أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد الراعي - سلام عادل: الإنسان الذي سبق الثورة، قراءة إنسانية لسيرة بطل، -الجزء الثاني- 4 -














المزيد.....

سلام عادل: الإنسان الذي سبق الثورة، قراءة إنسانية لسيرة بطل، -الجزء الثاني- 4 -


سعاد الراعي
كاتبة وناقدة

(Suad Alraee)


الحوار المتمدن-العدد: 8435 - 2025 / 8 / 15 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفصل الرابع: قبيل الزلزال، بخطى واعية
في الصفحات التي تمثل ذروة التوتر قبل العاصفة، قبل انقلاب شباط، وقبل اعتقال سلام عادل وتعذيبه حتى الموت. هي صفحات اللحظة الأخيرة التي حاول فيها القائد أن ينقذ الحزب من نفسه قبل أن تنقضّ عليه الكلاب المسعورة.
وفي هذا المشهد، ينهض سلام عادل، لا كزعيم حزب، بل كوجدان أمة: رجلٌ يقف في وجه الانهيار، لا ليثبت موقفًا، بل ليمنح للتاريخ لحظة نقاء في زمن العهر السياسي.
في هذه الصفحات من الجزء الثاني من كتاب "سلام عادل: سيرة مناضل"، نقف عند آخر الحافات قبل السقوط العظيم، في منطقة لا تعود فيها السياسة مجرد تنظير، بل تتحوّل إلى مصير، وإلى دم، وإلى مقصلة تقف فوق عنق الحقيقة.
هنا، يدخل القارئ مع سلام عادل مرحلة الذروة المأساوية من حكايته، حيث كل التناقضات بلغت أقصاها، وكل الخيانات نضجت، وكل الأعداء كشروا عن أنيابهم.
اولا ـ تحذيرات سلام عادل من السقوط الوشيك
في هذه الصفحات، يُستشَف من وثائق ومحاضر الاجتماعات والتحليلات التنظيمية، أن سلام عادل كان يدق ناقوس الخطر بشراسة الحكيم لا بذعر العاجز. فهو كان يرى كل شيء: التخاذل في التنظيم، التغلغل الرجعي، الخلل في العلاقة مع الجيش، وتواطؤ بعض الداخل مع الخصم. كان يعلم أن "الليل طويل"، ولكن كان يؤمن أن قول الحقيقة ضرورة، حتى لو كانت خنجرًا في الخاصرة.
لقد كانت رؤيته أشبه بنبوءة دامية، وكأنه كان يرى الجدران تنهار، في حين أن الكثيرين من حوله كانوا يجمّلون الشقوق أو يغضّون عنها الطرف.
ثانيا ـ منظمة الحزب في الجيش: حلم السلام يُذبح من الداخل
أحد أخطر ما توثّقه هذه الصفحات هو تخريب تنظيم الحزب في القوات المسلحة، وهي النقطة التي كانت ـ بحسب رؤى سلام ـ صمّام أمان ضد أي انقلاب محتمل. لقد حاول أن يُبقي هذه المنظمة يقظة، مدرَّبة، منضبطة، لكن محاولات الكتلة الانتهازية المحمومة لتجميدها أو تفكيكها كانت بمثابة نزع السلاح من جسد الثورة، ثم تركه للذئاب.
إنّه جرح سياسي لكنه يضرب عمقًا إنسانيًا هائلًا: أن يراك الرفاق تمشي إلى المذبحة ولا يمدّ أحدهم يد النجدة، لا عجزًا، بل تواطؤًا. هنا، لا تُذبح السياسة وحدها، بل تُذبح الأخوّة الثورية ببطء، بخنجرٍ حزبيّ مشحوذ.
ثالثا ـ اللحظة الأخيرة: شباط الأسود
تنتهي هذه الصفحات عشية 8 شباط 1963، ذلك اليوم الذي سقط فيه القمر من سماء بغداد. وكل ما سبقه كان أشبه بعزفٍ جنائزيٍّ طويل، تديره أنامل سلام عادل، في محاولة منه لتأجيل النهاية أو لإضفاء معنى عليها.
كان يُحذّر من "الضربة"، يُطالب بحشد الجماهير، بإشعال الإضرابات، باليقظة، ولكن بدا كما لو أنه يُخاطب وطنًا فقد السمع. أُحبطت كل دعواته، تردد رفاقه، وخنق الحذر كل نداءاته الأخيرة.
لكن الغريب، والموجع، أن سلام لم يتراجع. بقي حتى النهاية في مركز الإعصار، يكتب، يخطط، يُراسل، يوجّه، وكأن اليقين بالهزيمة لا يُبرّر الهروب، بل يوجب الصمود.
رابعا ـ الوجه الإنساني في لحظة الانكسار
ورغم فداحة السياسة ودمويتها، فإن صفحات هذا الفصل تكشف لنا سلام الإنسان:
أ‌. سلام الذي يكتب في الظلمة وهو يعرف أن "العيون" تراقبه.
ب‌. سلام الذي يصرّ على أن يبقى على اتصال برفاقه في التنظيمات الأدنى، لا تعاليًا بل إيمانًا بقدسية القاعدة.
ت‌. سلام الذي لا يخشى الموت، بل يخشى أن يموت الحزب قبله "هكذا كانت كلماته الأخيرة"
***
يتبع الفصل الخامس من الجزء الثاني



#سعاد_الراعي (هاشتاغ)       Suad_Alraee#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام عادل: الإنسان الذي سبق الثورة، قراءة إنسانية لسيرة بطل، ...
- سلام عادل: الإنسان الذي سبق الثورة،(4) قراءة إنسانية لسيرة ب ...
- جدلية المقدّس والخراب في قصيدة -أقنعة المكائد- للشاعر طارق ا ...
- سلام عادل: سيرة إنسانٍ يسبق الثورة (3) الكونفرنس الثاني للحز ...
- قربان الأم... صرخة في وجه الموت
- الخطوط المشتركة بين غرو وكلاين فيما يتعلق بفلسفة العار وعقيد ...
- عندما يكون الفكر ثالثهم!
- سلام عادل: سيرة إنسانٍ سبق الثورة (2) قراءة إنسانية في ملامح ...
- سلام عادل: الإنسان الذي سبق الثورة. قراءة إنسانية لسيرة بطل
- على حافة الأبوة... حين بكى الجليد-
- الهروب من الماضي: قراءة في رواية «بين غربتين» لسعاد الراعي د ...
- نرجسية الأديب والناقد: الوجه الخفي للتسلط في الحقل الثقافي
- جمعة عبد الله: معاناة بين قهرين في رواية -بين غربتين- سعاد ا ...
- عرض لرواية بين غربتين للكاتبة سعاد الراعي،
- قصة .عندما يكون الفكر ثالثهم!
- بغداد، حين تتكلم القصيدة بدمها
- ابن العمة* سلام عادل:
- قصة بعنوان، كرامة على حافة الوجع
- قصة بعنوان، شكرًا، لأنك لم تكوني سيئة.
- عقيدة الصدمة: الاقتصاد الكارثي كآلية للهيمنة المعولمة – قراء ...


المزيد.....




- الكرملين يكشف عن موعد وصول بوتين إلى ألاسكا.. فهل يتأخر عن ل ...
- السفير زملط في بلا قيود: نحن مع أي ترتيبات انتقالية تنهي الح ...
- قمة ترامب وبوتين في ألاسكا.. ما رمزيتها وماذا يريد الطرفان؟ ...
- قرى درزية في الجنوب السوري معزولة عن العالم واتصالها الوحيد ...
- عقب صلاة الجمعة.. قتيل ومصاب في إطلاق نار قرب مسجد في السويد ...
- نتنياهو وحلم “اسرائيل الكبرى”
- مالي: المجلس العسكري يتهم -قوى أجنبية- بالتخطيط لزعزعة استقر ...
- فشل مفاوضات جنيف بشأن معاهدة جديدة للحد من تلوث البلاستيك
- فيديو - قبيل قمة ألاسكا... احتجاجات مناهضة لبوتين في أنكوريد ...
- تنديد أممي دولي متصاعد بخطط إسرائيل الاستيطانية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد الراعي - سلام عادل: الإنسان الذي سبق الثورة، قراءة إنسانية لسيرة بطل، -الجزء الثاني- 4 -