أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد مكتبجي - القاضي الأمريكي الرحيم فرانك كابريو ..وداعا !














المزيد.....

القاضي الأمريكي الرحيم فرانك كابريو ..وداعا !


أحمد مكتبجي

الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 06:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد مخلوق على سطح الكوكب الأزرق المبتلى بالأنانية والجشع والبخل والشح والاحتكار والرأسمالية البشعة والظلم والاستبداد والطغيان ،لا يخلب لبه ،ولا يجذب سمعه ، ولا يبهر بصره، ولا يأسر فؤاده ،ولا يأخذ بمجامع قلبه،ولايستدر دمعه،ولا يعصف بذهنه كم المواقف الإنسانية الرحمانية الراحمة أيا كان فاعلها من بني البشر على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأعراقهم ،وعلى اختلاف مشاربهم ومذاهبهم و نحلهم ومللهم ،ولطالما كان الراحمون عبر التاريخ حول العالم ممن يشار إليهم بالبنان ليتحولوا بمرور الوقت الى أيقونات بشرية ورموز إنسانية ، تضرب بهم الأمثال والحِكم والشواهد والمواعظ ليتغنى بها الناس كابرا عن كابرا وعلى مدار قرون ،أو عقود طويلة ..إنها حقيقة دامغة كالشمس في رابعة النهار لا تحجب بغربال ، وبديهة من البديهيات لايختلف إزائها إثنان ، و مسلمة من المسلمات لا يتناطح عليها كبشان !
وما زال وسيظل العرب يتغنون بـ حاتم الطائي الذي عاش ومات في الجاهلية، إلا أنه كان معروفا بالجود والكرم والفروسية والمواقف النبيلة حتى أن النبي الاكرم ﷺ كان قد أطلق سراح ابنته "سفانة "بمجرد أن علم بأنها ابنة - كريم العرب - حاتم الطائي ،فما كان منها ومن باب رد جميل وكرم ورحمة الحبيب المصطفى ﷺ إلا أن أعلنت إسلامها في حضرته ، ليس هذا فحسب ، بل وذهبت من فورها الى أخيها عدي بن حاتم الطائي ، وكان قد فر بعيدا ودعته الى اعتناق الإسلام قائلة له " لقد جئتك من عند أكرم الناس، يفعل ما لم يفعله أبوك، فالحق به قبل أن تلحقك حبائله"، ولما قدم عدي بن حاتم ، على رسول الله ﷺ ، قام له الحبيب الطبيب ، رسول الحق وحبيب الخلق ﷺ من وسادة ليف كان يجلس عليها ودفعها الى عدي إكراما له ولأسرته المعروفة بالجود والنبل والفروسية والكرم ....كيف لا وهو القائل ﷺ " الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ . ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ ، الرَّحمُ شُجْنةٌ منَ الرَّحمنِ فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ" .
ولله در أحمد شوقي القائل في رائعته "ولد الهدى " في وصف كرم ورحمة وحلم رسول الله ﷺ:
وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ ..هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ
وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ ...فـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ
وَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِ ..وَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ
اليوم بكى العالم بأسره ومن أقصاه الى أقصاه على رحيل القاضي الامريكي الرحيم فرانك كابريو ، بصرف النظر عن دينه وقوميته ولونه ، هذا القاضي المعروف بمواقفه الرحيمة داخل محكمة بروفيدانس بولاية رود آيلاند الامريكية ، والذي وافاه الاجل المحتوم بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 88 عاماً ، حيث كان هذا القاضي يعفو عن معظم الماثلين أمامه بقضايا مخالفات مرورية وغرامات جزائية ، وأحيانا يعمد إلى خفض غراماتهم إلى أدنى ما يمكن وبما يسمح به القانون، ولاسيما حين يتنامى الى علمه فقر أو مديونية أو بطالة أو مرض أو معاناة أحدهم ، وأحيانا كان القاضي كابريو لا يكتفي بالعفو عن المتهم الماثل أمامه ، ولا باسقاط الغرامة والدعوى المقامة ضده ، بل ويدفع له مالا لتمشية أموره لبضعة أيام أيضا، إما من جيبه الخاص ، وإما من تبرعات المحسنين، وبما هو موثق في عشرات مقاطع الفيديو المسجلة في أروقة المحاكم ،حتى صار هذا القاضي الانساني مضربا للامثال في الرحمة والنبل والكرم .
وبدوري استثمر هذا الحدث واقترح على اللجنة النرويجية المانحة لجائزة نوبل للسلام وفي حال عقدت النية مسبقا على منح الجائزة الى مواطن أمريكي تحديدا لهذا العام ، فلتمنحها إلى القاضي الأمريكي الرحيم فرانك كابريو ، بدلا من منحها الى الرئيس الامريكي اللعوب ، بطل القلاقل والفتن والحروب ، دونالد - است الأسد - ترامب !!
واقترح على الأميركان أنفسهم عمل استفتاء شعبي ، واستطلاع رأي جماهيري تشارك فيه كل المحطات ووكالات الأنباء ومعاهد استطلاع الرأي هناك ،بهذا الصدد لنضع الرحمة العابرة للحدود والمتمثلة بالقاضي كابريو وشعاره هو" الرحمة فوق القانون " في كفة ، مقابل وضع النقمة المشؤومة المتغطرسة بلا حدود ولا قيود و المتجسدة في ترامبياهو في الكفة الأخرى لنرى بأنفسنا من الذي سيفوز ليظفر بتلك الجائزة العالمية لهذا العام ..القوة الرحمانية الراحمة، أم القوة المتجبرة الغاشمة ، وصنوها اللئيمة الناعمة ؟!!



#أحمد_مكتبجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للمشاركة في المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا (فيكا) ...
- افتحوا المعبر وإلا فإن القادم أغبر!
- ترشيح “أبو صفية” لجائزة نوبل للسلام وترامبياهو للحماقات البش ...
- الاستباقي من التحذير والمبكر من الإنذار قبل وقوع الزلزال واج ...
- صدور العدد الجديد من مجلة - توقد - الفكرية الاجتماعية الثقاف ...
- أسرى الاستبداد هم عشاق تبديد الأعمار وذيول الأعدقاء وصراع ال ...
- نبض الشارع وتطلعات الجماهير للتخلص من فوضى التبعية والفساد و ...
- وداعا لذباب الطائفية ومرحبا ب النخبوية الشعبوية الوطنية
- فنجان قهوة افتراضية في عيادة الماسنجر الطبية مع البروفيسور أ ...
- فانتازيا صارخ وصريخ
- صبري وسي فورلنك التاسع عشر !
- من الإنسان ال تنبلوني الى المدافعين عن حقوق القرد ال تابانول ...
- لا لل نيرنجات في زمن التريليونات
- فنجان قهوة افتراضية بمقهى الماسنجر الثقافي مع الدكتور حارث ع ...
- القاصة والروائية العراقية الكبيرة ميسلون هادي بضيافة مقهى ال ...
- ما زال عاشق العراق هناك وسيبقى !
- جامع الجزائر الكبير بعيون وعدسات عراقية
- دردشة أدبية وفنجان قهوة افتراضية مع الروائي المضيء سعد سعيد
- تجارب ومقترحات إنسانية تطوعية لافتة جديرة بالتقدير و الإقتبا ...
- -التعليم الإلكتروني..آمال وتحديات-كتاب جديد للدكتور حارث عبو ...


المزيد.....




- -ستعيشان حبًا عظيمًا-..بريطاني وأمريكية يجمعهما القدر على طا ...
- روسيا تعلن السيطرة على قريتين في دونيتسك.. وزخم الوساطة يترا ...
- نهاية الحرائق المدمرة في إسبانيا -أصبحت وشيكة-
- معاريف: نتنياهو مُصر على المضي في العملية العسكرية
- تأجيل الانتخابات البرلمانية في 3 محافظات سورية
- وزير الخارجية النرويجي: الوضع بغزة كارثة من صنع الإنسان
- ناج من الهولوكوست: وسائل الإعلام الغربية شريكة في إبادة غزة ...
- -تأثير أحمر الشفاه-.. لماذا لا نتخلى عن الرفاهية رغم ضيق الح ...
- شريكة جيفري إبستين عن ترامب: لم أر أي شيء غير لائق منه.. وكا ...
- كارثة جوية كادت تقع.. كاميرا توثّق انكسار جناح طائرة دلتا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد مكتبجي - القاضي الأمريكي الرحيم فرانك كابريو ..وداعا !