نادية الإبراهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 18:49
المحور:
الادب والفن
«إليك…
إن كنت نسيت، فاعلمي أني لم أبرح الرسالة الأولى. إن كنتِ تجاوزت، فاعلمي أنني جئت لأعيدك...وإن كنت فهمت الدرس، فاعلمي أنني جئت لأرى إن كان قلبك ما زال يكتبه.»
لم أكن أنتظر طارقا على باب هذا المساء، لكن الباب انفتح كما في الحلم…
دخل أو ربما كان ظلّه هو الذي دخل أولا، فتعرّفت عليه قبل أن يكتمل حضوره.
ملامح جديدة لكن العيون هي نفسها، تحمل ارتباك الأمس وحيرة الوعد الذي لم يُنفّذ. حتى ضحكته جاءت نصف مكتملة، كأنها خرجت من صندوق قديم كسرته الريح...
جلس في نفس المقعد الذي غادره ذات ربيع، ووضع يده على الطاولة بنفس البطء، وكأن الزمن لم يمر إلا ليعيد المشهد بزاوية أخرى. في تلك اللحظة سمعت حفيف الورق… رسائل قديمة كانت تُكتب الآن بحبر جديد.
رأيته يحدّق بي لكن عينيه كانتا تمتحنان قلبي، كمن يسألني بلا صوت: "هل فهمتِ الدرس؟". وفي زاوية المقهى كان القدر يجلس متكئا على عصاه، يراقبنا مثل معلّم صبور مستعد لإعادة الحكاية إذا لزم الأمر...
تذكّرت الوعود التي أودعتُها بريد الغياب، الجراح التي نامت تحت وسادتي، الحب الذي ظل ناقصا كقمر مبتور. كل شيء كان حاضرا… لكن بثياب مختلفة.
لم أجب... تركت الصمت ينساب بيننا كأنه الصفحة الأخيرة من رواية لم تُكتب نهايتها بعد.
كنت أسمع داخلي صوتا يقول:
«بعض الدروس لا تفهم، إنّما تعاش… مرة، وأخرى… حتى يتعب القدر نفسه.»
#نادية_الإبراهيمي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟