أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - الوطن وطني والقضية قضيتي -















المزيد.....

الوطن وطني والقضية قضيتي -


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 8121 - 2024 / 10 / 5 - 19:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار القصف الإيراني في الأول من اوكتوبر الحالي على عدة مدن ومواقع عسكرية في فلسطين المحتلة ؛ ردود فعل ومواقف متباينة كان أغلبها مشككا في شدة الضربة واتساع رقعتها وتو قيتها المتأخر جدا ، مما دفعني والكثيرين الى التقليل من أهمية ما حصل من منطلق انه أقل من المطلوب حتى لو كان فقط على عملية اغتيال حليفها الأساسي في المنطقة السيد حسن نصر الله فكيف اذا كان ردا على اغتياله ورفاقه وعلى اغتيال إسماعيل هنية والتعدي على سيادتها ؟ حيث كان يفترض أن يكون الرد الإيراني اعنف واقوى وأشد تأثيرا على الكيان الصهيوني وقيادته بما يجعلهم يعيدون النظر في سياساتهم العدوانية .وهذا منطقي جدا .
لكن البعض ذهب الى ابعد من الشك الى التشكيك والتخوين وذهب بعضهم الى تسخيف كل ما قام به حزب الله من مساندة لغزة وشعبها بدءا من اليوم التالي للعدوان الإسرائيلي عليهم . بينما لم يشككوا بمواقف الدول العربية والسلطة الفلسطينية التي نددت بما قامت به حماس وادانته .بالرغم من معرفتهم حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها الحزب وجمهوره لمساندة غزة وشعبها . متذرعين بالقول انها أيضا ليست بالحجم المطلوب لإيقاف العدوان على عزة وشعبها . مسألة انها ليست بالحجم المطلوب مسألة قابلة للنقاش . اما القول أنها قادرة على إيقاف العدوان ففيه كثير من التجني .مع انني اعتقد ان السلطة الفلسطينية التي تعتبر نفسها الممثل الشرعي والوحيد عن الشعب الفلسطيني بما في ذلك شعب غزة الذي يتعرض للتدمير قادرة إن قررت حل نفسها واعتبار كل من الضفة وغزة مناطق محتلة تستدعي النضال بكل الوسائل المتاحة . ان توقف العدوان وتغير مواقف الجميع .كما ان الدول العربية كان ومازال بإمكانها ان تتخذ مواقف حازمة من دون استخدام السلاح توقف العدوان فورا . لكنها لم تفعل مما جعل كثيرين بالمقابل يحيون ايران ويدافعون عنها من منطلق ان ذلك افضل مما قامت به الدول العربية والسلطة الفلسطينية خلال ما يقارب سنة من عمليات تدمير وحصار وقتل وحصار وتجويع وإفناء ـ مع انها ليست عربية .
مراجعة نقدية :
إذا كان بعضنا قد اتهم ما قامت به حماس يوم سبعة تشرين مع انه تم ضد ما قامت وتقوم به إسرائيل في الضفة الغربية والقدس . بالمغامرة غير محسوبة النتائج وغير مدروسة ودزن تنسيق مع السلطة مما جعل شعبنا يقدم تضحيات هائلة .فحملوها مسؤولية الجرائم التي ارتكبها الصهاينة وحماتهم .وللأسف فإن بعضنا عندما اتهم حماس بالخروج عن الاجماع العربي والفلسطيني ـ أعطى بذلك دون ان يدري للعدو المشروعية السياسة والعسكرية للفتك بغزة وشعبها ومقاوميها .
إزاء هذه المواقف المتخذة من السلطة والدول العربية فإن المنطق يقول انه لا يجوز لنا ان نطلب من إيران او من حزب الله ان تفعل ما فعلته حماس او أكثر مما فعلته كي لاتتهم بالمغامرة والتدخل في شؤوننا .وان لاتغامر كما غامرت حماس كي لا تلحق بشعبها ما الحقته حماس بشعبها عندما غامرت . وبما أن شعب غزة لا يمت لإيران بصلة قرابة قومية اومذهبية فليس من حقنا ان نلومها .
كما لايمكن ان نتجاهل حقيقة ان كلا من إيران وحزب الله كانوا ومازالوا يدركون انه ليس بإمكانهم التدخل اكثر لحمايتنا كي يتجنبوا الاصطدام مع أمريكا والغرب وإسرائيل . كونهم حركوا اساطيلهم ومدمراتهم وهددوا بالتدخل لحماية إسرائيل .
فإذا كان تدخل ايران وحزب الله البسيط الحق بهما هذه الأضرارفهذا معناه أنها ستعاني اكثر واكثر مما عانت منه غزة وشعبها لو قامت بما هو أكثر .لذلك لا يمكن حتى اتهامها بالتقصير في دعم غزة والعرب او بأن إيران تركت حلفائها لمصيرهم وقت الأزمات والملمات والكوارث .ولا يمكن اتهامها بخيانة العرب والفلسطينيين واللبنانين والتخلي عنهم ، كونها لم تقم بنجدتهم فورا وبقوة ، في حين ان إخوانهم الفلسطينيين في رام الله وقفوا ويقفون متفرجين او شامتين على ما قامت به حماس للدفاع عن شعبها .وهو ذات الموقف الذي وقفه الإنعزاليين وأصحاب السيادة المزعومة في لبنان ضد ما قام به حزب الله دفاعا عن حماس وعن شعب لبنان .
المنطق يقول أنه يجب او يفترض لوم العرب وفلسطينيي السلطة واوسلو وفلسطينيي الاردن (خمسة ملايين )و اللبنانيين السياديين والعرب المتأمركين والذين تزيد اعدادهم عم 400 مليون انسان ويملكون جيوشا تزيد عن المليون واسلحة تفوق ما تملكه حماس وحزب الله بالف مرة وليسوا محاصرين ، ومع ذلك لم ينجدوا اخوتهم بل وقفوا إما متفرجين او لم يقدموا شيئا او ناقدين أومتآمرين خفية . بما يعني اننا قبل ان نوجه اللوم والنقد لإيران وحزب الله علينا ان نوجهه لحكوماتنا والناطقين باسمنا . ما يفهم منه أيضا ان العيب فينا وليس في غيرنا .
نكران الجميل والمصير الأسود :
هل يدرك العرب واللبنانيين والفلسطينيين الذين وجهوا سهام النقد والاتهام لإيران أنهم بمواقفهم المشككة يضعون انفسهم دون ان يدروا في خانة ناكري الجميل ـ وبانهم بمواقفهم تلك يدفعون الغيرمثل الجنوب افريقيين والفنزويليين الى عدم تقديم العون لهم وتركهم لمصيرهم كي لا يحل بهم ما حل ويحل بالإيرانيين وهو ما حل سابقا بالروس حيث تخلى العرب عنهم وادانوهم مع انهم قدموا لهم الكثير من الأسلحة والمساعدات الفنية خلال اكثر من عشرين عاما .فانكروا ما قدمه لهم الاتحاد السوفيتي ووقفوا ضده واتهموه بالتآمرعليهم بزعم سعيه من وراء ذلك نشر الشيوعية في بلادهم ،فوقفوا مع اعداءه حيث كان للمجاهدين العرب دور كبير في هزيمه السوفييت في أفغانستان وميل الكفة لصالح الغرب وامريكا، وبالتالي دون ان يدروا مكنًوا الغرب بزعامة أمريكا من الهيمنة على مقدراتهم ومقدرات العالم . وبأن هذه المواقف الناكرة الجميل كانت وما تزال سببا رئيسيا في كل ما لحق ويلحق بنا من هزائم وما قد يلحق بنا لاحقا .
مما يعني ان العيب ليس في إيران او في الاتحاد السوفيتي او في كوريا الشمالية اوالصين او في فنزويلا او في جنوب افريقيا .بل العقلية العربية التي تريد من الغير ان يأتوا ويدافعوا عنهم ويحرروا لهم اوطانهم وهم قاعدون يتفرجون او يمرحون ويعبئون جيوبهم بالمال .العيب في نخب الشعوب العربية التي تسكت على جبن وتخاذل حكامهم ـ او تصفق ل ـ قياداتهم التي لاتقف الموقف المطلوب من قضاياهم وتتآمر عليهم .فالارض ارضنا والوطن وطننا والشعب شعبنا ونحن ونخبنا وحكوماتنا وجيوشنا هي التي يطلب منها ان تتحرك للدفاع عن ارضها وشعبها .لا ان يتنظروا وننتظر معهم ان يأتي الغيركي يدافعوا عنا .
الكرة إذن هي اليوم كما كانت منذ بداية القرن العشرين ماتزال في ملعبنا نحن كنخب وشعوب شريفة وأبية . في أن نضغط على حكوماتنا وقادتنا كي يغيروا موقفهم من ذاتهم ومن شعوبهم ومن اوطانهم وقضياهم . علينا ان نقنعهم ونجعلهم يؤمنوا بأنه يجب عليهم تغيير سياستهم ونهجهم فيدافعوا عن شعوبهم واوطانهم بما يمكن ان يجعل الآخرين مثل الروس والصينيين او الكوبيين اوالفنزويليين أوالإيرانيين أن يرسلوا قواتهم للدفاع عنا او عن ارضنا ويقفوا سياسيا واعلاميا مع قضايانا العادلة .
. المشكلة فينا مثقفين ونخب وشعوب .في اننا فسحنا المجال لأولئك الحكام للتحالف مع أعداء شعوبنا وبلداننا وسكتنا عليهم .مع انهم لم يتخذوا يوما موقفا جديا مضادا للاستعماريين الغربيين رغم تآمرهم عليهم وعلينا ووقوفهم علنا مع عدوتنا إسرائيل . مما كان يجعل حلفائنا يتخلون عنا وعنهم دائما او لا يقفون الموقف المرجوـ او المطلوب مبدئيا . وهو ما قد يدفع الجميع غدا الى التخلي عنا أكثر ، وعدم الوقوف معنا ومع قضايانا وتركنا لمصيرنا الأسود .لأن حكامنا وكثير منا ناكري جميل وعملاء للغرب لا يرجى منهم أي خير . وهذا ما يقودنا للاستنتاج انه يتوجب علينا البدء بأنفسنا بتغير طريقة نظرتنا للأمور وبخاصة موقفنا من أنفسنا ومن ارضنا وشعوبنا واوطاننا وإلا سيكون مصيرنا اسوداً .
فتحي رشيد 3/10 / 2024



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس ثقافة الهوان
- مفترق طرق بين الذوبان والتلاشي وبين البقاء والرفعة
- بايدن وخلط المفاهيم والحقائق
- محرقة مجمع الشفاء الطبي
- نزعة العدوان والعنف عند البشر
- استعادة الشموخ
- مقاربة بين معاناة غرنيكا ، أوشفيتس ،ماي لاي ومعاناة غزة
- بين حل الدولتين و الحل الجذري الشامل للقضية الفلسطينية
- تجرية الصين وتحرير فلسطين
- المواقف المخزية لحكام ونخب الدول الغربية الفاعلة
- جوهر قضايا الشرق الأوسط
- حق الدفاع عن النفس في ميزان الحقوق
- حزب الله ما بين العقلانية والمقاومة
- مقاومة حماس في مواجهة إرهاب إسرائيل والغرب
- غَزًة عِزًة فلسطين
- الدورالسلبي للجهاديين في الثورات العربية
- لماذا فشلت ثورات الشعوب العربية
- جريمة استلاب وسرقة فلسطين وتراثهاٍ
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (24 ) بمناسبة مرورالعام الأ ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (23) الحق التاريخي بين التن ...


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - الوطن وطني والقضية قضيتي -