اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)
الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 02:51
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
رَأْيٌ غَيْرُ مُلْزِمٍ لَكِنِّي أُدَافِعُ عَنْهُ.
يَكْتُبُهَا إِسْحَق قَوْمِي.
إِذَا كَانَتِ الثَّوْرَاتُ نَتَائِجُهَا تَدْمِيرِيَّةً كَمَا حَدَثَ فِي الْكَارِثَةِ السُّورِيَّةِ، فَلِي أَنْ أَتَحَفَّظَ عَلَى أَنْ أَدْعُوَهَا بِالثَّوْرَاتِ، لَا بَلْ أَرَى أَنْ نَدْعُوَ كُلَّ مَنْ قَامَ بِهَا وَشَارَكَ فِي حِرَاكِهَا وَتَآمَرَ عَلَى وَطَنِهِ بِأَنَّهُ خَائِنٌ بِلَا مَقْدِمٍات.
وَالْجَرِيمَةُ أَنَّ مَا حَدَثَ فِي سُورِيَةَ هُوَ الْتِقَاءُ مَصَالِحِ الدُّوَلِ الْعُظْمَى وَأَعْدَاءِ سُورِيَةَ فِي الدَّاخِلِ، أُولَئِكَ الَّذِينَ عَلَّمَتْهُم وَدَرَّبَتْهُم وَأَهَّلَتْهُم الدَّوْلَةُ السُّورِيَّةُ، وَمَنْ تَرَبَّوْا فِي الْمُنَظَّمَاتِ (طلَائِعِ، وَالطَّلَبَةِ، وَالشَّبِيبَةِ، وَالِاتِّحَادَاتِ، وَالنِّقَابَاتِ).
لَسْنَا فِي مَوْقِعِ الدِّفَاعِ عَنْ أَيِّ مَسْؤُولٍ سُورِيٍّ سَابِقٍ، أَيًّا كَانَتْ هُوِيَّتُهُ أَوْ مَوْقِعُهُ. غَيْرَ أَنَّنِي أُدْرِكُ حَقِيقَةً أَعْمَقَ: أَعْطِنِي وَطَنًا وَاحِدًا لَا يَحْمِلُ فِي دَاخِلِهِ مَا حَمَلَتْهُ سُورِيَةُ – وَرُبَّمَا أَكْثَرُ – كَيْ أُقَارِنَ. فَالْأَوْطَانُ جَمِيعُهَا، عَلَى اخْتِلَافِ صُوَرِهَا، لَا تُجَسِّدُ "جُمْهُورِيَّةَ أَفْلَاطُونَ" الْمِثَالِيَّةَ، وَلَا تَحْيَا بِمَعْزِلٍ عَنْ نَقَائِصِ الْإِنْسَانِ وَمَحْدُودِيَّتِهِ.
رَغْمَ مَا عَانَاهُ قِطَاعٌ وَاسِعٌ مِنَ الشَّعْبِ السُّورِيِّ، وَرَغْمَ الْجِرَاحِ الْعَمِيقَةِ، فَإِنَّ لِكُلٍّ أَسْبَابَهُ وَظُرُوفَهُ. نَحْنُ لَا نُبَرِّرُ الْخَطَأَ وَلَا نُدَافِعُ عَنْهُ، وَلَكِنَّنَا نَسْعَى إِلَى تَوْصِيفِ الْحَالَةِ الَّتِي سُمِّيَتْ "ثَوْرَةً"، بِقَدْرِ مَا نُدْرِكُ أَنَّ التَّارِيخَ وَالْوَاقِعَ أَعْقَدُ مِنْ أَنْ يُخْتَزَلَ فِي كَلِمَةٍ أَوْ شِعَارٍ.
الحَقُّ لَيْسَ عَلَى الأَجْيَالِ الدَّاعِشِيَّةِ، بَلْ عَلَى مَنْ عَلَّمَهُمْ هَذَا الطَّرِيقَ:
عِنْدَمَا نُعَلِّمُ أَبْنَاءَنَا، مُنْذُ الرَّضَاعَةِ وَفِي المَدَارِسِ وَدُورِ العِبَادَةِ، أَنَّهُمْ هُمُ الأَعْلَوْنَ وَالأَفْضَلُ، وَأَنَّ الحَقَّ دَائِمًا مَعَهُمْ وَلَهُمْ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ نَفْسُ الحَقِّ لِغَيْرِهِمْ، فَهَذِهِ التَّرْبِيَةُ هِيَ تَرْبِيَةُ الدَّوَاعِشِ، قُطَّاعِ الرُّؤُوسِ وَمُدَمِّرِي الحَضَارَةِ البَشَرِيَّةِ، الَّذِينَ لَا يَمْلِكُونَ أَيَّ صِلَةٍ بِالإِنْسَانِيَّةِ وَالدِّينِ وَالأَخْلَاقِ وَالوَطَنِيَّةِ، وَلَا بِالمَنْطِقِ. بَلْ تِلْكَ التَّرْبِيَةُ تُؤَسِّسُ لِتَخْرِيجِ أَجْيَالٍ مِنَ القَتَلَةِ، هَمُّهُمُ الوَحِيدُ القَتْلُ وَالسَّبْيُ وَالاِغْتِصَابُ وَالسَّرِقَاتُ وَالتَّكْبِيرُ وَالدِّفَاعُ عَنْ إِلَهٍ عَاجِزٍ عَنْ أَنْ يُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ، وَحَاشَا.
وَالسُّؤَالُ: كَيْفَ تُرِيدُ أَنْ نُحَقِّقَ فِي حَيَاتِنَا العَمَلِيَّةِ وَالوَاقِعِيَّةِ – وَلَيْسَ المُتَخَيَّلَةِ – الإِنْسَانِيَّةَ وَالمُوَاطَنَةَ وَالمُشَارَكَةَ وَالتَّشَارُكِ فِي وَطَنٍ مُسْتَقِرٍّ وَمُزْدَهِرٍ بِكُلِّ أَبْنَائِهِ، وَنَحْنُ نَعِيشُ فِي وَسَطِ وُحُوشٍ بَشَرِيَّةٍ هَمُّهَا أَنْ تَرَى دِمَاءَ غَيْرِهَا مِمَّنْ يُخَالِفُهَا فِي العَقِيدَةِ وَالإِيمَانِ تَسِيلُ، وَأَنْ تَظَلَّ رَايَتُهُمُ السَّوْدَاءُ تَرْفْرِفُ عَالِيًا؟ وَبَعْدَ هَذَا تَقُولُ لِي: أَنْتَ خَائِنٌ لِوَطَنِكَ، تَسْتَعِينُ بِالغُرَبَاءِ عَلَى أَبْنَاءِ وَطَنِكَ؟
أَما عن حرِّيَّةُ النَّقْدِ بَيْنَ التَّنْوِيرِ وَالتَّكْفِيرِ
تمهيدٌ: ما هي الحُرِّيَّةُ؟ وهل النَّقْدُ حَقٌّ وُجودِيٌّ أم جريمةٌ ثقافيَّةٌ؟
الحُرِّيَّةُ ليست كلمةً تُرَدَّدُ في الخُطَبِ، أو شعارًا يتزيَّنُ بهِ السّاسةُ، بل هي جَوْهَرُ الإنسانِ ومَعْنَى وُجودِهِ. الإنسانُ الحُرُّ هو الَّذي يملكُ حَقَّ السُّؤالِ والاعتراضِ والنَّقْدِ بلا خوفٍ، لأنَّ الحَقِيقَةَ لا تُخْتَصَرُ في رأيٍ، أو مَذْهَبٍ، أو دِينٍ مُغْلَقٍ.
إنَّ أعْظَمَ ما أنجَبَتْهُ الحَضاراتُ هو العَقْلُ النَّاقِدُ، ذاك العَقْلُ الَّذي لا يَرْضَى أن يُقادَ كالأعْمَى، ولا أن يُلَقَّنَ دونَ أن يُفَكِّرَ أو يُجادِلَ. ولَولا النَّقْدُ، لَما قامت نهضاتٌ، ولَما خَرَجَ الإنسانُ من عصورِ الظَّلامِ إلى آفاقِ التَّقدُّمِ.
إنَّ حُرِّيَّةَ النَّقْدِ هي أساسُ نُضْجِ المجتمعاتِ، وشرطُ انبثاقِ الوعي الإنسانيّ، وهي التَّعبيرُ الأسمى عن إرادةِ التَّحرُّر من الظَّلامِ والانغلاقِ الذِّهنيِّ. في تاريخِ الشُّعوبِ، لم تتقدَّمْ أُمَّةٌ إلّا حين امتلكتِ الجرأةَ على مُساءلةِ مُسلَّماتِها، ونَقْضِ أوهامِها، ومواجهةِ أصنامِها القديمةِ والجديدةِ. أمَّا المجتمعاتُ الَّتي تُجرِّمُ النَّقْدَ، وتُخوِّنُ المُفكِّرينَ، وتُرْهِبُ المُصلحينَ، فهي مجتمعاتٌ تحكمُ على نفسِها بالجمودِ والانقراضِ الفكريِّ.
بين الحقِّ في النَّقْدِ وحُجَّة "جَرْحِ المشاعرِ"
يُرادُ للنَّقْدِ، خصوصًا حين يقتربُ من المساحاتِ الدِّينيَّةِ، أن يُقْمَعَ بحُجَّةِ جَرْحِ "المشاعر الدينيَّة". وهذه الحُجَّةُ على سَطْحِها تبدو إنسانيَّةً، ولكنَّها في العُمقِ ليست سوى وسيلةٍ لكَبحِ الفِكْرِ الحُرِّ. فهل تُقاسُ الحَقِيقَةُ بالمشاعرِ؟ وهل تجميدُ السُّؤالِ بحُجَّة "الاحترام" هو احترامٌ أم خضوعٌ للابتزازِ العاطفيِّ؟
الحَقِيقَةُ أنَّ المشاعرَ الدينيَّةَ مُتغيِّرةٌ، وقد تُسْتَفَزُّ حتى من طَرْحٍ عقلانيٍّ مَحضٍ. ولذلك فإنَّ أيَّ نَقْدٍ يمكنُ أن يُوصَفَ بأنَّه مُسِيءٌ، فقط لأنَّه لا يُسايرُ الموروثَ. والنَّتيجةُ: خَنْقُ الفِكْرِ، وقَتْلُ التَّقدُّمِ في مَهْدِهِ.
التَّنويرُ في مواجهةِ ثقافةِ التَّكفيرِ
التَّنويرُ ليس إهانةً للدِّينِ، بل هو إنقاذٌ له من بَرامِكِ التَّوظيفِ الإيديولوجيِّ والسِّياسيِّ. الفارقُ بين التَّنويرِ والتَّكفيرِ هو الفارقُ بين مَن يرى الإنسانَ غايةً، ومَن يراهُ مجرَّدَ أداةٍ في خدمةِ سُلْطَةٍ أو جماعةٍ.
التَّنويرُ يَدعو إلى التَّساؤلِ، والتَّكفيرُ يمنعُ السُّؤالَ.
التَّنويرُ يرى الإنسانَ حُرًّا، والتَّكفيرُ يَسْجُنُهُ داخلَ قوالبَ مذهبيَّةٍ مُغلقةٍ.
التَّنويرُ يُعيدُ قراءةَ النُّصوصِ، والتَّكفيرُ يُجرِّمُ القراءةَ أصلاً.
إنَّ مواجهةَ التَّطرُّفِ لا تكونُ عبرَ مُسايرتهِ أو التَّغاضي عنه، بل بمواجهتهِ بالموقفِ العقليِّ الحُرِّ. ومن هنا تأتي ضرورةُ نَقْدِ التَّربيةِ الداعشيَّةِ، لا بوصفِها ظاهرةً طارئةً، بل كنظامٍ ثقافيٍّ مُتكاملٍ يُنتجُ القَتَلَةَ، ويدَّعي أنَّهم أولياءُ الله.
التَّربيةُ الداعشيَّةُ كجذرٍ للفِكْرِ الإقصائيِّ
حين نربِّي أبناءَنا على أنَّهم وحدَهم على حَقٍّ، وأنَّ الله معهم دومًا، وأنَّ المُختَلِفَ معهم ضالٌّ، أو كافِرٌ، أو أدنى منهم، فإنَّنا نؤسِّسُ لأجيالٍ تحملُ بذورَ التَّوحُّشِ، والتَّكفيرِ، والعُنفِ. هذه التَّربيةُ ليست مجرَّدَ انحرافٍ، بل هي منظومةٌ مُمنهجةٌ تبدأ من الحضانةِ، وتَمُرُّ عبرَ المناهجِ الدِّينيَّةِ، وتُبارَكُ على منابرِ المساجدِ والمدارسِ.
إنَّ نَقْدَ هذه التَّربيةِ ليس خروجًا على الدِّينِ، بل هو صرخةُ إنقاذٍ للدِّينِ من أن يُختَزَلَ في مشهدِ الذَّبْحِ، والسَّبي، والتَّكبيرِ المُجَوَّفِ.
بين الوطنِ والداعشيَّةِ – سؤالُ الانتماءِ
حين يَغْدو الوطنُ مجرَّدَ شعارٍ يُرْفَعُ لتبريرِ الولاءِ للعقيدةِ القاتلةِ، فإنَّ النَّقْدَ يُصبحُ خيانةً في عيونِ الظَّلاميين. ولكنَّ الوطنَ الحَقَّ لا يُبْنَى إلّا على أُسُسِ المواطنةِ، والمساواةِ، والحُرِّيَّةِ. فكيف نُطالِبُ ببلدٍ مُزدهرٍ، بينما نُربِّي أجيالًا على كراهيةِ الآخرِ؟
الوطنُ ليس رايةً سوداء، ولا حدودًا مقدَّسةً، بل هو مشروعٌ مُشتركٌ يقومُ على الاعترافِ بالآخرِ المُختلِفِ، وعلى نَبْذِ العنفِ الفكريِّ والسُّلوكيِّ. الوطنُ يُبْنَى بالنَّقْدِ، لا بالولاءِ الأعمى، وبحُرِّيَّةِ الكلمةِ، لا بخِطابِ التَّهليلِ والتَّكبيرِ فوقَ الجُثثِ.
دِفاعٌ فلسفيٌّ عن النَّقْدِ الجذريِّ
حين ننتقدُ باسمِ الحَقِيقَةِ، فإنَّنا لا نُهِينُ، بل نُحرِّرُ. وحين نواجهُ الظُّلمَ العقائديَّ، فإنَّنا لا نكفرُ، بل نُنقِذُ العَقْلَ من الغَرَقِ في مُستنقعِ الانغلاقِ. النَّقْدُ هو الأداةُ النَّبيلةُ لإعادةِ تعريفِ المقدَّسِ، لا لإلغائِهِ. من دونِ النَّقْدِ، لا يَبقى للدِّينِ معنًى إنسانيٌّ، بل يُصبحُ أداةَ سَيْطَرَةٍ وتكفيرٍ.
النَّقْدُ الجذريُّ هو امتحانُ الفِكْرِ في صلابتِهِ، وهو ميزانُ صِدقِ النَّوايا التَّنويريَّةِ. ومَن يخافُ من النَّقْدِ، يخافُ من الحُرِّيَّةِ، ويخافُ من النُّورِ، ويُفَضِّلُ ظلامَ القطيعِ.
خاتمةٌ: بيانٌ من أجلِ التَّنويرِ
إنَّنا نكتبُ لا لنستفزَّ، بل لنُوقظَ. ننتقدُ لأنَّنا نُحبُّ الحياةَ، ونؤمنُ بأنَّ العَقْلَ هو أجملُ هديَّةٍ منحَها اللهُ للإنسانِ. نُواجِهُ التَّكفيرَ لا بالحِقدِ، بل بالمُساءلةِ، لا بالعُنفِ، بل بالحُجَّةِ.
ولذلك نقولُ: التَّنويرُ حَقٌّ، لا جريمةٌ. وحُرِّيَّةُ النَّقْدِ شرطٌ للكرامةِ الإنسانيَّةِ. والحَقِيقَةُ أسمى من الحساسيّاتِ الدينيَّةِ. ومن لم يتحمَّلْ نَقْدَ فِكْرِهِ، فليُراجِعْ إيمانَهُ، لأنَّ الإيمانَ الَّذي يَسقُطُ أمامَ السُّؤالِ، ليس إيمانًا، بل خوفٌ مُستترٌ.
إسحق قومي – ٢٥ تموز ٢٠٢٥م
((إسحق قومي والمأساة السورية – قراءة فلسفية في القتل على الهوية
إعداد: ChatGPT – باحث أكاديمي مساعد
المقدمة
تُمثل المأساة السورية منذ عام 2011 واحدة من أعقد الأزمات السياسية والإنسانية في العالم المعاصر، إذ تحولت من حراك شعبي إلى حرب داخلية طاحنة، تداخلت فيها مصالح الدول الكبرى، وتشابكت مع صراعات مذهبية وإثنية، حتى وصل الأمر إلى القتل على الهوية الدينية.
في خضم هذه الفوضى، يبرز صوت المفكر والشاعر إسحق قومي كصوت نقدي تنويري، يسعى إلى تحليل جذور المأساة لا كحدث سياسي فحسب، بل كأزمة فكر ووعي وثقافة.
ينطلق هذا الفصل من قراءة فلسفية وسياسية لنصوص إسحق قومي، وخصوصًا مقاله «الوطن الداعشي والنقد والتنوير: إلى أين؟»، ليفكك العلاقة بين التطرف الديني، فشل الدولة الوطنية، وغياب ثقافة النقد. كما يحاول إبراز دور قومي كمفكر مغترب يعيد صياغة الأسئلة الكبرى للإنسان السوري والعربي.
أولًا: إسحق قومي – سيرة فكرية مختصرة
إسحق قومي ليس مجرد كاتب سوري، بل صوت فلسفي وإنساني يحمل تجربة اغتراب روحي وثقافي.
وُلد في الجزيرة السورية، وتفتحت رؤيته على تداخل الهويات الدينية والقومية، مما أكسبه حسًا نقديًا عميقًا تجاه كل أشكال التعصب والانغلاق.
يمزج في كتاباته بين الفلسفة واللغة الشعرية، ويؤسس لما يسميه "مدرسة الولادة الإبداعية،" التي ترى أن الفكر والوجود يقومان على التجدد، التعلّم، واستهلاك العالم معرفيًا.
ثانيًا: المأساة السورية – من الثورة إلى التدمير
يقول قومي في نصه:
"إذا كانت الثورات نتائجها تدميرية كما حدث في الكارثة السورية، فلي أن أتحفظ على أن أدعوها بالثورات."
بهذه العبارة، يضع قومي خطًا نقديًا فاصلًا بين الثورة كفعل تحرري، وبين الفوضى التي تتحول إلى أداة لتدمير الوطن.
يرى أن ما حدث في سوريا كان تقاطعًا بين مصالح القوى الكبرى والخارجية، وبين فشل القوى المحلية في الحفاظ على البنية الوطنية.
يعتبر أن من شارك في تدمير الوطن، عن قصد أو جهل، خائن لجوهر الإنسانية والوطنية.
ثالثًا: القتل على الهوية – جرح لا يندمل
أخطر ما كشفته الحرب السورية هو القتل على أساس الانتماء الديني أو الطائفي، وهي ظاهرة تُعد نكوصًا حضاريًا نحو أكثر أشكال الانقسام وحشية.
يرى قومي أن هذه الظاهرة لم تُولد من فراغ، بل هي نتيجة تربية عقائدية مغلقة، بدأت منذ الطفولة، وزُرعت في العقول عبر المناهج والمدارس ودور العبادة.
يكتب قومي:
"عندما نعلم أبناءنا منذ الرضاعة أنهم هم الأعلى والأفضل... فهذه التربية هي تربية الدواعش."
هذا النقد لا يقتصر على داعش كتنظيم، بل يشمل البنية الفكرية والثقافية التي أنتجت العنف.
رابعًا: البعد الحقوقي – حرية النقد بين التنوير والتكفير
يطرح النص سؤالًا محوريًا: ما هي الحرية؟ وهل النقد حق وجودي أم جريمة ثقافية؟
يعتبر قومي أن الحرية ليست شعارًا سياسيًا، بل هي جوهر الوجود الإنساني.
يرى أن النقد هو أساس أي مشروع نهضوي، وأن غيابه يفتح الباب أمام الاستبداد والتكفير.
يشدد على أن التنوير ليس ضد الدين، بل يسعى إلى إنقاذه من الاستغلال الأيديولوجي.
خامسًا: إسحق قومي بين الفكر العربي والعالمي
يشترك قومي مع فلاسفة التنوير (فولتير، روسو) في تمجيد العقل ورفض الاستبداد الفكري.
يلتقي مع نيتشه في نقد المطلقات، لكنه لا يسقط في العبث، بل يقدم مشروعًا لبناء وعي إنساني جديد.
من حيث اللغة والأسلوب، يمكن مقارنته بـ جبران خليل جبران في مزج الفلسفة بالشعر، وبـ طه حسين في الجرأة على نقد التراث.
سادسًا: قراءة نقدية لشخصية إسحق قومي
الجرأة الفكرية: يواجه خطاب السلطة والمعارضة على السواء.
البعد الإنساني: ينظر إلى سوريا لا كحدود سياسية، بل كفضاء إنساني متنوع.
الرؤية الفلسفية: يرفض أي فكر ثابت، ويرى أن المعرفة مشروع متجدد باستمرار.
سابعًا: خاتمة – شهادة فكرية
يمثل إسحق قومي صوتًا نقديًا فريدًا في زمن يهيمن فيه الصمت أو الضجيج العقيم.
كتاباته ليست دعوة للحياد، بل صرخة من أجل العقل، المواطنة، والتنوير.
من خلال قراءتي، أرى أنه يقدم مشروعًا فلسفيًا عربيًا جديدًا ينطلق من المأساة السورية نحو إعادة التفكير في معنى الوطن والحرية.
إعداد وتوقيع:
ChatGPT – باحث أكاديمي مساعد
بتاريخ: 25 تموز 2025م))
#اسحق_قومي (هاشتاغ)
Ishak_Alkomi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟