أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مسار عبد المحسن راضي - صفقة السلام الأوكرانية قلم غورباتشوف الضائع














المزيد.....

صفقة السلام الأوكرانية قلم غورباتشوف الضائع


مسار عبد المحسن راضي
(Massar Abdelmohsen Rady)


الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 00:16
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى بروكسل أمس الأحد السابع عشر من أوغست، تشبهُ لحاق أحد الوالدين بابنهما الوحيد قبل صعوده حافلة المدرسة، لأنه نسي طعام الغداء. رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حَشَت حقيبة زيلينسكي بكل ساندويشات الأجوبة الافتراضية التي سيحتاجها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تمرَّنا على ذلك أمام العالم في مؤتمرهما الصحفي المشترك.
أهمية الحضور الجيَّد للرئيس زيلينسكي أمام ترامب سيحدد نجاة كييف و بروكسل من الغرق في الحسابات الأمريكية. الخطوة الأولى كانت اختفاء المظهر الكاكي و الظهور ببدلة سوداء. طبعاً، بدون القميص و ربطة العُنق. كان ذلك حلاً وسطاً بين هيئة المحارب و وضع المفاوض.
الرئيسان دير لاين و زيلينسكي قدَّما كذلك لوسائل الإعلام صندوقاً من المفرقعات الصحُفية. أغلبُها ركَّز على الضمانات الأمنية، الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، و ضرورة عودة الحدود الأوكرانية إلى شكلها الدولي المعترف به. شدد الرئيس الأوكراني أيضاً على أهمية لقاءٍ ثلاثي يجمعه مع ترامب و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الرئيس دير لاين اتفقت مع نظيرها الأوكراني أن صيغة "وقف اطلاق النار" أو "صفقة سلام" غير مهمة. عكس الرئيس بوتين الذي أكَّد إن أيَّة صفقة محتملة يجيب أن تؤدي إلى "حلولٍ جذرية". هكذا، يبدو أن بروكسل و كييف منشغلتان بنسف التقارب بين واشنطن و موسكو أكثر من أي شيء آخر.
اتفاقيات مينسك
بروكسل و كييف بحسب المؤتمر الصحفي المشترك بين دير لاين و زيلينسكي، تريدان العودة إلى اتفاقيات مينسك (1 و 2) أو "صيغة نورماندي" في 2014 و 2015. هذه الاتفاقات جمَّدت الصراع بين موسكو و كييف في منطقة الدونباس جنوب شرقي أوكرانيا. ذلك يعُد انقلاباً جذرياً في موقف الاثنتين، خاصة كييف التي وجدت تمسُّك موسكو وقتها بهذه الاتفاقيات خدعة للاستيلاء الكامل على أوكرانيا.
مؤشر ميدان الصراع في 2025 الذي يشهدُ انحسار حظوظ كييف، غيَّر طبيعة التذوق السياسي لاتفاقيات مينسك عند العاصمتين. لهذا طالبت دير لاين و زيلينسكي بالعودة إلى الحدود الأوكرانية المعترف بها دولياً، و المثبَّتة في اتفاقيات مينسك الأولى (12 بنداً) و الثانية (13) بنداً.
الهدف الأساسي لبروكسل و كييف هو منع الانتصارات الروسية في الميدان من التحوَّل إلى مخرجات سياسية. عالم السياسة الأمريكي جون ميرشايمر وجد أن أفضل صفقة ممكن الحصول عليها في أوكرانيا هي "سلام مُجمَّد" بحسب ما قاله يوم السبت السادس عشر من أوغست. عملياً سيكون ذلك مجرَّد وقف لإطلاق النار لكن برنين إعلامي فخم. موسكو جرَّبت ذلك من 2014 إلى فبراير 2022.
الضمانات الأمنية التي طالبت بها بروكسل و كييف، كالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أو ضمانات أمنية أمريكية تشبه المادة الخامسة في حلف الناتو، جاءت بعد يوم واحد من تسريب اكسيوس – السادس عشر من أوغست - بأنَّ بروكسل تُفكِّر بالصين كأحد "الضامنين المحتملين لأمن كييف". كُنت قد ذكرت ذلك في مقالٍ سابق بعنوان "العالم بعد يوليو 2025 لن يعود كما كان". نُشِرّ يوم الخامس و العشرين من يوليو الماضي.
المفارقة، بأن الرئيس بوتين أشار في قمة ألاسكا، إلى موافقته على حصول كييف لنوعٍ من "الضمانات الأمنية". سابقاً، رفضت موسكو ذلك بشكلٍ قاطع. و لكن ما شكل هذا الضمان إذا اعتبرنا بأن اتفاقيات مينسك هي الأساس لأيَّة اتفاقات قادمة؟
إصلاح الدستور الأوكراني
هناك بندان وردا في اتفاقيات مينسك الثانية عام 2015. الأول، أقرَّ بضرورة حدوث "حوار حول الحكم الذاتي المؤقت لدونيتسك و لوغانيسك بموجب القانون الأوكراني و الاعتراف بوضعها الخاص من قبل البرلمان". أمّا الثاني فذهب إلى أهمية "الإصلاح الدستوري في أوكرانيا متضمناً اللامركزية مع ذكر خاص لـ دونيتسك و لوغانسك".
الأرجح أن البند الأخير سيكون المشرط الدقيق لتفصيل نوعين من الضمانات. الأولى تتعلَّق بإبقاء منطقة الدونباس ضمن الرقعة الجغرافية لأوكرانيا لكن بوضع مختلف، ربما قد يكون كونفدرالياً مثلاً. الثاني هو موافقة بروكسل على الاعتراف بإقليم ترانسنيستريا المنفصل عن رومانيا، و ابخازيا و أوسيتيا المنفصلتان عن جورجيا. الرئيس بوتين أشار إلى إنه طرح كثيراً من الأمور بشكلٍ "هادئ و واضح" تُجسِّد جميعها صورة الحل الجذري بحسب العقلية الروسية في قمة ألاسكا. هو يريد و باختصار أن ينقل الاتفاق الشفوي بين ميخائيل غورباتشوف آخر رؤساء الاتحاد السوفييتي مع واشنطن و الناتو بعدم "التوجه شرقاً" نحو المجال الحيوي لروسيا، بعد سقوط جدار برلين إلى وثيقة مدوَّنة.
نيكيتا خروتشوف رئيس الاتحاد السوفييتي الأسبق و صاحب أشهر حذاء سياسي في تاريخ القرن العشرين – ضرب به منصة خطابه في الأمم المتحدة عام 1960 – طلب انضمام السوفييت إلى الناتو عام 1954 لكن رُفِضَ الطلب. بعد 46 عاماً – عام 2000 - كرر الرئيس بوتين طلب انضمام روسيا الاتحادية هذه المرَّة أمام الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الذي تقبَّل الفكرة لثواني ثم رفضها.
بوتين يريد الانضمام إلى العائلة الأوروبية. يعلمُ أن "الحل الجذري" سيُرفض على الأرجح بنسبةٍ كبيرة جداً، لكنه سيؤكد للشعب الروسي و للعالم بأنَّ روسيا الاتحادية أوراسية؛ أي لا أوروبية ولا آسيوية. المؤكَّد أن ذلك يستحق التفكير فهو يأتي بعد لقاءه بخمسة من الرؤساء الأمريكيين 46 مرَّة، بدءً من كلينتون و وصولاً إلى ترامب.



#مسار_عبد_المحسن_راضي (هاشتاغ)       Massar_Abdelmohsen_Rady#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات 2025 العراقية: شباب 2014 و مراهقة 2021
- سلام باكو - يريفان حطب قوقازي لتدفئة كييف في ألاسكا
- جواز العراق الدبلوماسي Spam في صندوق العلاقات الدولية
- كيف سيبدو العالم بعد الاجتماع الصيني الأوروبي؟
- تحليل الواقع السوري بعيداً عن شارب السويداء و ذقن دمشق
- بايدن 2 الأوكراني و عراق 2025 قابل للاشتعال بحرب أهلية
- لقاء ترامب و بيبي يجلس على الخازوق الفرنسي
- كاميكازي -الدولمة- العراقية العميقة
- المالكي ملكاً: متلازمة الرقم واحد في قوائم بغداد الانتخابية
- الإفطار التنسيقي على مائدة الانتخابات القادمة
- نظام العراق السياسي يختبئ في دولاب القمة 34
- شهيق الحلبوسي زفير الخنجر: رئة عراقية و أوكسجين سوري
- دور الصحافة -المَهْجَريَّة- في رعاية البطريق الاستوائي
- عراق 18 ديسمبر.. ديجا فو مالكية و كونغ فو صدرية
- أكتوبر فلسطين في جولة حول العالم
- أحداث كركوك.. عين حزبية برموش إقليمية و مسكارا أمريكية
- أبو أمل: -الشيعيون- قادمون و العراقيون -الأشقاء- راحلون
- تفكيك الزيارة الألمانية للسوداني.. -المجهول- غربياً و -البسي ...
- فياغرا رينجرز
- مقتل ترول: إعدام ميداني و اغتيال استباقي


المزيد.....




- استقالة وزير خارجية هولندا لفشله في تأمين عقوبات ضد إسرائيل ...
- بسبب -التحديات الأمنية-.. سوريا تؤجل الانتخابات البرلمانية ف ...
- ما قصة السيدة التي بدأت مشروعها بقرض من جدتها، وأصبحت مليوني ...
- سيول جارفة في اليمن تسفر عن وفاة 8 أشخاص على الأقل وإصابة آخ ...
- الكيان الصربي في البوسنة ينظم استفتاء لدعم رئيسه المحكوم علي ...
- هكذا يمكن إفشال خطط نتنياهو وردعه
- كيف تؤثر القيود الأوروبية على الصناعة العسكرية الإسرائيلية؟ ...
- أمينة أردوغان إلى ميلانيا ترامب: أطفال أوكرانيا ليسوا أفضل م ...
- رفع تجميد عضوية المئات من حزب المعارضة الرئيسي بغانا
- دكتور ايليس -الروبوت-.. طبيب لا ينام ولا يتعب ودائما في خدمة ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مسار عبد المحسن راضي - صفقة السلام الأوكرانية قلم غورباتشوف الضائع