نادية الإبراهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 12:06
المحور:
الادب والفن
هجرني سكون ليلي...
حين تعثرت أحلامي بطيفك..
حين عادت الذكرى تسير على رؤوس أصابعي..
تباغتني كلما أقنعت قلبي أنه نجا... ولم ينجُ!
صاخب... ثائر..
حبك من يوم الاجتياح..
كأنك فتحت في داخلي بابا للتيه لا يغلق..
كأنك زرعت في صدري نداء لا يخفت..
صوتك يسكن صمت الأشياء... ونبضك يضبط إيقاع غربتي.
أن تكتبني حرفا خالدا في أشعارك... لا يكفي!
أن تملأني بضجيج جنونك... وتدقّني كأجراس الكنائس لهفة...
ذاك حسبك.!
لكنني بقيت هناك...
في الزاوية الدافئة من ذاكرتك... أشتعل شوقا!
كقنديل لم يجد من يطفئه... أو يشعله من جديد!
ألهبت الفؤاد حين نفخت في رماد النسيان..
أيقظت جمرة كانت تظنها الأيام قد خمدت...
لكن الحنين لا ينطفئ..
بل ينام بعين واحدة، ويصحو إذا عبرت في البال!
أعدت النبض إلى قلب كان مدينة من خرائب..
أحبّها العابرون، لكن لم يسكنها أحد...
كانت تتكئ على الحنين..
تثرثر.. تبكي.. تبوح...
وتحرس كنوزها القديمة بنظرات الانتظار...
غسلتَ قلبي بماء الشغف..
وزرعتَ أرضي زنابق بنفسجية..
أنت تعلم كم أحب زهر البنفسج...؟!
إنّه لون الحنين..
لون الغياب إذا تنكّر للعتمة واختار أن يكون جميلا رغم كل شيء...
وفجأة...
كأن الحلم كان مؤقتا منذ البداية...
تجمّعت في سمائنا غيمات...
أبرقت.. أرعدت.. وانسحبت دون أن تذرف دمعة...
لكن الحنين...
ذلك الحنين الذي أشعلتَه..
ما زال هنا...
في نظرة خبأتها بين الكتب..
في عطر ما زال يتشبث بوشاحي..
في أغنية خجلى سمعتها صدفة..
في كلّ "ربما"... وكلّ "لو"... وكلّ "ماذا لو عدت؟"
فعدْ...
اقتربْ...
أرخِ قبضة غيابك..
وعد كيوم الاجتياح الأول..
حين كنت بداية القصيدة... لا نهايتها..
#نادية_الإبراهيمي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟