أحمد مكتبجي
الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 17:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل أيام ارتكب أحفاد القردة والخنازير( 26) مجزرة خلال 48 ساعة فحسب استهدفت جميعها وبالاسلحة الأورو- امريكية ،المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء المكتظة بالنازحين اضافة الى – مصائد – تسليم المساعدات اللا إنسانية الصهيو أمريكية والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 800 مدني أعزل بحسب الامم المتحدة ومنذ اليوم الـ 26 من أيار الماضي وبالرصاص الحي المباشر أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية عبر هذه الشراك و– المصائد – الوحشية البشعة على إثر إغلاق جميع المعابر ما خلا معبر طابا المخصص فقط للسياحة والاستجمام الصهيوني داخل الاراضي والفنادق والمطاعم والكافيهات المصرية وبواقع 40 ألف سائح صهيوني عبروا من هذا المنفذ اتجاه سيناء المصرية ، لقضاء عطلة “عيد الفصح” في طابا ونويبع ودهب، بحسب صحيفة ” إسرائيل هيوم، وقناة 12 العبرية ، وبكل اريحية وشفافية في وقت يذبح فيه أهل غزة من الوريد الى الوريد ، تارة مرضا وجوعا وتشردا ونزوحا على خلفية الحصار الجائر وغلق المعابر كافة ، وأخرى قصفا وهدما وتدميرا ، ليخرج علينا وبعد كل هذا الهراء الفاشي اللئيم إعلامهم الأصفر وبعد كل تلكم الابادات الجماعية والمجازر اللا انسانية على مرآى ومسمع من العالم كله واصفا مقطع مصرع الجندي الصهيوني في قطاع غزة الذي كان يقود جرافة أمريكية كاتربيلر مدرعة بالكامل من طراز “دي 9″ الشهيرة بـ دمية الدب ويبلغ وزنها 62 طنًا والتي تستخدم في عمليات التجريف وهدم المنازل في قطاع غزة والضفة الغربية ، بعد أن وافق ترامب الذي رشحه النتن جدا ياهو خلال اجتماعهما الأخير في واشنطن للحصول على جائزة نوبل للسلام تثمينا له على ارسال الذخائر والمعدات الحربية المخصصة لقتل الأبرياء عن بكرة أبيهم ، علاوة على العشرات من هذه الجرافات المصممة لتسوية مباني القطاع بالأرض تمهيدا لتهجير السكان القسري الى صحراء سيناء وبعض الدول المجاورة بزعم عدم صلاحية القطاع للعيش والسكن قبل الشروع للبدء بمشروع ريفيرا” ترامب – كوشنر ” السياحي الفاخر والداعر على طول ساحل غزة المطل على البحر الابيض المتوسط ، وقد تم تفريغ الشحنة بالفعل في ميناء حيفا وفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” ، قائلا : إن مقطع محاولة أسر الجندي مرعب وغير مناسب لذوي القلوب الضعيفة !!”.
كل ما تقدم هو عين ما يسمى بازدواجية المعايير الأخلاقية والإنسانية حيث استشهد أكثر من 57 ألفا فيما جرح أكثر من 137 ألفا من أبناء القطاع المحاصر منذ بدء العدوان الغاشم في السابع من أكتوبر / 2023 مع تأكيد التحليل الإحصائي الدولي المنشور في دورية “ذا لانسيت” البريطانية ، على أن الأرقام الحقيقية لأعداد الجرحى والشهداء والمفقودين والمعاقين أعلى من الأرقام المعلنة بنسبة 41% لترفع ارقام الشهداء الى 80 ألفا !
ولكنها بمجملها ووفقا لإعلام الكيان اللقيط غير مرعبة ولا مقلقة، ولا بأس بمشاهدتها من قبل الأطفال والمراهقين وأصحاب القلوب الضعيفة، بل ومنح مرتكبيها جائزة نوبل للسلام مكافأة لهم كذلك ، ولاغرو بأن هذا هو منهج وطريقة تفكير القوى الامبريالية والفاشية الغاشمة على مر التاريخ وبما لخصه الشاعر العربي بقوله :
قتل امرئٍ في غابةٍ ..جريمةٌ لا تُغتَفر
وقتل شعبٍ آمنٍ ..مسأَلةٌ فيها نظر
والحقُّ للقوَّةِ لا ..يعطاهُ الاَّ مَن ظفر
ذي حالة الدنيا فكن ..من شرّها عَلَى حذر
بوجود مطالبات أوروبية يمينية لترشيح قادة الكيان الصهيوني لجائزة نوبل للسلام، الى الحد الذي بدأت أنظر فيه بتحسس كبير و بريبة شديدة الى العديد ممن يصف أحدهم نفسه بأنه ناشط في مجال حقوق الانسان، لأنه صار ومن وجهة نظري تماما كـ الذي يبخر مكبا كبيرا للنفايات أو يزرع الزهور المستوردة على جوانبه بدلا من رفع الانقاض، وإزالة النفايات، ليقول بعدها متفاخرا بنفسه ” لقد تم تنظيف المنطقة بالكامل والدليل عطر البخور والزهور الزكي” مضيفا”ما أجمل عطر الحرية، وما أحلى عبق الانسانية ، وما أروع العمل الجماعي التطوعي المدني !!” .
وبدوري أرشح ومن خلال هذا المقال المتواضع، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة ومدير مستشفى الشهيد كمال عدوان السابق ،الدكتور حسام إدريس عامر أبو صفية،المكنى بـ”أبو إلياس” لجائزة نوبل للسلام والتي يبدأ تقديم ترشيحاتها للفترة من 1 أيلول/ سبتمبر ، ولغاية 31 كانون الثاني/يناير سنويا .
وأما عن الأسباب الموجبة للترشيح فهي الاخلاص والشجاعة والتفاني والصبر التام لتقديم الرعاية الصحية الممكنة لسكان القطاع الجائع المحاصر ،وانقاذ حياة المئات ولاسيما من الأطفال وحديثي الولادة في أقسى الظروف الانسانية والمعيشية على سطح الكوكب وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات والتجهيزات الطبية اللازمة مصحوبا بالمنع الكلي لدخول المساعدات الطبية والغذائية،وغلق جميع المنافذ والمعابر،وقطع الماء والكهرباء والاتصالات،واستهداف سيارات الاسعاف والدفاع المدني .
وأما عن ترامب والنتن جدا جدا ياهو فأرشحهما لجائزة”ايغ نوبل” ،وهي جائزة تأتي على النقيض من جائزة نوبل الممنوحة في عدة فئات من قبل مؤسسات سويدية ونرويجية تقديراً للإنجازات الأكاديمية أو الثقافية،أو العلمية، حيث تمنح جائزة (نوبل للحماقة العلمية) في نفس توقيت نوبل العالمية منذ عام 1991 لـ 10 فئات مختلفة على مسرح (هارفرد ساندرس) وهي مخصصة للابحاث التي لا تقدم أية معلومات مفيدة ، أو غير القابلة للتطبيق اضافة الى الابحاث التي تبعث على الضحك ، وفقا لشروط وضوابط الجائزة ،ومن أغرب جوائزها في الكيمياء والتي سبق أن منحت للباحثة البرتغالية باولا روماو ،كانت عن مدى فعالية اللعاب البشري – التفال – في تنظيف الأسطح القذرة ، كذلك جائزة إيفان شواب /وفيليب ماي من جامعة كاليفورنيا التي منحت لهما لبحثهما المعنون” لماذا لا يُصاب نقّار الخشب بالصداع” ،ومثلها جائزة علوم الاحـياء عن أسباب انجــذاب بعوض الملاريا لرائحة الأقدام البشرية -العفنة – ، وأقترح منح الكاوبوي ترامب الجرماني العنصري المصاب بالنرجسية ، وبكم لا يحصى من العقد النفسية التي لا يرجى شفاؤها ، جائزة نوبل للحماقات عن أغرب رئيس في العالم يستمتع باهانة الملوك والرؤساء في قصره الأسود، وأخيرها وليس آخرها قطعا لقائه رؤساء خمس دول افريقية هي كل من موريتانيا وليبيريا والسنغال والغابون وغينيا بيساو،وكلها تقع غرب القارة على ساحل المحيط الاطلسي وفي طريق الهجرات،كما أنها دول غنية جدا بالمعادن النفيسة والثروات الطبيعية غير المستثمرة يتصدرها النفط والغاز والفوسفات والمنغنيز واليورانيوم وخام الحديد والذهب والماس والنحاس ومعادن الأرض النادرة وفقا لدويتشه فيله ،ومع أن الاجتماع كان يهدف واضافة الى استغلال ثروات الدول الخمس أو بالأحرى – نهبها امريكيا – الى الحد من نفوذ التنين الصيني ،والدب الروسي المتصاعد في عامة القارة السمراء بعد انحسار نفوذ الديك الفرنسي ، فلقد أصر ترامب العنصري على إهانة الرؤساء الافارقة الخمسة ، وحرص على إذلالهم أمام وسائل الإعلام كافة لأنهم من درجة عرقية أدنى وفقا لأفكاره العنصرية المقيتة ، ومعاملتهم بقلة احترام وكأنهم طلاب في الصف السادس الابتدائي ليطالب كل واحد منهم بذكر “اسمه واسم بلده فقط لاغير ” ، ولم يتعامل معهم على أنه رؤساء دول عدد نفوسها مجتمعة يبلغ أكثر من 33 مليون نسمة ،ليدور ترامب حول مصالحه الشخصية فحسب ، وطمعا بترشيحه من قبلهم لجائزة نوبل للسلام ،وأقترح على مؤلفي موسوعات علم النفس كافة الى اضافة مرض عصابي – ذهاني جديد بعنوان “متلازمة ترامبياهو” ومن أبرز خصائصها أنها تدعو الضيوف الى لقاء أو الى مأدبة عشاء أو غداء لا لتحسن وفادتهم ، ولا لتكرم ضيافتهم ، كمت جرت عليه الاعراف والتقاليد الدبلوماسية ، وإنما لتهينهم على رؤوس الاشهادو لتتحول الاهانة بعد ذلك الى ترند ينشر على منصة “تروث سوشيال”التابعة لترامب شخصيا لتزيد من أعداد المتابعين والمشاهدين والمعلنين !
وختاما ارجع لي زميلي المهرج ، ولا يفوتنك وأنت في طريق العودة أن تمر بحانة الثوريين اللا ثوريين السكارى الثملين المخدرين الطوباويين المستأنسين المنبطحين المرائين الراقصين على أنغام كوكب الـ شرخ، وبأماكن تسكعهم اللانهائي أن تعرج لتجعل من صور هؤلاء المضحكين أمثولة تدفع كل من لا يشتري ثورياتهم الورقية والكي بوردية بدراهم معدودة لأن يقهقه عاليا،وعلى هرائهم التخديري المتوارث كابرا عن كابر يسخر ويتهكم ويتفرج!
#أحمد_مكتبجي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟