عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 8428 - 2025 / 8 / 8 - 18:16
المحور:
الطب , والعلوم
الطبيب القدوة ليس مجرد شخص يؤدي وظيفة، بل هو نموذج إنساني ومهني يجمع بين مجموعة من الصفات المتكاملة. وفي الحقيقة، لا يمكن أختزال "القدوة" في جانب واحد فقط، لأن الطب مهنة مركبة تتطلب توازناً بين المهارات العلمية، والأخلاقية، والإنسانية.
الطبيب القدوة هو كل ذلك:
1. الطبيب الماهر علمياً:
لأنه مسؤول عن تشخيص المرض بدقة ووصف العلاج المناسب. فالعلم والمعرفة هما الأساس الذي يقوم عليه عمله، والخطأ في هذا الجانب قد يضر المريض بشكل كبير.
2. الطبيب الإنساني المتعاطف:
لأن المريض لا يحتاج فقط إلى دواء، بل إلى إنسان يُنصت إليه، يُطمئنه، يشعر بألمه، ويعامله بكرامة. التعاطف لا يُغني عن المهارة، ولكنه يُكملها.
3. الطبيب المتعلم باستمرار:
لأن العلم يتطور بسرعة، والطبيب الذي لا يواكب الجديد يصبح خطرًا على مريضه من حيث لا يدري. المتابعة المستمرة ضرورة أخلاقية وعلمية.
4. الطبيب المعلم:
لأنه يحمل أمانة نقل العلم إلى الجيل التالي من الأطباء. الطبيب القدوة لا يبخل بخبرته، ولا يتكبر بعلمه، بل يزرع الثقة والفضول في طلابه.
الطبيب القدوة، إذن، هو:
• عالم في علمه
• رقيق في إنسانيته
• شغوف في تعلّمه
• كريم في تدريبه وتعليمه
قال أبن ابي أصيبعة (1194-1270) وهو الطبيب والمؤرخ وصاحب كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء" في ترجمة مهذب الدين أبي سعيد محمد بن ابي حليقة الطبيب في عيون الأنباء: منحه الله من العقل أكمله، ومن الأدب أفضله، ومن الذكاء أغزره، ومن العلم أكثره. قد أتقن الصناعة الطبية فلا أحد يدانيه فيما يعانيه، ولا يصل الى الخلائق الجميلة التي أجتمعت فيه، لطيف الكلام، جزيل الأنعام، أحسانه الى الصديق والنسيب والبعيد والقريب...وهو يعرب عن علم زاخر، وفطنة أصمعية، وتردد عظيم، وأحسان جسيم، ولم يزل ملازما للأشتغال، محمود السيرة في الأقوال والأفعال.. ".
قد لا يُولد الطبيب بكل هذه الصفات، لكنها تُكتسب مع الزمن، إذا وُجد الإخلاص، والرغبة في أن يكون الطبيب أكثر من مجرد "معالج"… بل رسول رحمة وعلم وتوجيه.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟