أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - ما هو وراء نزع الأسلحة














المزيد.....

ما هو وراء نزع الأسلحة


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 04:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد يجادل في ان العمل على نزع الأسلحة في العالم يعتبر من أهم القضايا الدولية التي تفتح بابا يُتيح المجال لتحويل الطاقات البشرية المبذولة لصنع أسلحة مدمرة وقاتلة لبني البشر إلى صناعات مدنية تحقق التقدم والرفاه والتطور لشعوبها ولشعوب العالم .وهذا ما تم إقراره في قرار تشكيل الأمم المتحدة منذ عام 1946. تجنباً لحروب جديدة أزهقت أرواح أكثر من مئة مليون إنسان في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
لكن الوقائع الجارية على الأرض منذ ذلك الحين وحتى اليوم تشير إلى أن العالم خاصة الغربي وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية ،حيث يوجد المقر العام الذي أقر هذا الأمر ، سارت على العكس تماماً مما وافقت عليه ، حيث بين معهد ستوكهولم للسلام أن عمليات التسلح ازدادت إلى اكثر من الضعف.
ما يشير إلى أبرز مفارقة سياسية تم السكوت عليها من قبل حكومات ونخب العالم الأخرى المضطهدة ، مكنت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل من شن عدة حروب في العالم ومنطقة الشرق الأوسط .
ومن أهم المفارقات الحالية هو أن إسرائيل رغم عدم شرعيتها وعدم شرعية بناء المستوطنات والتوسع في الأراضي التي احتلتها ، امتلكت من الأسلحة الحديثة التي قدمتها لها حكومات الدول الغربية ، ما لم تمتلكه جميع دول الشرق الأوسط . ثم وزعت حكومتها من الأسلحة الفردية على المستوطنين سواء في الضفة الغربية المحتلة أو شمال فلسطين منذ عام 1967 ما يزيد عن ثلاث مئة الف قطعة سلاح فردي على قطعان المستوطنين .
في الوقت ذاته طالبت كل من الأمم المتحدة والدول الغربية من لبنان في القرار 1559 سحب أسلحة ما زعمت انها مليشيات مسلحة ، ثم طالبت في القرار 1701 اخلاء جنوب لبنان بالكامل من الأسلحة حتى الفردية .ثم راحت تطالب بنزع أسلحة جميع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية وجنوب سوريا والعراق ، مع الإبقاء فقط على سلاح حكومات تلك الدول والذي ثبت أنه غير فعال في مواجهة أسلحة إسرائيل . ومع ذلك راحت أمريكا تحض حكومات الدول العربية على نزع أسلحة فصائل المقاومة بدلاً من تطوير أسلحتها لتواجه إسرائيل .
وهو ما شجع أكثر وسائل الاعلام العربية وكثير من النخب العربية والفلسطينية إلى الوقوف إلى جانب حكوماتها والمطالبة بنزع أسلحة أبناء شعبها المقيمين في أراضيهم والتي شرعت لهم الأمم المتحدة اقتنائها دفاعاً عن حقهم في الوجود والبقاء على أراضيهم .على عكس ما يقتضيه المنطق الذي يتطلب نزع أسلحة المستوطنين الذين هم وأسلحتهم كما قررت الأمم المتحدة أنهم غير شرعيين.
إن السكوت على توزيع الحكومة المعتدية والقوية السلاح على مستوطنيها ومطالبة حكومات الدول المعتدى عليها نزع أسلحة أبناء شعبها تشكل طريقة مقلوبة للنظر إلى الأمور تخلق مفارقة مذهلة. تدفعنا للتساؤل لمصلحة من يعمل هؤلاء الحكام ونخبهم ووسائل إعلامهم .هل لمصلحة شعوبهم والسلم في بلدانهم ام لمصلحة من يحتلون أراضيهم ويعتدون عليهم يوميا ؟
لن ندخل في نقاش مع هؤلاء المنظرين حول بدايات وأسباب تشكل حركات المقاومة في الوطن العربي وفي لبنان قبل ان تظهر ايران الإسلامية بمئة سنة .ولا بالطريقة التي مكنت إيران استغلال هذه المسألة بعد أن تخاذلت حكومات الدول العربية عن مواجهة الاحتلال وأقامت سلاماً مع من يحتل أرضهم ويهددهم ،ووقفت ضد تسليح مقاومة شعوبها مما دفع حركات المقاومة العربية تقبل ما تقدمه لهم إيران ، وهو ما جعل بعضهم يرتكبون أخطاء كثيرة ضد شعوبهم .
ولن نكرر ادانتا لإيران وللطريقة التي استغلت فيها حاجة هذه الشعوب للسلاح للدفاع عن أنفسها وبلدانها (1) لمصالح سياسية ضيقة خدمت بشكل غير مباشر كل من الانظمة وإسرائيل وأمريكا . ولن نكرر ادانتنا للدول العربية لعدم سعيها لبناء الوسائل الكفيلة بردع العدوان والدفاع عن أراضيها وشعوبها بما يحول دون شعوبها من حمل السلاح واعتبارها خارجة عن القانون . فالشعوب ليست هاوية للسلاح ولا للموت إذا ما قامت حكوماتها بالدفاع عنها .
وفي هذا المجال الضيق لن نرسم للحكومات ما يجب أن تفعله بما يُمكنها من تحقيق المهمات التي وُجدت من أجلها وأهمها مسؤولية الدفاع عن أراضيهم وشعوبهم .بل ندافع عن حق شرعي لجماعات موجودة على أراضيها منذ آلاف السنين ،من حقها حمل السلاح للدفاع عن وجودها وبقاءها وبقاء أبنائها ضد قطعان المستوطنين الغرباء والمسعورين ،وضد كيان محتل عنصري وعدواني وضد كل من يدعمه سواء أكان أمريكيا او عربياً او مسلماً .عندما تتقاعس حكوماتهم عن القيام بمسؤولياتها .
نذكر هؤلاء الفلاسفة والمنظرين والإعلاميين بان الله وهب حتى الخرفان قرون للدفاع عن نفسها ضد الحيوانات المفترسة .بينما الحيوانات التي لم تمتلك وسائل دفاع عن نفسها مثل الارانب والفئران تلجأ إلى الهروب والاختباء في جحورها.
وإذا كان صحيحا أن قرون الأغنام ليست كافية للتغلب على الذئاب المفترسة ، لكنها تصبح فعالة إذا قام الراعي بمسؤولياته في الدفاع عن القطيع . أما عندما لا يقوم بمهمته ويعمل على قطع قرونها بذريعة انها لا تكفي لردع الذئاب فسيحولها بوعي إلى فرائس سهلة . هل هذا ما تسعون له ؟
فتحي رشيد
(1) تناولت هذه المسائل في كتابين احدهم بعنوان "مساهمة نظرية في حل المسألة اللبنانية "والأخربعنوان "الخطر الإيراني الفارسي "



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منشار العقوبات على سوريا
- تجنيس المقاتلين الأجانب في سوريا: قراءة تاريخية في المخاطر و ...
- جولة ترامب في الخليج العربي
- الوضع في سوريا : من يحكم سوريا ؟
- أبعاد وخلفيات القمة العربية 33
- سر العداء لحماس
- الاستفادة من بعض ما حصل في غزة
- ملحمة نصر غزة
- ملامح المرحلة الجديدة لسوريا
- حول قرار محكمة الجنايات الدولية
- الوطن وطني والقضية قضيتي -
- بؤس ثقافة الهوان
- مفترق طرق بين الذوبان والتلاشي وبين البقاء والرفعة
- بايدن وخلط المفاهيم والحقائق
- محرقة مجمع الشفاء الطبي
- نزعة العدوان والعنف عند البشر
- استعادة الشموخ
- مقاربة بين معاناة غرنيكا ، أوشفيتس ،ماي لاي ومعاناة غزة
- بين حل الدولتين و الحل الجذري الشامل للقضية الفلسطينية
- تجرية الصين وتحرير فلسطين


المزيد.....




- -هل أنتم متفاجئون؟-.. ترامب يعلق على الاشتباه بتورط روسيا في ...
- بالصور: حرائق في سوريا ودول جنوب أوروبا والبلقان بسبب موجة ا ...
- الحرب في أوكرانيا: دعوة لاجتماع ثلاثي بين ترامب وبوتين وزيلي ...
- محكمة استئناف تمنح إدارة ترامب ضوءا أخضر لخفض المساعدات الخا ...
- مظاهرات غربية وعربية ومطالب بالتحقيق في اغتيال صحفيي الجزيرة ...
- حماس: تصريحات نتنياهو عن -إسرائيل الكبرى- تستدعي موقفا عربيا ...
- السودان.. هجوم مسيرات مفاجئ ومعارك عنيفة في الفاشر
- -رقم تاريخي- لاستهلاك الكهرباء في مصر.. ما السبب؟
- بريطانيا.. السماح للشرطة بكشف انتماء المتهمين في قضايا حساسة ...
- المغرب.. جهود مكثفة ومستمرة للسيطرة على -حريق شفشاون-


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - ما هو وراء نزع الأسلحة