أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - عبدالكريم ابراهيم - استنساخ الفشل وأثره على فعالية الخطط التنموية: قراءة نقدية في نماذج الإدارة الحديثة














المزيد.....

استنساخ الفشل وأثره على فعالية الخطط التنموية: قراءة نقدية في نماذج الإدارة الحديثة


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 20:27
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


ملخص البحث:

يتناول هذا البحث إشكالية "استنساخ الفشل" بوصفها أحد التحديات الهيكلية التي تواجه الخطط التنموية في الدول النامية. ويعتمد على تحليل العلاقة بين الكفاءة المؤسسية ونجاح التخطيط التنموي، مع إبراز أهمية عنصر القيادة الفاعلة في ترجمة الخطط من مستوى التصور إلى حيز التنفيذ. يشير البحث إلى أن إعادة تدوير القيادات الفاشلة ضمن مناصب جديدة بحجج مختلفة، يفضي إلى هدر الموارد ويُدخل الدولة في دورة متكررة من الإخفاقات. وقد خلص البحث إلى أن الكفاءة الإدارية هي العامل الحاسم في نجاح أي خطة تنموية، مهما بلغت جودتها النظرية.


---

المقدمة:

شهدت المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ تطورات ملحوظة في بناء الدولة وتطوير مؤسساتها، وكان للتخطيط الاستراتيجي دور محوري في توجيه هذا النمو. ومن بين الأدوات التي اعتمدتها الدول، نجد الخطط الخمسية والعشرية التي تهدف إلى تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية مدروسة، بناءً على تقييم الماضي، وتشخيص الحاضر، واستشراف المستقبل.

غير أن الواقع يشير إلى أن العديد من هذه الخطط لم تحقق أهدافها، ليس بسبب ضعفها في حد ذاتها، بل نتيجة سوء التنفيذ، وغياب الكفاءات القادرة على ترجمتها إلى نتائج فعلية. من هنا تبرز إشكالية "استنساخ الفشل" كمعوّق حقيقي للعمل التنموي، والتي يُقصد بها إعادة تكرار الوجوه الفاشلة ضمن مواقع اتخاذ القرار، بحجة اكتساب الخبرة أو منح الفرص، دون النظر إلى الأثر السلبي المتكرر.


---

مشكلة البحث:

ما مدى تأثير استنساخ الفشل الإداري على فعالية الخطط التنموية في الدول النامية؟ وكيف يمكن تجاوز هذه الظاهرة لتحقيق نتائج ملموسة؟


---

أهمية البحث:

تكمن أهمية البحث في تسليط الضوء على واحدة من الظواهر غير المرئية في الإدارة العامة، والتي تُسهم في عرقلة النمو والتطور، رغم وجود خطط واستراتيجيات واضحة. كما يهدف إلى تعزيز ثقافة المساءلة والاعتماد على الكفاءة بوصفها معيارًا أساسًا في التعيين والتقييم.


---

أهداف البحث:

1. تحليل العلاقة بين الكفاءة الإدارية ونجاح الخطط التنموية.


2. توضيح آثار استنساخ الفشل على المؤسسات العامة.


3. تقديم توصيات عملية لتعزيز اختيار القيادات على أساس الجدارة.




---

المنهجية:

اعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلي، من خلال تحليل نصوص وتجارب تنموية سابقة، ومقارنة نماذج دولية في إدارة الكفاءات.


---

الإطار النظري:

1. عناصر التخطيط التنموي:

يرتكز التخطيط الناجح على ثلاثة محاور أساسية:

الماضي: يمثل خبرات متراكمة تُستخدم كمرجعية في التخطيط.

الحاضر: مجال لتطبيق السياسات واستثمار الموارد.

المستقبل: الهدف النهائي الذي تُبنى من أجله الرؤى والاستراتيجيات.


2. أهمية القيادة والكفاءة:

يُجمع الباحثون على أن القيادة المؤهلة هي الركن الأساس في تنفيذ السياسات العامة. ويُعد مبدأ "وضع الشخص المناسب في المكان المناسب" من أسس الإدارة الناجحة (العنزي، 2019).

3. استنساخ الفشل:

هي عملية إعادة توظيف أو تدوير العناصر الإدارية التي أثبتت فشلها سابقًا، ضمن مواقع حساسة، دون مراجعة موضوعية للنتائج السابقة. وتؤدي هذه الممارسة إلى ما يُعرف بـ"الجمود المؤسسي"، حيث تتكرّر الأخطاء دون تطوير حقيقي (الشمري، 2021).


---

تحليل النتائج:

الدول التي اعتمدت على معايير الجدارة في اختيار القيادات (مثل سنغافورة ورواندا) حققت نقلات نوعية في وقت زمني قصير.

أما الدول التي ما تزال تعتمد على الولاء أو المحاصصة أو الترضية في التعيينات، فإنها تدور في حلقات مفرغة من الفشل المتكرر، رغم كثرة الخطط والبرامج.



---

التوصيات:

1. وضع آلية شفافة لاختيار القيادات الإدارية تستند إلى الكفاءة والخبرة الميدانية.


2. مراجعة الأداء الإداري بشكل دوري وفق مؤشرات كمية ونوعية.


3. منع إعادة تعيين أي مسؤول في موقع قيادي إذا أثبتت التجربة السابقة فشله.


4. تعزيز مبدأ المحاسبة وربط النتائج بالاستحقاقات الإدارية.




---

الخاتمة:

تُعد ظاهرة "استنساخ الفشل" من أكثر المعوّقات خطورة في مسار التنمية، كونها تهدر الطاقات وتعيق التقدم. إن الخطط الجيدة، مهما بلغت جودتها النظرية، لن تنجح في ظل بيئة إدارية لا تؤمن بالكفاءة ولا تُمارس المساءلة. لذلك، فإن أي مشروع تنموي حقيقي يجب أن يبدأ بإصلاح البنية الإدارية، وتحريرها من دوائر المجاملة وإعادة التدوير.


---

المصادر
________________

1-العنزي، خالد (2019). الإدارة الاستراتيجية في مؤسسات الدولة. دار الفكر العربي.

2-الشمري، فيصل (2021). الأداء الحكومي واستنساخ الفشل: دراسة تحليلية. مجلة الإدارة العامة، المجلد 12، العدد 2.

3-اليونسكو (2020). دليل التخطيط الاستراتيجي في الدول النامية. منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية عراقية من ألف ليلة وليلة
- صناعة الجمال والسينما العربية ... محاولة للبحث عن المثالية
- وسائل الاتصالات الحديثة تلغي ساعي البريد وتبقي على معتمد الد ...
- الدراسات العليا في العراق غاية مادية ووجاهة اجتماعية
- ذكريات (قوري الجاي ) على (صوبة علاء الدين ) و(منقلة الفحم)
- الدراسات العليا وحقيبة جبوري الدبلوماسية
- الأجهزة الحديثة تنافس المسبحة في وظيفتها
- التلفزيون يفقد بعض بريقه ... بعدما كان أنيس الاسرة
- الاكلات العراقية... البيتزا وكنتاكي تنافس الباجة والطابگ
- كراج النهضة و ضحكات هند رستم وبياض بانو الكان
- مقمص صالح المطهرجي كاتم صوت الأولاد الأشقياء
- ساحة الفتيان وطوبة الكريكر والاحذية البلاستكية
- كيف تفّوق (خصّاف العبد) على إسماعيل ياسين؟
- ناصر ومسلسل عائلة برادلي
- جسومة أم السمچ نصف القمر الثانية لبريجيت باردو
- ترويض الفكرة على صهوة الابداع
- كيف ابكى سلمان المنكوب كوبنهاكن على سمفونية (امرن بالمنازل)؟
- قطار هيفاء وهبي السريع
- فراسة (عذافة الحوّاف) وفطنة (شارلوك هولمز)
- عندما يَسرقُ الجفافُ من ميسان اسمها


المزيد.....




- -مستحيل-.. الشرع يرد على مطالب تقسيم سوريا و-الاستقواء- بإسر ...
- لاريجاني: اختراق إسرائيل لإيران موضوع جدي وتجب مواجهته
- عاجل | مصدر بمستشفى المعمداني: 7 شهداء في قصف من مسيرة إسرائ ...
- ميلانيا ترامب تكتب رسالة إلى بوتين.. ماذا جاء فيها؟
- مسؤول أمريكي لـCNN: ترامب دعا عددًا من القادة الأوروبيين لحض ...
- خطة ماكرون الجديدة في أفريقيا
- نائب رئيس الحكومة اللبنانية للجزيرة: علينا تجنب التخوين والت ...
- هل تغير موقف ترامب بعد قمة ألاسكا؟
- انفجار عبوة ناسفة في سيارة قديمة بدمشق دون إصابات
- ليست حربا للانتقام بل للإبادة


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - عبدالكريم ابراهيم - استنساخ الفشل وأثره على فعالية الخطط التنموية: قراءة نقدية في نماذج الإدارة الحديثة