أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - حول قرار محكمة الجنايات الدولية














المزيد.....

حول قرار محكمة الجنايات الدولية


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 03:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيرا وبعد 440 يوم من الحرب الظالمة على غزة صدر قرار محكمة الجنايات الدولية والذي ينص على اصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعه السابق بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واستخدام التجويع سلاحا في الحرب وجرائم اضطهاد وقتل .
مما لاشك فيه ان القرار وإن جاء متأخرا جدا شكل انتصارا أخلاقيا للفلسطينيين وقضيتهم وبصورة خاصة للمقاومة الفلسطينية ولحماس بالذات .لكن مع ذلك وللتأخر في اصدار القرار وبعد التدقيق في مضمونه وفي إمكانية تنفيذه يجوز لنا بل يحق لنا ابداء بعض الملاحظات حيث لا شيىء كامل او مكتمل في هذا العالم . حيث لايخلوا أي قرار دولي من إيجابيات تقابلها سلبيات ونواقص .
1: من اهم إيجابيات قرار اعتقال كل من نتيناهو وغلانت باعتبارهم مجرمي حرب وهو تطور مهم ولافت بسبب أن حكومات ومنظمات عديدة حقوقية في كثير من دول العالم والدول العربية لم تصدر قرار ادانة رسمي لهؤلاء المجرمين والقتلة .
ومن سلبيات القرار بالطبع أنه وضع محمد الضيف القيادي في حماس في ذات الخانة واعتباره مجرم حرب .مع انه حسب ميثاق الأمم المتحدة يعتبر مقاوما للاحتلال وليس معتديا .ولأنه لم يرتكب ، او لم يثبت انه ارتكب أعمال يمكن ان توصف انها جرائم حرب كتلك التي ارتكبها قادة وجيش الاحتلال .بما يعني ان القرار جائر كونه وضع الضحية والجزار في خانة واحدة .رغم ان هذا على ما يبدو جاء إرضاء لبعض الدول او لسعي المحكمة الظهور بمظهر المنصف وعدم المنحازة لطرف بهدف تمرير القرار الذي يشكل بالأساس اول إدانة دولية رسمية لنتنياهو . مع انه في مسألة الجنايات المرتكبة على ارض الوقع لا يوجد اية مقارنة بين ما ارتكبه كلا منهما ولا مكان فيها للمجاملات الدبلوماسية .
2: من إيجابيات قرار الاعتقال انه لفت نظر العالم بطريقة دبلوماسية لجرائم سكت عليها العالم طيلة الفترة الماضية ومن سلبياته ان ذلك السكوت والتأخير ترك المجال لدولة الاحتلال ارتكاب تلك المجازر المروعة والتي لو كان قد أصدره قبل سبعة اشهر منذ ان طرح القراراول مرة كان من الممكن ان يقلل من حدة الجرائم المرتكبة . مما يشير الى ان تأخر إصداره يتوافق مع وصول العدوان الإسرائيلي الى طريق مسدود فكان لابد من لفت نظر او إيجاد مبرر دبلوماسي لإيقاف العدوان الذي اعطى اكله وزاد عليها .
3: من إيجابيات قرار الاعتقال انه يتيح المجال لمجلس الأمن بناء على ميثاق الأمم المتحدة تبني قرار من شأنه تبني قرار يتيح اعتقال المتهمين بارتكاب جائم حرب خلال عام .لكن بما ان الولايات المتحدة لن تسمح بتمرير مثل هكذا قرار فهذا معناه ان القرار وعدمه سيان .
4:إذا كان صحيحا ان مذكرة الإعتقال تتيح للدول ال 124 الموقعة على القرار اعتقال كل من نتنياهو وغلانت اذا ما وطأت اقدامهم أراضي تلك الدول . ولكن بما اننا نعرف ان أغلب حكوماتها لن تقوم بذلك ولا تجرؤ على القيام بذلك .اما البلدان التي تعرف انها قد تعتقلانهما فهي قلة ولا علاقات جيدة لهم بها أساسا .وبما انه لا توجد لدى محكمة الجنايات وسائل تجبر تلك الحكومات على تنفيذ قرارها ، ولاتملك حق ادانة او معاقبة الدول التي لا تلتزم بالقرار مما يجعل القرار يفقد أي قيمة عملية له ويصبح مجرد نفخة في الهواء .
5: لاشك بأن القرار يمكن ان يشكل دعما للدعاوي المرفوعة امام محكمة العدل الدولية من قبل كل من جنوب افريقيا ونيكاراغوا بارتكاب جرائم إبادة او بفرض عقوبات على الدول التي تصدر السلاح لإسرائيل .لكن بما ان ذلك لن يحصل إن لم تحرك دولا تلك القضايا ولم تطالب بادراجها وطالما ان أحدا لا يستطيع منع اية دولة من تصدير السلاح لإسرائيل الا إذا كان لديها قرارات تمنع تصدير الأسلحة لدول في حالة حرب او تمنع دول مثل أمريكا وبريطانيا الداعم الرئيس لإسرائيل . الأمر الذي يعني ترك المجال لها كي تقدم لها الأسلحة الفتاكة .وهو ما يفقد القرار تلك القيمة والاهمية العملية لوقف العدوان ويتحول الى فقاعة .
6: اما فيما يتعلق بما ورد في القرار من تلميحات حول استخدام إسرائيل للتجويع كسلاح في الحرب ضد المدنيين ومن استخدام الاضطهاد والتعذيب والتهجير ضدهم واعتبار ذلك من لجرائم المصنفة ضد الإنسانية .فهذه الجرائم لا يقوم بها فردان فقط ، بل حكومة وجيش كامل من القتلة والمجرمين الذين يصبح من حق محكمة الجنايات اصدار قرار يدين كل من اصدر قرارا او قام بعمليات تعذيب وتجويع اواضطهاد . مما يفهم منه ان القرار إذ لا يشير لهم او لا يحذرهم فإنه عمليا يعفيهم من العقاب ويعطيهم او سوف يترك لهم المجال للاستمرار في تلك الجرائم . ويشكل تغطية غير مباشرة على افعالهم المدمرة .



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن وطني والقضية قضيتي -
- بؤس ثقافة الهوان
- مفترق طرق بين الذوبان والتلاشي وبين البقاء والرفعة
- بايدن وخلط المفاهيم والحقائق
- محرقة مجمع الشفاء الطبي
- نزعة العدوان والعنف عند البشر
- استعادة الشموخ
- مقاربة بين معاناة غرنيكا ، أوشفيتس ،ماي لاي ومعاناة غزة
- بين حل الدولتين و الحل الجذري الشامل للقضية الفلسطينية
- تجرية الصين وتحرير فلسطين
- المواقف المخزية لحكام ونخب الدول الغربية الفاعلة
- جوهر قضايا الشرق الأوسط
- حق الدفاع عن النفس في ميزان الحقوق
- حزب الله ما بين العقلانية والمقاومة
- مقاومة حماس في مواجهة إرهاب إسرائيل والغرب
- غَزًة عِزًة فلسطين
- الدورالسلبي للجهاديين في الثورات العربية
- لماذا فشلت ثورات الشعوب العربية
- جريمة استلاب وسرقة فلسطين وتراثهاٍ
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (24 ) بمناسبة مرورالعام الأ ...


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - حول قرار محكمة الجنايات الدولية