أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - هايكو ضيق حد الاختناق - الجزء الأول بضيافة الناقد الاستاذ قاسم عزام














المزيد.....

هايكو ضيق حد الاختناق - الجزء الأول بضيافة الناقد الاستاذ قاسم عزام


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 22:14
المحور: الادب والفن
    



ضيق حد الاختناق ~
حيّزٌ أدعية الشِّعر،
وأنقاض الحروف!


ضيق حد الاختناق ~
عتمة غضبك،
ويُتم روحي!


ضيق حد الاختناق ~
الحب الذي،
لا يفقهه أحد!


ضيق حد الاختناق ~
بحرك اللجيّ،
وشط اليقين!


ضيق حد الاختناق ~
يكون الإنسان،
على هيئة حزن!



عنوان القراءة النقدية:
"ضيق حد الانفجار: قصيدة فاطمة الفلاحي بين احتباس الشعور وتحوّلات المعنى"

* قراءة نقدية:
في نصها الشعري الانطباعي "ضيق حد الاختناق" (الجزء الأول)، تنجح الشاعرة فاطمة الفلاحي في تكثيف الشعور الإنساني العالق بين الغضب، الفقد، والخذلان، ضمن بنيةٍ تكرارية مقصودة تُحاكي ضغط الانفعال وتثقل النفس، تمامًا كما يثقل الحزن على صدر من لم يجد متنفسًا للحب أو للقول.
منذ العنوان وحتى نهاية المقطع الأخير، نقرأ نصًّا يُشبه أنفاسًا متقطعة، أو شهقات محتبسة، تعبر عن تجربة وجودية لا تُصاغ بل تُحس. هذا التكرار الافتتاحي:

"ضيق حد الاختناق ~"
يتحوّل من عنصر شكلي إلى مفتاح تأويلي، يُبنى عليه المعنى ويُعاد تشكيله في كل مقطع. كل سطرٍ بعد هذا المطلع يبدو كصدى داخلي يعمّق المعاناة دون أن يكررها حرفيًا، مما يمنح القصيدة طبيعتها الانطباعية الخالصة — إذ لا تشرح، ولا تسرد، بل تُفجّر الشعور في لحظة.

المعنى بين الانكماش والانفجار:
القصيدة تتكوّن من مشاهد شعورية منفصلة، لكن يجمعها خيط رفيع من التوتر الداخلي:

"حيّزٌ أدعية الشِّعر، / وأنقاض الحروف!"
"عتمة غضبك، / ويُتم روحي!"
"الحب الذي، / لا يفقهه أحد!"
"بحرك اللجيّ، / وشط اليقين!"
"يكون الإنسان، / على هيئة حزن!"

في هذه المقاطع، تُجسّد فاطمة الفلاحي مأساة الإنسان المعاصر — ذاك الذي لا يجد له مكانًا في الحرف، ولا فهمًا في الحب، ولا نورًا في يقين، ولا حتى هيئةً مكتملة سوى "الحزن".
القصيدة هنا لا تبحث عن حلّ، ولا تعِد بالخروج من الضيق، بل تتعامل معه كواقع داخلي لا يمكن تجاهله أو تسويغه. وهذا ما يمنحها صدقها الجمالي.

* البنية والتقنية:
فنيًا، تقوم الشاعرة بتقسيم النص إلى مقاطع قصيرة جدًا، متشابهة البناء، لكنها متباينة الإيحاء. استخدام الشرطة الطويلة (~) بعد كل عنوان مقطع ليس تفصيلًا عابرًا، بل يُمكن تأويله كعلامة على امتداد الضيق، أو صمتٍ يعقبه صوت داخلي.
اللغة بسيطة، لكنها مشحونة بعاطفة ثقيلة، وتختار المفردات بعناية لتبني صورة شعورية وليست وصفية. "أدعية"، "أنقاض"، "عتمة"، "يُتم"، "بحر لُجيّ"، "شَطّ"، "هيئة حزن" — كلها كلمات تنتمي إلى حقل دلالي سوداوي، لكنها ليست استسلامية، بل كاشفة.

* إشادة بالشاعرة المتألقة فاطمة الفلاحي:
تكتب فاطمة الفلاحي من الداخل، بصوتٍ لا يحتاج إلى زخرفة، بل إلى صدى يسمعه القارئ في قلبه. في نصّها هذا، نلمس تجربة شعرية حسّاسة، تعرف كيف تقول الكثير بالقليل، وتحوّل الألم إلى نصٍّ يتنفس على الورق.
إنها شاعرة تمتلك القدرة على الإمساك باللحظة الشعورية الهاربة، وتحويلها إلى جملة تنبض، صورة تنكسر، أو فراغٍ يقول أكثر مما يُقال.
كتاباتها، كهذا النص، ليست للقراءة السريعة، بل للتأمل البطيء — لأنها تكتب من مناطق الحقيقة، لا الادعاء.

قاسم عزام

#فاطمة_الفلاحي
#هايكو_عراقي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوت قديمة الجزء الأول – بضيافة الناقد عادل جوده.
- هايبون – -حين يتنفس الجمر- مع قراءة نقدية للشاعر الناقد صفوت ...
- تاكسون حدثيني مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد عادل جوده
- الصورة تتكلم مع دراسة نقدية للأستاذ الناقد قاسم عزام
- هايبون قطار الماضي مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد قاسم عزام
- هايكو- إقحوانة المطر- مع قراءة نقدية للناقد الأستاذ قاسم عزا ...
- يجبرني الوقت على السقوط - قراءة نقدية بقلم قاسم عزام
- هايكو- نبوءة السقوط
- سلطة القرار لمن من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس الم ...
- إذكاء الصراع الطبقي من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس ...
- اختراق
- تطوير كفاءات التنظيمات اليسارية لمواجهة الهيمنة الرقمية من ح ...
- استقلال إعلام قوى اليسار من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو ...
- العقبات التي يجابهها شباب العصر الرقمي، من حوارنا -كأن الذكا ...
- انتهاكات الذكاء الاصطناعي لخصوصية البيانات الشخصية والسياسية ...
- ما الذي توفره خوارزميات الذكاء الاصطناعي..؟ من حوارنا -كأن ا ...
- نصوص بنكهة التاكسون والهايبون الياباني
- هل يمارس الذكاء الاصطناعي التحيز وفقًا للأيديولوجيات السياسي ...
- ماذا لو أصبح سلاحًا رقميًا من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي ه ...
- القمع السياسي ومراقبة النشطاء من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناع ...


المزيد.....




- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - هايكو ضيق حد الاختناق - الجزء الأول بضيافة الناقد الاستاذ قاسم عزام