط.

الخاتمة

تخلص قراءة تيتوف إلى أن الشرق الأوسط ليس ساحة صراع محلي فحسب، بل ميدان إختبار لسياسات القوى الكبرى. والدرس المتكرر هو أن التحالف مع جماعات متطرفة لتحقيق مكاسب آنية يؤدي إلى كوارث طويلة المدى.

كتب تيتوف في ختام مقاله: «الشرق الأوسط اليوم حقول برية، مفتوحة للنهب، تتنازعه القوى الكبرى وأشباه الدول، بينما تبقى الشعوب بين مطرقة الإحتلال وسندان الإرهاب».



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 686 - قمة ألاسكا والشرق الأوسط
- ألكسندر دوغين مفكر الكرملين يحذر من الكارثة: التفاوض قبل الن ...
- طوفان الأقصى 685 - الصهيونية هي ما تفعله
- مقابلة لافروف مع التلفزيون الروسي - المقاربة الروسية لأزمة أ ...
- طوفان الأقصى 684 - إنقاذ نتنياهو بين وهم -ما بعد الحداثة- وا ...
- قمة ألاسكا وتحوّلات الخطاب الروسي: قراءة في ثلاثة مقالات لأل ...
- طوفان الأقصى 683 - بين خيار الإبادة وخيار الإحتلال – قراءة ف ...
- طوفان الأقصى 682 - لاهوت الإبادة في الفكر الصهيوني: قراءة تح ...
- الإنهيار المعنوي للجيش الأوكراني: من الخنادق الفارغة إلى الإ ...
- طوفان الأقصى 681 - تفكك الإجماع اليهودي العالمي حول إسرائيل
- «العقيدة الترامبية الجديدة» - بين الإنعزال والضربات السريعة ...
- طوفان الأقصى 680 - مشروع «إسرائيل الكبرى»: مخاطره الجيوسياسي ...
- «تحدّي ألاسكا»: قراءة تحليلية في أطروحة ألكسندر ياكوفينكو حو ...
- طوفان الأقصى 679 - من النيل إلى الفرات - الحلم الذي لم يمت: ...
- ألكسندر دوغين - أنكوراج** - توازن دقيق على حافة الهاوية (برن ...
- طوفان الأقصى 678 - أكثر من 100 طبيب عملوا في غزة يطالبون الع ...
- طوفان الأقصى 677 - أذربيجان وإسرائيل في قلب لعبة القوقاز الك ...
- -أسرار نووية وأحكام متناقضة: ثلاث قضايا تكشف إزدواجية المعاي ...
- ألكسندر دوغين بين ألاسكا وغورباتشوف: أخطاء الماضي وصراعات ال ...
- طوفان الأقصى 676 - يهود ضد الصهيونية


المزيد.....




- علي خامنئي: ترامب كشف عن السبب الحقيقي وراء معارضة أمريكا لإ ...
- موسكو تتّهم الدول الغربية بالسعي لـ -تعطيل- مفاوضات السلام م ...
- إيران تستعد لـ-جولة ثانية- وحزب الله يرفع جاهزيته.. إشارات ح ...
- هجوم ناري.. ليبرمان يصف مقترح غانتس لتشكيل حكومة إنقاذ للرها ...
- سكاي سبورتس تضطر للاعتذار لقائد فيردر بريمن بسبب -موقف محرج- ...
- -أكسيوس-: المبعوث الأميركي يبحث مع نتنياهو الحد من قصف لبنان ...
- قلق حقوقي من استخدام الشرطة البريطانية تقنيات -مسح الوجه-
- إسبانيا تسجل أشد موجة حر منذ بدء تسجيل البيانات
- -ثقيلة على الإقلاع-.. طائرة بريطانية تدعو 20 راكبا للمغادرة ...
- غسل محرك السيارة.. متى يكون ضروريا ومتى يصبح ضارا؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 687 - سوريا بين فوضى الجهاديين وجرائم إسرائيل