أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنس نادر - ملاحم الخطيئة














المزيد.....

ملاحم الخطيئة


أنس نادر
(Anas Nader)


الحوار المتمدن-العدد: 5830 - 2018 / 3 / 29 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


على القوس المرصّع
نُقشت الحكاية
وكُتبت مآثر الأسلاف....
كيف تصدّوا لشلالات النور
وأرخوا الجبال
وأحالوا عشب الأرض جدائلا ملتهبة,
كيف اخترقوا أنين الأرض
وأجلوا الأفق المغبّر
من بحار الوسن الهائم.
وفي حين تُحرق بزاة الغار
على أعنّةِ المجد بنار سعير
تتصالب بيوتٌ فقيرةٌ
من القشِّ اليابس خلف جدائل الغروب
ترخي ضفائرهُ
وتسلُّ بلطفٍ أهوال الرهبة
ثمّ تُقدّم أرواحها طائعةً
لعرائس الصمت العذارى.

*

وعلى الرُقم الطينية
التي تقصُّ مآثر البطولات
كانت تَعبر حقولٌ مشعّة
تحملُ الخبزَ الأسمر
على صواني الوَحل
تنسجُ جرَّاءَ خيالها الرهيف
مصيرها الكئيب,
وتحت وطأة الحصاد كانت
ترزح بلاد الشقاء
الآخذة بالنسيان
ما حتّمَ على عيون اللوز المحروقة
في وجوهِ الشعوب البريئةِ
أن ترصد انسياق المكان
بين هُوى من الظلماتِ و النزق
ثمَّ تفرشها على الأديم
مُنزَّهةً كألوانٍ شهيدة.

*

والآن....... صفقوا
صفقوا للشهيد.. صفقوا
للحبِّ الغامر على حدبة الشعب
وهو يقتلُ شهيداً آخر
لأنهُ يقطن
في الجانب الآخر من فكر الأرض
من روح سمائها وحزن ترابها
ثم يموت على صدره
وكليهما يحلم
كيف يبرعم الزهر في أيار
في أرضِ أجداده
التي حددت بالسيف
على تعامد جسدٍ عاري
بلا اسم... بلا هويّة ... بلا عنوان.

*

أيتها الأمهات
مزّقوا الأعلام
حطّموا الصواري
ادفنوا التيجان
فقط اعجنوا الخبز
وأرضعوا الأطفال
فإنَّ حوافر خيول النصر
ستَسحقُ ما يحدوا بالزهر ِإلى المروج
وستنبُتُ شتلات الآس
على نواصي القبور
المعلّقةَ بأهدابكنَّ السابلة,

أوَلم تقولي لي يوماً يا حبيبتي....
عند منعطف زقاق البائسين
تحت تلك الرابية
بأن كلَّ عشقي
سيهيمُ كأشباحٍ خرافيّة
إن لم أعي و أدرك
ما دار من حبٍّ و عشق
هناك في حي الصبايا الريفيات
وأنَّ شعوري بالخجل
لن يبرح يحزّ قلبي
عندما أتذكر أنهنَّ
لا يزلنَ وحيداتٍ حزينات
يجتمعنَ عند ذاك المرسى
تحت ضوء القمر
أيُّ عشقٍ كان ذاك...؟
أيُّ حبٍّ..؟ أيُّ قدر..؟

*

لقد كانت خطيئة
تتسوّلُ على عتبات الرغبة الكئيبة والحب الأحمق
بثوبٍ فضفاض
مزهو بتاريخ الحزن والآلام,
ألا خُطّي على أجسادنا المرصّعة بالوهن
ترنيمة المرمر
لتمحي آثار أقدامك البتول
عن خطيئة السماوات
وبلاط القدر المدنس بالمجد والعار.

*

على مساحاتِ الأرضِ الشاسعة
والتراب المهاجرْ
دروبٌ منيرةٌ من العوسج
والحدائق المخملية تغفو
راضيةً مع سكينة الطبيعة
وان المرء ليشعر بكسلٍ لايهزم
في عراء رغباته
عندما يتفشى السلامُ في ملامح القرى
يشعُّ كمجاهل البسمة
على شفاه الطريق,
ولكن وفيما كانت تجري الحضارات
في عروق الشعوب
بهدوءٍ كأنهارٍ سائبةٍ ورغم أصالتها
ويا للحسرة
كانت تروي نظامها البليد.

*

يا لذلك الحلم
شموسُ الألم
تغسل الأقدام العارية
والأنوفَ المتّشحة بذبولها العنابي,
والشوارع المتشققة
تبدو طاهرةً كوجه الصبح
فلم تزل أثار أقدام الصغار
تلهو مجرّحةً على مصاطب الذكرى
تذرع المدن
وتذري ذهبها العتيق.

*

سأمضي مهاجراً
عبر السفوح كطائر حزين
أجرُّ ردائي المعفّر
وحبي المجروح لوطني
متكوّماً في قلبي كجبل مهدم
فإن كل غضبي وقهري الدامي
كان جراء عشقي المزمن
لجثمان ذاك الحب المرتحل.

* * *



#أنس_نادر (هاشتاغ)       Anas_Nader#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا - المآلات العملانية وطهرانية الهزيمة
- الرماديون ( قراءة في سيكولوجيا الجماهير )
- عن رواء العزلة - شعر نثري
- أناشيد أرض السوسن-مقطوعات نثرية
- قلق الوجود الجمعي, الاستبداد المقدس
- الثورة السورية أزمة تاريخ أم قربان مصير (قراءة نقدية)
- الاستبداد والمنعَكس القهري للتدين في رحلة البحث عن الهوية


المزيد.....




- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...
- الآلاف يتظاهرون تضامنا مع غزة على هامش مهرجان البندقية السين ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنس نادر - ملاحم الخطيئة