أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين بين ألاسكا وغورباتشوف: أخطاء الماضي وصراعات الحاضر














المزيد.....

ألكسندر دوغين بين ألاسكا وغورباتشوف: أخطاء الماضي وصراعات الحاضر


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي


13 أغسطس 2025

بينما تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا نهاية هذا الأسبوع، عاد الجدل التاريخي حول «صفقة القرن التاسع عشر» – بيع ألاسكا – إلى الواجهة. لكن الفيلسوف الروسي المثير للجدل ألكسندر دوغين يرى أن خطأ ألاسكا، على فداحته، يظل تفصيلًا صغيرًا أمام الكارثة الكبرى التي لحقت بروسيا في عهد ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسين.

ألاسكا… الجرح التاريخي الذي لم يلتئم

في عام 1867، حين كانت روسيا خارجة من حرب القرم بميزانية مثقلة بالديون، قررت بيع ألاسكا إلى الولايات المتحدة مقابل 7.2 مليون دولار ذهبًا. المؤيدون للصفقة يؤكدون أن الأموال أستُخدمت لتطوير البنية التحتية وتوسيع نفوذ الدولة شرقًا، فضلًا عن تعزيز العلاقات مع واشنطن ضد بريطانيا. كما حصلت روسيا على تقنيات تصنيع بندقية "بيردان"، ما ساعد في إعادة تسليح الجيش.

لكن المعارضين يرون أن الصفقة كانت «بيعًا بثمن التراب» لمقاطعة غنية بالذهب والنفط، وأنها منحت واشنطن موقعًا إستراتيجيًا مكّنها من فرض "مبدأ مونرو" الذي جعل الأمريكتين حديقة خلفية للولايات المتحدة. ولو احتفظت روسيا بألاسكا، لكان بوسعها نشر قواعد عسكرية تردع السياسات الأمريكية الحالية التي تشعل النزاعات من بعيد بلا تهديد مباشر لأراضيها.

دوغين: خطايا غورباتشوف ويلتسين «تجاوزت الحدود»

دوغين، المعروف بنزعته الجيوسياسية الأوراسية، يرى أن بيع ألاسكا كان خطأ، لكنه ليس «الجنون المطبق» الذي إرتكبه قادة الحقبة الإنتقالية بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي. «غورباتشوف دمّر الإتحاد السوفياتي، ويلتسين أقر بسيادة أوكرانيا على القرم ودونباس، وباع الإرث الصناعي والعسكري السوفياتي للأوليغارشيين»، يقول دوغين، مؤكدًا أن هذه السياسات أخرجت روسيا من موقع القوة العالمية إلى مرحلة الفوضى والتفكك.

في المقابل، يرى أن موسكو اليوم تسعى لتصحيح المسار عبر صياغة "مبدأ مونرو" أوراسي، يقوم على توسيع دائرة التحالفات مع قوى كالهند وتركيا وإيران، وإستعادة السيطرة على الفضاء الجيوسياسي الذي كان تحت لواء الإمبراطورية الروسية والإتحاد السوفياتي.

ألاسكا كرمزية في لقاء بوتين – ترامب

إختيار ألاسكا كموقع للقمة المرتقبة بين بوتين وترامب لا يخلو من الرمزية. فهو من جهة يذكّر بفترة التحالف الروسي – الأمريكي في القرن التاسع عشر ضد بريطانيا، ومن جهة أخرى يوحي بأن الملف الأوكراني أصبح شأنًا تفاوضيًا ثنائيًا بين موسكو وواشنطن، مع إستبعاد أوروبا التي لعبت دور المحرك الأساسي للأزمة على مدى السنوات الأربع الماضية.

هنا تتضح رؤية دوغين: إستعادة روسيا لدورها العالمي لن تكون عبر «تصحيح خطأ ألاسكا» حرفيًا، بل عبر إعادة تشكيل فضاء نفوذها الأوراسي، بما يضعها في موقع الندّية مع الولايات المتحدة، ويعيد صياغة قواعد اللعبة الدولية من جديد.

الخلاصة

تصريحات دوغين تكشف أن معركة روسيا ليست مع الماضي بقدر ما هي مع الحاضر والمستقبل. فالتاريخ، بكل ما فيه من صفقات وأخطاء، يصبح ورقة سياسية لتذكير الداخل والخارج بأن «روسيا التي خسرت ألاسكا بالأمس، لن تخسر أوراسيا اليوم». ومع إقتراب قمة ألاسكا، يبدو أن المعركة القادمة ستكون على «مبدأ مونرو»… لكن هذه المرة، على الطريقة الروسية.
*****
هوامش

مبدأ مونرو
هو إعلان سياسي أمريكي صدر عام 1823، ينص على أن الأمريكتين (الشمالية والجنوبية) تُعتبران منطقة نفوذ خاصة بالولايات المتحدة، وأن أي تدخل أوروبي فيهما يُعد تهديدًا لأمنها، مقابل امتناع واشنطن عن التدخل في شؤون أوروبا.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 676 - يهود ضد الصهيونية
- روسيا والغرب… معركة تتجاوز حدود أوكرانيا
- طوفان الأقصى 675 - الكمين الأميركي: من الإستراتيجية الإقليمي ...
- قمة ألاسكا: بين ذكريات التاريخ ومقايضات الحاضر
- طوفان الأقصى 674 - إسرائيل وحرب المستقبل – نقطة التوتر بين ا ...
- ثلاث -بجعات سوداء- في أفق الحرب: ما الذي قد تغيّره الأشهر ال ...
- طوفان الأقصى 673 - إيران 2025: عام الصمود والإنتصار… من شوار ...
- زيارة ويتكوف إلى موسكو: بين الأهداف الثابتة والسيناريوهات ال ...
- طوفان الأقصى 672 – إسرائيل تخوض حربًا لا يمكنها الإنتصار فيه ...
- ألكسندر دوغين - المحافظون الجدد يقودون ترامب إلى الهاوية (بر ...
- طوفان الأقصى 671 - بين ذاكرة المحرقة وتواطؤ الدولة الألمانية ...
- طوفان الأقصى 670 - الهولوكوست لا يبرر الإبادة - قراءة روسية ...
- نهاية الحرب العالمية الثانية: بين سيف ستالين ونار ترومان – م ...
- طوفان الأقصى 669 --عقيدة السيسي-: مصر تعود إلى الفراعنة لتقو ...
- إرث بوتسدام: روسيا ما زالت تجني ثمار مؤتمر عمره 80 عاماً، كي ...
- ألكسندر دوغين - -فلسطين تُفجّر إنقسام الغرب... ولكن العدو ال ...
- ألكسندر دوغين - إذا لم ينقرض الروس بأنفسهم، فهناك من يساعدهم ...
- طوفان الأقصى 667 - ماذا لو تغيّر المشهد؟ السيناريو الذي يخشا ...
- ألكسندر دوغين - ترامب بين فشل الإصلاح وإمكانات الهدم - قراءة ...
- طوفان الأقصى 666 - إسرائيل بين نهاية فلسطين وبداية الهيكل ال ...


المزيد.....




- بزشكيان يسخر من نتنياهو: -يا لها من أوهام-
- ترامب يوضح لأوروبا وزيلينسكي أهدافه من القمة مع بوتين
- كيف وأين ولماذا قتل بيليه الفلسطيني؟ أسرة سليمان العبيد تروي ...
- سان جيرمان يتوج بالسوبر الأوروبية بفوزه على توتنهام بركلات ا ...
- سوريا الآن تواجه أخطر سيناريو
- عمال في بروكسل يرفضون تحميل طائرة متوجهة إلى إسرائيل
- قادة أوروبا ينتظرون نتائج قمة ترامب وبوتين في ألاسكا
- وزير داخلية الأردن السابق يدعو لإحياء مجلس الدفاع العربي الم ...
- مجلس الأمن يدعو لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر السودا ...
- قبل قمة ترامب وبوتين.. زيلينسكي يطرح 5 مبادئ لـ-مفاوضات السل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين بين ألاسكا وغورباتشوف: أخطاء الماضي وصراعات الحاضر