أنس نادر
(Anas Nader)
الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 15:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مشهد سياسي معقد يبرز الرئيس الشرع بصورة تجلّت فيها ملامح "البطل الشعبي" الذي طالما انتظره السوريون. شابٌ ثوري، وسيم، متواضع، ينحدر من بيئة اجتماعية تشبه الغالبية العظمى من الشعب السوري. هذه الصورة الشعبية جعلت منه رمزًا ثوريًا ذا طابع شعبي يشبه السردية الشعبية في المخيال الجمعي وكأنه ، "روبن هود السوري، وهذا ما يبرر إصرار المزاج الشعبي العام عليه، رغم الفوضى وعدم الاستقرار ومستويات العنف المتصاعدة في البلاد، ويزيد على ذلك أيضا أنه من خلفية دينية متشددة وهذا ما يعزز المظلومية للغالبية السورية جراء سنوات طويلة من حكم أقلية طائفية للدولة السورية، حتى اللقب الأموي الذي اصطفى إليه الشعب يشير إلى الحنين الشعبوي لإعادة السلطة إلى أصحابها الذين حكموا البلاد بالسلطة الدينية، وتحاكي الرومانسية الثورية للتاريخ الإسلامي التي أعادها إلى الأذهان وصول الشرع الى السلطة، أن جميع هذه العوامل تشير إلى وجوب توخي الحذر الشديد من أي مطالبة بإزاحة النظام الحالي عن السلطة وخاصة من قبل أي أقلية، لأن هذا قد يقود إلى تمزيق البلد طائفيا بطريقة وحشية نظرا لأزمة التاريخ الثقافي والسياسي التي أدت إلى تسلمه السلطة، والعوامل النفسية الجمعية التي تمر بها أغلبية الشعب السوري بعد سنوات طويلة من الحرب والتهميش. ومن أجل الحفاظ على الوحدة الشعبية وتجنب الانزلاق نحو الطائفية والفوضى والاقتتال الدموي ليس من الحكمة إطلاقا المطالبة العلنية والتظاهر لإسقاط السلطة أو إطلاق الشعارات والهتافات التحريضية على ذلك خاصة من قبل اي اقلية دينية او اثنية، وستُظهر المرحلة القادمة بسياقها الطبيعي عدم أهلية أي قوة لا تحترم التنوع الثقافي الهائل للمجتمع السوري والتنوع الاجتماعي الهاضم لمختلف المتغيرات السياسية، وسيلفظ المجتمع العقليات الظلامية من قبل جميع السوريين بالوقت الذي يحين الاستحقاق التاريخي لذلك.
وفي هذا السياق، لا يستطيع أحد أن يزايد على حجم الكارثة التي ألمّت بمحافظة السويداء من حصار وتجويع وقتل وتهجير، ولا على حقها الكامل في تقرير مصيرها وفقًا لما يضمن كرامتها وسلامة نسيجها الاجتماعي والثقافي.
#أنس_نادر (هاشتاغ)
Anas_Nader#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟