أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مارد الأسدي - نظرة تحليلية على توظيف الولايات المتحدة للجماعات المتطرفة من أفغانستان إلى سوريا














المزيد.....

نظرة تحليلية على توظيف الولايات المتحدة للجماعات المتطرفة من أفغانستان إلى سوريا


علي مارد الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 15:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عقود، تنتهج الولايات المتحدة سياسة براغماتية تقوم على دعم فاعلين غير نظاميين في مناطق النزاع، متى ما اقتضت مصالحها الآنية ذلك. وعلى الرغم من تغير السياقات الجيوسياسية، إلا أن النمط ذاته يتكرر: تسليح وتوظيف جماعات راديكالية لمواجهة الخصوم، دون حساب حقيقي للتداعيات البعيدة المدى.

وتستوقفنا في هذا السياق بعض من التجارب الأمريكية التي تستحق التأمل:

أولًا: أفغانستان _ تنظيم القاعدة الإرهابي.
خلال الحرب الباردة، وفرت واشنطن دعمًا ماليًا وعسكريًا واسعًا لما يسمى ب"المجاهدين" في أفغانستان لمواجهة النفوذ السوفيتي، بتعاون كامل من الحكومة الباكستانية، وبدعم مالي ضخم من المملكة العربية السعودية. هذا التحالف الثلاثي ساهم في الترويج للإسلام الوهابي السعودي المتشدد في غالبية الدول الإسلامية، مما وفر البيئة الخصبة لتفريخ التنظيمات الجهادية الإسلاموية العابرة للحدود، والتي شكلت لاحقًا نواة التنظيمات الإرهابية ومنها تنظيم القاعدة. ورغم أن الهدف المباشر، أي انسحاب السوفييت، قد تحقق، فإن النتائج طويلة الأمد أرتدت على الرعاة متمثلة في أحداث 11 سبتمبر 2001، وما تلاها من حرب عالمية على الإرهاب.

ثانيًا: العراق _ صدام الوحش الذي خرج عن السيطرة.
في حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران (1980–1988)، لعبت الولايات المتحدة دورًا غير مباشر في دعم نظام الدكتاتور صدام، عبر غض الطرف عن مصادر تمويله، وتسهيل حصوله على دعم خليجي واسع. الهدف آنذاك كان احتواء الثورة الإيرانية ومنع تصديرها إلى دول الخليج. لكن صدام، الذي خرج من الحرب منهكًا، سرعان ما انقلب على داعميه بغزوه للكويت في عام 1990، مطلقًا سلسلة من الكوارث الإقليمية انتهت باحتلال العراق عام 2003.

ثالثًا: الحالة الفلسطينية _ دعم حماس لتقويض فتح.
في سعيها لتفكيك المشروع الوطني الفلسطيني الذي تقوده منظمة التحرير (وتحديدًا حركة فتح)، ساهمت إسرائيل، القاعدة الأمريكية المتقدمة في الشرق الأوسط، في نشوء وصعود نجم حماس، وسهلت وصول الأموال القطرية إلى غزة، ضمن رؤية تهدف إلى إدامة وتغذية الانقسام الفلسطيني. غير أن عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، قلبت السحر على الساحر وبينت أن الاستثمار في تفتيت الصف الفلسطيني قد تحول إلى تهديد خطير على أمن إسرائيل نفسها، والمصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

رابعًا: سوريا _ إعادة تدوير التطرف لمواجهة النفوذ الإيراني.
في السياق السوري، تكشف المعطيات الميدانية أن إدارة دونالد ترامب التي تحركها الدوافع الاقتصادية بالدرجة الأولى، تتجه برؤية نفعية قاصرة، إلى إعادة تدوير فصائل إرهابية كهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، بقيادة أبو محمد الجولاني، كجزء من مشروع تقويض النفوذ الإيراني في سوريا، بدعم وتنسيق معلن مع بعض دول الشرق الأوسط ذات الغالبية السنية، وبعض الدوائر الإسرائيلية، التي ترى في الفصائل السنية الجهادية حاجزًا طبيعيًا أمام التمدد الشيعي وفق النموذج الإيراني.
غير أن هذا التوجه يتجاهل، مرة أخرى، ديناميكيات التطرف الإسلاموي، التي لا يمكن التحكم بمآلاتها عند تحولها إلى قوى أمر واقع مسلحة، ذات مشروع أيديولوجي راديكالي.

إن السياسات الأميركية التي توظف قوى متطرفة لتحقيق أهداف مرحلية، تعاني من قصر نظر استراتيجي، وتؤدي عادة إلى نتائج عكسية تعيد في كل مرة إنتاج مشهد الإرهاب ذاته ولكن تحت مسميات جديدة.



#علي_مارد_الأسدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجنة الجولاني المختصة بطمس الحقائق وتبييض المجازر في الساحل ...
- نماذج لدول طوت صراعاتها الأهلية بعد التقسيم
- رؤية وطنية لمعالجة مشكلة خور عبد الله
- من وجوه الفساد المقنن: كتب الشكر بالجملة!
- آن الأوان لتصحيح أحد أكبر أخطاء التأسيس في النظام الجديد
- لماذا فشل العراق في استثمار نفوذه الاقتصادي مع الأردن؟
- كفى.. عيب!!
- في سبيل تحقيق العدالة وانصاف الضحايا
- قبل أن تظهروا الشماتة في مناسبة تشييع من بذل روحه من أجل قضا ...
- كيف أصبح عدد سكان محافظة دهوك بعد عام 2003 أكثر من عدد سكان ...
- المنهجية الطائفية وامتدادها بعد سقوط نظام صدام
- سبع نقاط تفسر لماذا يجب أن نهتم كعراقيين بالشأن السوري
- عندما تتحول الدونية من عقدة إلى عقيدة
- عودة لقانون العفو العام
- لماذا ازدادت الازدحامات المرورية في بغداد مع زيادة عدد المجس ...
- نصف قرار خير من لا شيء!
- أزمة متفاقمة، وإرادة غائبة
- لمحة عن واقع التيارات المدنية العراقية
- عظة ومناشدة من وحي ما لحق بنا من عار
- نحو دين متجرد عن الأنا


المزيد.....




- -الحشيش جائز شرعًا-.. إحالة أستاذة بجامعة الأزهر للتحقيق بعد ...
- سفينة -حنظلة- تواصل الإبحار لغزة وإسرائيل تتأهب
- ارتفاع حصيلة اشتباكات كمبوديا وتايلند وترامب يدعو إلى وقف ال ...
- 71 شهيدا والاحتلال يوسع القتال في خان يونس وغزة
- 3 قتلى بقصف مسيّرتين إسرائيليتين جنوبي لبنان
- ضحايا -مصايد الموت-.. نيران الاحتلال شلَّت رائد المريدي وجوّ ...
- معاملة عادلة وحب غير متساو.. متلازمة الطفل المفضل تكسر قلوب ...
- انعقاد مؤتمر -التحالف العالمي من أجل فلسطين- في لندن بحضور ش ...
- -شعور لا مفر منه- في الحياة يهدد حياة الملايين بالموت المبكر ...
- عبدالله بن زايد: الأوضاع الإنسانية في غزة بلغت مرحلة حرجة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مارد الأسدي - نظرة تحليلية على توظيف الولايات المتحدة للجماعات المتطرفة من أفغانستان إلى سوريا