أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شروق أحمد - كذبة القضية














المزيد.....

كذبة القضية


شروق أحمد
فنانة و كاتبة

(Shorok)


الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 01:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجنرال جياب
" زار عاصمة عربية بيروت، توجد فيها فصائل فلسطينية، فلما شاهد حياة البذخ والرفاهية التي يعيشها قادة تلك الفصائل وقارنها بحياته مع ثوار "الفييت كونج" في الغابات الفيتنامية قال لتلك القيادات: من الصعب أن تنتصر ثورتكم، سألوه لماذا؟؟ أجابهم: لأن الثورة والثروة لا يلتقيان، الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول إلى إرهاب والثورة التي يغدق عليها المال تتحول الى لصوص ومجرمين، وإذا رأيت احدا يدعي الثورة وساكن بقصر ويأكل أشهى الأطباق ويعيش في رفاهية وترف فاعلم أنه خبيث منافق يعيش بدماء الآخرين."

كم منكم يسمع يومياً عن القضية الفلسطينية؟ وكم منكم يسمع نفس الصراخ والعويل عما يحدث في السودان والسويداء والأكراد من مذابح وقتل وتهجير، ببساطة لأن هناك قضية واحدة في العالم تجلب المال والشهرة لأصحابها، وتملأ بطون وكروش مشاهير التواصل الاجتماعي والفنانون بالمال والمشاهدة والقبول الشعبي، لذلك المقاطعة الوهمية التي أختلقها هؤلاء أمام الشاشات وهم في الواقع يأكلون ويشربون بل يتباهون بلبس الماركات العالمية، أصبحت هذه القضية ملاذ لكل كاذب ومحب للتعاطف الاجتماعي، لقد أصبحت المقاطعة trend مرة كل سنة ولمدة شهر وبعدها ينسى المتابع والمشهور بالقضية وأبو القضية، لأنه وفي الواقع لو كانت الحرب في السودان تجلب المال لسمعت الجميع يتحدث عنها وينشر لها صور وتسمع كلمة " كلنا القضية السودانية أو الدرزية أو الكردية" مات الخجل في البشر ومات معها وعي الناس من كذب و رياء هؤلاء، أصبحت الشعوب العربية ليست وحدها بل فهمها بعض المؤثرين والمشاهير في الغرب أنها، عندما تتحدث وتنبح عن القضية الفلسطينية سوف تجلب لك مشاهدين جدد والجميع سوف يهتف باسمك، وسينهال عليك المال والعروض من كل زاوية، وخاصة القنوات الثرية التي تدفع لمن يسايرها، أما الحديث عن أهلنا في السودان والسويداء لا يجلب لا مشاهدة ولا بوفيهات ولا فنادق خمس نجوم.

لا توجد في التاريخ قضية عادلة ومعها يأتي المال والشهرة، ببساطة القضايا الحقيقية هي التي لا تسعى وراء كل هذه البلبلة والبهرجة، أنظروا إلى تاريخ هذه القضية منذ بدايتها حتى الآن وقولوا لي بصراحة هل تكون القضايا عادلة عندما ينتفخ قادتها وتطفح كروشهم بالمال والأكل و السفرات، ويسعى أهلها للشهرة على حساب أرواح تموت، بذمتكم أي قضية هذه التي دفع ثمنها العراقي الذي لا يوجد في بلده كهرباء في جو ودرجة حرارة تصل حتى ال55 درجة مئوية، أي قضية هذه التي تركت لبنان محاصر بالحرب الأهلية لمدة 17 عام وحتى الآن البلد يأن تحت الويلات بسبب القضية، وأنظروا إلى حال كل من سوريا ليبيا والسودان ودول آخر تقبع شعوبها تحت خط الفقر لا كهرباء ولا ماء، أما زعماء ومشاهير القضية فهم يعيشون في فنادق ويملكون أحدث السيارات وثرواتهم الخيالية التي كونوها من جهل الشعوب، وفي السر يضحكون على الشعوب العربية والغربية التي أصبحت تصدق أي كذبة تخرج من افواه هؤلاء المدعين.

الوطن العربي كله تمزق ولم يعد هناك سلام في الشرق الأوسط إلا في دولتين أو ثلاث، القضية الفلسطينية أصبحت سبب في دمار الشعوب، واتخاذ الشعوب رهينة لحكام وضعوا القضية الفلسطينية سبب لكل فشل في سياساتهم الداخلية، أنظروا حولكم وتمتعوا بالمناظر التي وصلنا لها، افقروا شعوبهم وهدموا البناء الاجتماعي، فكل حاكم فاشل داخلياً في العالم العربي أو العالم الغربي يفتح مؤتمر دولي لحل القضية لكي يهرب من مسؤولياته الداخلية، كل قائد فاشل وضع القضية أمامه وأخذ يتحجج بها ليلاً نهاراً لأنها القضية الوحيدة التي تحرف أنظار الشعوب عن حقوقها المسلوبة، فباتت هذه القضية شماعة لكل فاشل ودفتر شيكات لكل انتهازي، وفي نهاية اليوم عندما نكشف كذبهم وسرقاتهم ونهبهم وكذبهم على الشعوب بأسم القضية كل ما تبقى لهم هو وصفهم لك بالصهيوني والعميل والخائن ولكن حقيقة الأمر لو تتبعت أموالهم ومن يمولهم تكتشف أنهم الخونة والمأجورين.



#شروق_أحمد (هاشتاغ)       Shorok#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخترعوا كذبة ثم صدقوها
- ماذا حدث لليسار؟!
- الانفجار الأعظم قادم
- اليأس يحب الرفقة
- عالم الموسيقى اسمعوا لها وأنصتوا
- 1400 عام من الإرهاب
- الحياة حلوة بس نفهمها...
- نهاية سنة مثيرة
- كوكب الجاهلية
- الصمت من فولاذ
- العالم يسقط
- زعيم السلام
- البيت العربي يحترق
- زمن القهوة والموسيقى والعلوم
- هل حان وقت الرحيل؟
- لماذا ليس السودان؟!
- القراءة تخرجك من النار
- نوال السعداوي
- شعب ماكوندوا العربي
- الإنسانية لا دين لها


المزيد.....




- -انفجار غيوم- يودي بحياة 300 شخص بفيضانات في باكستان وجزء كش ...
- اختفت في ثوانٍ.. عملية سطو في وضح النهار تكلف متجر مجوهرات م ...
- منها حديث حصل لا يعلمه سوى بوتين وترامب بألاسكا.. ملخص سريع ...
- لماذا تعتبر معركة كردفان حاسمة في الحرب السودانية؟
- 18 قتيلاً في كارثة سقوط حافلة بوادي الحراش بالجزائر.. حداد و ...
- باكستان ـ حصيلة ضحايا الأمطار الموسمية تتخطى حاجز الـ 600 قت ...
- -إتش تي سي- تعود مجددا للساحة مع نظارات ذكية تنافس -ميتا-
- مظاهرات حاشدة في عواصم عربية وغربية للتنديد بحرب غزة
- السيطرة على 80% من الحرائق بريف اللاذقية الشمالي
- بعد تحذيره النووي.. رئيس روسيا السابق يعلق على لقاء بوتين وت ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شروق أحمد - كذبة القضية