احصائيات عالمية ودولية تفضح مسؤولية قوات الاحتلال عن جميع جرائم ابادة الشعب العراقي

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 12:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

افادت احصائيات المنظمات الدولية بما فيها هيئة الامم المتحدة ومنظمات عالمية امريكية واوربية ورددتها وسائل الاعلام العالمية ، واخرها تقرير مندوب الامم المتحدة في ليما ، ان المرتزقة الذين يعملون في العراق يشكلون القوة العسكرية الثانية بعد القوات متعددة الجنسية ، واشار الى ان عدد الجنود الامريكان بلغ 130 الفا والجنود البريطانيين والاخرين 10 الاف أي ما مجموعه 140 الفا فان عدد المرتزقة في العراق يزيد عن مائة الف.. في حين اشارت تقارير عالمية نشرت منذ عام 2005 بان عدد المرتزقة في العراق يزيد عن 150 الفا. يؤجرون ويدربون ويسلحون من قبل شركات الامريكية وبريطانية متعاقدة مع قيادة قوات الاحتلال مباشرة، وتتعاقد هذه الشركات مع شركات فرعية بما فيها شركات عربية وعراقية مهمتها القيام بكل جرائم الابادة باسلوب مدروس ومعد من قبل معاهد امريكية متخصصة لخدمة الاستراتيجية الامريكية بما في ذلك اثارة الحرب الاهلية او على الاقل تبرير استمرار احتلالها بحجة حماية الشعب العراقي والمنطقة من الحروب الاهلية، وصولا الى اثبات عجز الحكومات العراقية المنصبة عن حماية الامن والتهديد باستبدالها باخرى اكثر ولاء او بالحكم العسكري الامريكي المباشر..
واشار اخر تقرير للامم المتحدة المنشور اليوم في الصحافة العالمية : يتوافد المرتزقة للخدمة في العراق من جميع انحاء العالم .. وهذا ليس بالجديد ايضا فمنذ بدء الحرب ويتوافد المرتزقة للخدمة في العراق من جميع انحاء العالم بما في ذلك من الولايات المتحدة نفسها.. فقد القت العولمة الراسمالية بملايين البشر الى احضان البطالة وحولتهم الى فئات اجتماعية هامشية في ظروف انهيار الحركة الشيوعية العالمية ومحاربة العولمة الراسمالية للحركة النقابية وعجز الحركة عن تنظيم نقابات للعمال العاطلين.. بل وحتى انضمام الالاف من العراقيين الذين اغلقت قوات الاحتلال كل مجال لهم لاعالة انفسهم وعوائلهم سوى تأجير انفسهم لهذه الشركات او للتنظيمات الطائفية في فرق المليشيات . وقد بررت قناة التلفزيون العراقية قتل العراقيين بأيدي عراقية، امس قائلة" ماذا يفعلون الناس تريد تعيش!!".
بل حتى الجيش الامريكي نفسه اصبح عاجزا عن جذب الشباب الامريكي المخلص لشعبه ووطنه للتطوع لخدمة هذه الحرب بعد افتضاح كذب جميع مبررات قيامها واهدافها ورفض الشعب الامريكي استمرارها وتحمل جسامة تكاليفها وتضحياتها بدماء ابنائه وعلى حسابه وحساب اجياله المقبلة فضلا عما تكلفه من تدهور سمعة بلده بل ونظامه
واشارت الاحصائيات الدولية الى هروب اكثر من 40 الف جندي امريكي من الجيش العامل في العراق وعجزت الادارة الامريكية عن استكمال قواتها العسكرية نتيجة رفض الشبيبة الامركية التطوع لخدمة هذه الحرب فلجأت لملء فرقها بعشرات الالاف من المرتزقة الاجانب الطامعين بالجنسية الامريكية او من نزلاء السجون من المجرمين ونزلاء الامراض النفسية بل وحتى من منظمات الجريمة المنظمة.. الامر الذي انعكس بابشع الجرائم التي اقترفها جنود الاحتلال من قتل عشوائي والاسراف في استخدام الاسلحة الفتاكة وابادة مدن بكل سكانها المدنيين لمجرد الرد على عمليات لمقاومة ما زالت في طور التكوين والتطور..وجرائم اغتصاب وسرقة .. ونشر العديد منها في وسائل الاعلام العالمية وجرى تصوير استعمال الاسلحة المحرمة دوليا في الفلوجة بفلم ايطالي عرض في قناة البي.بي .سي قبل سنتين . واضطرار الادارة الامريكية الى نشر بعض وقائع محاكمات صورية لبعض جنودها من المجرمين.
وتعلن الادارة الامريكية هذه الايام عن خطتها الجديدة لحماية الامن في بغداد دون ان تنسى التأكيد اولا عن تصعيد جميع اعمال الابادة خلال الفترة المحددة حتى نوفمبر القادم، وثانيا توقع عدم نجاحها ورمي مسؤولية ذلك مقدما على الحكومة العراقية من خلال تنظيم قيادة ميدانية شكلية يراسها نائب رئيس الوزراء وضم وزايرا الدفاع والداخلية والقائد العسكري قنبر وقائد الامن الربيعي . ومستشارين للاقتصاد والحشد الجماهيري مثل احمد الجلبي!! كما لم تنسى ثالثا تحميل الجانب العراقي تكاليف الخطة برصد مليار دولار اسبوعبا لها..
ودفعت بكل ادواتها السياسية لتغطية دورها في كل جرائم الابادة. فقد رمى بعض الطائفيين منهم مسؤولية هذه الجرائم على الطائفة الاخرى وعلى الايرانيين فيما رمى بعضهم الاخر المسؤولية على الطائفة الاخرى ومنظمة القاعدة ورمى العلمانيين منهم المسؤولية على الطائفية عموما وعلى الارهاب او على الحكومة مبررين ذلك بضعفها. وهم ليسوا باقوى منها، وذلك طمعا في كراسي الحكم ،على بؤسها. في حين يزيد الواقع وعي فئات اوسع فاوسع بمسؤولية قوات الاحتلال عن جميع هذه الجرائم من خلال استخلاص التجارب فضلا عن ادراكهم عدم تجرؤ كل هؤلاء على اقتحام الساحة العراقية قبل الاحتلال. ومع ذلك تمكنت قوات الاحتلال وادواتها من استغلال كل ما حققته من مظالم بحق شعبنا وافقار ورعب ويأس من غلغلة مختلف اشكال الغيبيات وتنظيم مختلف الفرق الدينية : مثل جند الله وجند السماء وجند المهدي ..والخ وجذب الشبيبة اليها باغرائمهم بالقاب البطولة والمحررين ، وتزويدهم بالسلاح والاموال بعد اغراقهم بالمواد الاعلامية والكتب الدينية
نعم معركتنا من اجل تحرير شعبنا هذه ضد قطب العولمة الراسمالية الاكبر، صعبة ومعقدة ولكننا يجب ان نعزز ثقة شعبنا بقدراته وبدعم البشرية وقدراتها لان هذه المعركة هي جزء هام من معركة تحرير البشرية .
.سعاد خيري في 4/2/2007

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات