أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لهيب خليل - التمثيل قبل السياسة














المزيد.....

التمثيل قبل السياسة


لهيب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الممثل والسياسي من الأكثر إقناعا حين يكذب ....

مقدمة للتوضيح :ــ
على السياسي ان لا يغضب في الاماكن العامة خوفا ان يطير المنصب ومعه الجنة التي سيعيش فيها بعدين لذلك عليه ان يلبس دوما واولا قناع بعيد النظر ليظهر انه فاهم وعارف ثم قناع البارع ثم قناع المتمرس ثم قناع الحكيم ثم قناع المحلل النحرير ثم قناع الفاهم ثم قناع الناقد ثم قناع المخضرم ثم قناع حاد الذهن ثم قناع ثاقب الفكر (اؤكد الفكر وليس الفگر لان الفگر تعني الفقر) ثم قناع الكده( وهو وصف عراقي يعني تستطيع الاعتماد عليه ) ثم قناع الحكيم وبعدها قناع النافذ ثم قناع المتمكن واخيرا قناع الضليع ، ولان القضية ليست بالسهلة اقترح على المقبلين على عالم السياسة ان يستعينوا بممثلين او مخرجين ويفهموا منهم كيف يستطيع الممثل القدير شرح وافهام السياسي كل تلك الاقنعة وتطويع الجسد وحركاته الانفعالية فلكل قناع شخصية تقدم لجمهور المتلقين لان جمهورنا ذكي وفي عالمٍ تتقاطع فيه الأقنعة مع الوجوه وتختلط الحقيقة بالتمثيل، يبرز سؤال جوهري من أكثر إقناعا حين يكذب؟ الممثل أم السياسي؟ هذا السؤال لا يطرح من باب الترف الفكري بل لأننا كجمهور نقع يوميا ضحايا لمشاهد تمثيلية لا تعرض على الخشبة، بل في مؤتمرات، برلمانات، وواجهات إعلامية تحمل لافتة السياسة.
السؤال الذي قد يسأله البعض هل التمثيل يستخدم الكذب... نعم ولكنه ليصل الى الحقائق فالممثل لا يكذب بل يتقمّص، لان الكذب هو خيانة للحقيقة ، بينما التمثيل يُبنى على اتفاق ضمني بينه وبين الجمهور وكأنما يقول أنا سأتظاهر وعليكم ان تصدقون، كي نخلق مععا واقعا فنيا مؤقتا ولهذا حين يبكي الممثل على الخشبة لا يتهمه أحد بالخداع هو الان يسوق للمتلقي عاطفة، يعلم المتفرج مسبقا أنها ليست حقيقية، لكنه يختار أن يصدقها.
أما السياسي، فغالبا ما يكذب لا ليمثل دورا فنيا او مجبور لا سامح الله بل ليواري ويخفي حقيقة، أو يحرف واقعا او لكي يربح أصواتا. الكذب في السياسة ليس جزءا من العرض للاسف بل امسى أداة بقاء ودوام للسياسي فهو لا يتفق مع الجمهور مسبقا وكانه يقول لهم انا سأتظاهر أمامكم بانني ساعمل على كذا وكذا بل يوهم الناس أن انه فعلا سيقوم بمعالجة المشاكل ولكن بالكلام فقط .
الممثل والسياسي كلاهما يملك أدوات للإقناع فالممثل يعتمد على الجسد، النبرة، الإحساس، إتقان الدور، الإيماءة الصادقة، والمعاناة اما السياسي فيعتمد على مثلا اللغة الخشبية والخطابية في كثير من الاحيان، وعلى المقولات الحكم الكلاسيكية والابتسامة المدروسة، وعلى مستشاريه، وعلى ما يُعرف بـالفوتوشوب اللفظي أي تزويق الكلام بما يناسب الجمهور. لكن الممثل يتقن الكذب الفني لأنه تدرب عليه، عكس السياسي الذي لابد وان يتقن الكذب العملي من أجل البقاء في السلطة فترة اطول وإذا كان الممثل يقنعك بأنه حزين، فغالبا لا يضرك بشيء بل قد نفهم شيئا كان غائبا عن ذهنك وممكن ان تنتقده . أما السياسي فان انتقاده قد يكلفك حياتك أو حريتك أو خبزك. السياسي غالبا يكون أكثر إقناعًا حين يكذب فهو ينجح بادواته أكثر في خداع الجمهور؟ لأننا لا نصدق الممثل ولكنه يحركنا فينا دافع للتفكير والتأمل لان الممثل كشف لنا الخداع والزيف لذلك سنشارك في العرض من خلال تعاطفنا الفكري والروحي معه أما السياسي فنحن نحتاج أن نصدقه لأننا لم نعد نصدقهم ولكن مضطرين الى تصديقهم لان هذا التصديق يمنحنا أملا أو وهما أو مخرجا من القلق حتى تمشي حياتنا البائسة فكثير من الناس يختارون الاقتناع بكذبة السياسي لأن الحقيقة تكون مؤلمة أو معقدة. اكثر الادبيات السياسية تقول السياسي الناجح ليس هو من يقول الحقيقة، بل من يكذب بلباقة ويتقن التمثيل ويحاول بشتى الطرق ان لا تكشف اكاذيبه ..هنا يعترضنا هنا سؤال مهم من الأخطر؟ الممثل قد يغير مزاجك، يثير دمعتك، أو يخرجك من همك مؤقتا. السياسي قد يغير مصيرك ومصير وطن، يمضي بك إلى حرب، أو يبيع وهم الإصلاح وهو يبني عرشا من الأكاذيب. الممثل يخلق عالما لتعيش وهما جميلا تدرك أنه تمثيل. السياسي يقنعك لتعيش وهما قاسيا تظنه واقعا لا يتغير وإن كان الممثل يكذب فنيا ليجعلك تبكي، فالسياسي يكذب عمليا كي يسرق تصفيقك وصوتك ولقمتك في كثير من الاحيان. وهنا الذكاء والثقافة والتجربارب تعلب دوره لتمييز الكذب حين يتجسد في بدلة أنيقة على المسرح، او على منصة الانتخابات؟



#لهيب_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع البريطاني الامريكي
- خفايا السياسة
- اليس ما يحدث هو الواقع
- قصة ساخرة
- كوميديا رمادية
- انتبه انت امام وهم ..
- كل عام ونحن مهرجين
- سياسة
- ديمقراطية لذيذة
- الحياة سائلة
- هل لازال للشعر ضرورة
- ابو الكذب ..
- عجيب ديمقرطية
- حكاية
- دراما رمضان
- هموم سلطانية
- مطرقة ماركس شعر
- تضامنا مع مظاهرات تشرين الاول العراقية
- حَمّام من اجل الوطن ....
- انتخابات الى الابد / قصة


المزيد.....




- لغز الأنفاق الرومانية.. مغارة -كابيتولين- تكشف عن تاريخ منسي ...
- الصليب الأحمر يرد على طلب نتنياهو بتوفير الطعام للرهائن في غ ...
- كيف وصلت أزمة الجوع في غزة إلى هذا الحد؟ صحفي يُعلق لـCNN
- انفجار مرفأ بيروت في ذكراه الخامسة: هل اقتربت لحظة الحقيقة؟ ...
- إسرائيليون يعرقلون قافلة مساعدات متجهة إلى غزة ويثقبون إطارا ...
- أمهات -زيكا- المنسيات: أطفالهن لا يستطيعون الأكل أو الكلام أ ...
- هل تستطيع دمشق استعادة ثقة الدروز؟
- من إصلاحي ليبرالي إلى ناطق شرس باسم الكرملين: من هو ديمتري م ...
- 550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بالضغط على نت ...
- خيارات أحلاها مر.. صحيفة أميركية تسرد كفاح عائلة بغزة للبقاء ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لهيب خليل - التمثيل قبل السياسة