أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بسام العمري - -إلى فراشتي... حيث يزهر اللقاء في الأبدية-














المزيد.....

-إلى فراشتي... حيث يزهر اللقاء في الأبدية-


محمد بسام العمري

الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 19:43
المحور: الادب والفن
    


إلى فراشتي التي حلّقت بعيدًا إلى العالم الآخر، تلك التي لم تترك لي سوى الذكريات ونبضات قلبٍ مليئة بالشوق والألم. رحلتِ دون وداع، دون أن أستطيع أن أقول لكِ ما يحمله قلبي من حبٍ لا يموت، ولكنني أؤمن أن الرحلة لم تنتهِ بعد. فمهما طالت الفراقات ومهما ابتعدتِ في مسافات لا تُرى، سأظل أنا المسافر إليكِ. ليس في هذه الحياة، ولكن في تلك الحياة الأخرى التي تجمع بين الأرواح. لم يعد في هذا العالم سواكِ، ولا شيء يعيد البهجة إلى قلبي إلا لقاءكِ المنتظر.
أتذكر كل لحظة جمعتنا، حين كنا ننسج أحلامنا كخيوط ذهبية تحت قبة السماء. تلك الليلة، ليلة حياتي وحياتكِ، حين كنتِ الهوى كله، والأماني التي ملأت قلبي وروحي. كنا نملأ الكأس بالغرام، وكأن الحب لا نهاية له. لكننا نعلم أن الحياة تغير الأقدار، وأن الحب قد يُبدل داره، والعصافير تهجر أوكارها، والديار التي كانت عامرة بالحب والذكريات ستتحول إلى قفار.
لكن، يا حبيبتي، حتى وإن لعبت بنا الحياة وسخرت من أحلامنا، فإنني أحبكِ الآن... والآن أكثر. حبنا ليس مرهونًا بالزمان أو المكان، بل هو حبٌ خالد، يتجاوز كل الحدود التي تفرضها الحياة. في عينيكِ كنت أرى المستقبل، وفي صوتكِ كنت أسمع النغم الذي يحيي قلبي. حتى المساء، حين كان يقترب إلينا ويتهادى برفق، كان يصغي لحديثنا الذي لم يكن بحاجة إلى كلمات، كانت عيوننا تتحدث، والشوق يذوب بين شفاهنا.
قد طال الوقوف بنا، وكأن الزمن نفسه كان يريد أن يُمدد لحظاتنا معًا، لكن الرحيل كان أسرع مما توقعنا. أتذكر كيف كنتِ تقتربين مني، تملأين حياتي حنانًا وحبًا، وتغلقين عينيكِ حتى تراني في أعماق روحكِ. تلك اللحظات، كانت كافية لتُشعل ليلنا الطويل، لتجعل من كل لقاءٍ قصير ذكرى لا تنسى.
لكن الفراق جاء، والحب الذي جمعنا لم يعد كما كان. ومع ذلك، فإنني أحبكِ الآن... والآن أكثر. ففي غيابكِ، أدركتُ كم كنتِ تعني لي، وكيف أن الحياة بدونكِ فقدت معناها. قد تسخر الحياة من هذا الحب الذي ما زال حيًا، ولكنني أعلم أنني سألتقيكِ مرة أخرى، في عالمٍ آخر، حيث لا فراق ولا ألم.
يا فراشتي، كنتِ خمري وكأسي، كنتِ منى خاطري وبهجة أنسي. فيكِ كان صمتي ونطقي، وفيكِ كان غدي الذي يسبق أمسي. كيف لي أن أعيش في هذا العالم وأنتِ لستِ معي؟ كل شيء يذكرني بكِ، وكل لحظة تمر تُعيد إليّ شريط الذكريات التي عشناها معًا. سأظل أحبكِ الآن... والآن أكثر.
أتذكر بحار الحب التي عبرناها معًا، وكيف كانت الرياح تعصف بنا، لكننا كنا نجد في بعضنا المأوى والملاذ. كم أذل الفراق لقاءنا، وكم من ليلٍ تحول إلى صباحٍ حين كنا نلتقي. لكن الفراق هذا المرة أعمق، فالفراق ليس مؤقتًا، بل هو رحيل بلا عودة. ومع ذلك، أعلم أنني سأكون أنا من يسافر إليكِ، ليس على أجنحة الرياح، بل على جناح الأمل والحنين.
يا حبيبة الروح، أنتِ الحلم الذي أسكر حياتي، والذكريات التي تغذي روحي. لن أنسى تلك الليالي التي جمعتنا، ولن أنسى كيف كان حديثنا عن الحب يذوب في شفاهنا، كيف كان الشوق يسهر في عيوننا، وكيف أن كل لقاءٍ كان يعني صباحًا جديدًا في حياتي. أنتِ لستِ غائبة، بل حاضرة في كل نبضة من نبضات قلبي.
سأظل أحبكِ الآن... والآن أكثر، وسأنتظركِ هناك، في ذلك العالم الذي يجمع بين الأرواح، حيث لا يوجد فراق ولا حزن. سأكون أنا المسافر إليكِ، وسنلتقي في الأبدية، حيث يتوقف الزمان، ويصبح الحب هو النور الذي يملأ أرواحنا.
هذه ليلتي، وهذه حياتي التي سأعيشها على وعد اللقاء، حبكِ يسكنني، ولن أتركه يموت، بل سأحمله معي حتى آخر نبضة.



#محمد_بسام_العمري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عناصر تقييم النص: بين الكاتب والمصحح اللغوي
- ذاكرةٌ قلقة
- مذكّرات كاتب فقد صوته
- -الصراع بين القلب والعقل: تحليل أدبي وفلسفي لنص الأخطل الصغي ...
- الألعاب التربوية وأهميتها في رياض الأطفال: شواهد دراسية
- غيمة مرهقة
- أدب الطفل ومكانته في الأدب العربي
- سحر الإيقاع في الشعر العربي: بين التوتر النفسي ومرونة البنية ...
- حكاية فراشة بين النار وأزهار الصبار
- أوركسترا الخلاص: سيمفونية النجاة
- -بين رغيف السلطان وجوع الروح-
- الصفصاف الهرم


المزيد.....




- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...
- -للسجن مذاق آخر-.. شهادة أسير فلسطيني عن الألم والأمل خلف ال ...
- المخرجة اللبنانية منية عقل تدخل عالم نتفليكس من خلال مسلسل - ...
- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بسام العمري - -إلى فراشتي... حيث يزهر اللقاء في الأبدية-