|
ماتفي كوجيمايكين
خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 18:13
المحور:
الادب والفن
رواية غوركي: ماتفي كوجيمايكين مقدمة: هذه إحدى روايات غوركي الطوال، إذ أنها تبلغ حوالي 700 صفحة. بشكل عام، تعاني روايات غوركي من التكرار سواء في الشخصيات أو الأحداث، فهو لسبب ما يحب اسم ماتفي، فقد ورد هذا الاسم في رواية أخرى كان أيضاً بطل الرواية ولا أعرف إذا كان هذا الاسم له أي معنى في الروسية أم لا. يجسد غوركي في هذه الرواية حياة الروس قبل الثورة، وتقع أهميتها في أنها ترصد نشوء الطبقة البرجوازية الصغيرة في المدن الروسية وتقدم ربما أسباب الثورة الروسية القادمة ضد القيصر. هناك الكثير من الشخصيات التي تمر في الرواية منها ما هو مؤثر في الأحداث ومنها ما هو هامشي. لكن في مضمونها، تدين هذه الطبقة الناشئة واخلاقياتها خاصة عندما يرتكب بطل الرواية فظاعات مع زوجة ابيه الصغيرة. بشكل عام طبعت هذه الرواية أول مرة عام 1910 ثم عدل عليها غوركي عدة مرات حتى عام 1923. ينطلق فيها من بلدة أوكوروف التي يرجع فيها إلى نصف قرن منذ إلغاء نظام القنانة في روسيا وحتى عام 1905. يبدأ غوركي الرواية من النهاية ثم يرجع مستذكراً التفاصيل في المتن. يعترف البطل في ختام ذكرياته بأن حياته كانت بائسة ومخزية كما يقول: " أدركت في أوقات مختلفة بكسلي الأخلاقي والبدني الذي يسعى لتبرير فكرة أني لست أسوء من الآخرين حولي". فقد قال عنها الناقد الأوكراني أن رواية غوركي سارت في البلدة الروسية وفي الغابات الخلفية لتعطي لوحة رخامية منحوتة في المكان والزمان. هذه الرواية تقدم هذا التناقض في شخصية ماتفي فهو يبدو طيباً وفي الوقت ذاته حزيناً كما روسيا في العهد القيصري. تعج الرواية بكثير من التفاصيل التي أتى بعضها من أجل تطوير الحدث والآخر من اجل مصداقية الأحداث. أهم الشخصيات في الرواية هم: الأب كوجيمايكين والخادمة والمربية فلاسيفتا وسوزنت الخادمة القديمة الذي يضربها الأب ويطردها من المنزل، سيكليتاتا وهي الخادمة الجديدة الذي يصفها بالسمينة وهناك بوشكاريوف الذي يعمل لدى الأب وهو جندي قديم وشخصية الأم الغائبة التي تهرب من البيت بسبب الأب وتنتسب إلى الدير لتصبح راهبة وتترك ابنها الطفل. تبدأ الرواية وماتفي في سن الشيخوخة إذ يقول: " هاهو ماتفي سافيليفتش كوجيماكين الذي يقع فريسة الأرق والشيخوخة، يدعم نفسه بالوسائد ويعود بذاكرته إلى حياته كلها ثم يستعرضها يوماً بيوم ويكتب بخط واضح عبارات رسمية وهي سجل لأفكار ومشاعر وحوادث من حياة بلدة أكوروف. والدفتر يستلقي أمامه على الطاولة. كانت اذناه الكبيرتين ورأسه الأصلع المطوق بحزام من الشعر الأبيض المبعثر (5). تركزت نظرات العجوز على الماضي عمداً، وطافت ببطء عبر ظلال الغرفة الكبيرة واستقرت على أشكال غامضة (6). كان في السابعة من عمره حين اختفت امه فجأة ورحلت في إحدى الليالي تاركة ذكرى في عقله (7). كان والده رجلا ضخماً وطويلا وله أنف أحمر ولحية حمراء. كان ماتفي يشعر بالخوف منه، لكن على نحو غير متوقع بات يحبه (8). سأل ماتفي الأب: هل للكلب روح؟ لم يعثر على جواب (9). بعد اختفاء امه، جلب والده امرأة لطيفة اسمها ماكاريفنا، كانت تروي له الحكايات. بعد أن أمضت ثلاثة أشهر، امسكت بها فلاسيفيتا تسرق نقوداً، مددها والده وسوزنت الطباخة معها، على الطاولة وبدأ بضربهما (11). تمنى ماتفى أن يكف الأب عن ضرب المرأة المسنة. بعد ذلك أتت سيكليتايا لترعى الصبي وهي خادمة سمينة (13). قال والد ماتفي راويا له: " كنت أعمل مع والدي، وكنا نسحب قوارب وننقل الأمتعة على الأقدام، كنت أشعر أني أمشي على حافة بحر بلا شواطئ، وعندما كنا في الفولغا، كان ابي يضربني واهرب من البيت، وآخر مرة ضربني ضرباً مبرحاً، حتى فررت من البيت ولم اعد، أنا الآن في الثالثة والخمسين وقد عشت حياة قاسية (21- 32). قال الأب مرة لماتفي: كل الرجال الأغنياء لصوص. وعندما تعرفت على أمك، اشتريت هذا البيت وبدأت حياتنا (38). تزوج الأب من سيفلي كوجيايكين بعد أن شفى من المرض (38). أبحرت نتف غيمة في السماء ببطء وانسابت حوافها المهترئة بجانب القمر الذي تدحرج خلفها (53). سأل ماتفي زوجة ابيه الصغيرة واليتيمة: لماذا تبكين؟ فردت عليه: إنها مجرد عادة (54). سأل أحد الزوار الأب: " هل صحيح ما قالوه عنك بأنك ذو وجه أحمر وروح سوداء" (55). قال الشماس لماتفي متحدثا" الكتب التي يتركها أصحابها بيننا هي الكنز الذي راكمته روح الرجل على مدار حياته، وهكذا تروي لنا هذه الكتب على أرواح وأنفس الناس الذين عاشوا قبلنا (60). ولذلك أحب ماتفي الشماس رغم أنه كان يشرب حتى يثمل، وكان يعمل في مصنع القنب عند والده، وكان قبل ذلك جندي قديم (61). تحدث بوشكاريوف عن أيام الجندية عندما ارسلوه مع مجموعة كي يقمع الفلاحين الذين يرمون بذور البطاطا، وكان الآمر المانياً اسمه غوستاف، فقد ضرب الفلاحين بالسياط لأن الفلاحين كانوا يعتقدون أن البطاطا السيئة لهم ومن يأكلها سوف ينفجر، وهكذا، ظل الرجل العجوز بوشكاريوف ينبش في الماضي القذر بلا كلل (65). عندما اختفى الشماس كوزنيف من البلدة، قال الفلاحون أنه رحل بسبب لأنه سكير وفاسق (66). عندما بلغ ماتفي سن الخامسة عشر، كان يبدو أكبر من سنه، فقد كان ممتلئاً وقصيراً، هادئا ومتحفظا (69). قال سافكا لبيلاجيا لزوجة الأب (صباح الخير) ثم بدأ بسلوكه غير الرسمي معها فقد كانت عيناه خالية من أي تعبير تحت جبينه الضيق (70). وقف سافكا وبيلاجيا في المطبخ وقد وضع يده حول كتفها وكان راسها مائلا ثم دفعها إلى زاوية مظلمة (73). قال الأب لأبنه " يوجد حولنا الكثير من النفايات البشرية ونحتاج الكثير من الوقت للتخلص منها (80). قال سافكا لزوجة الأب الصغيرة: أعط زوجك القليل من الكفاس (السم) واعط ابنه أيضاً أو ضعيه في الخبز، وعندما علم الرجال بذلك، اخذوا يضربونه بعنف (94). كانت كلمات الناس حول زوجة ابيه مثل مخالب تحفر في لحمه (96). عادة، من نظام الأشياء أن الناس يتفاءلون في أيام العطل ثم يسحقون بعضهم البعض لمجرد اختبار قوتهم (&). قالت زوجة الأب لماتفي بعد أن حاول أن يقبلها: اذهب إلى سريرك (101). عند ذلك، انزلق القمر واختفى في السماء وانتشرت النجوم مثل الغبار (105). مر على الحدث أربعين عاماً عندما ضم ماتفي زوجة ابيه بيلاجيا بين زراعية، فقد تزوجت ابيه بسبب دين لأحد أقاربها له (109). قال بشكاريوف للخادمة فلاسيفنا في المطبخ: أنت غبية، فردت عليه إن ارتكاب اثم ماتفي مع زوجة ابيه هو ذنب كبير (111). كانت زوجة ابيه تكبره بخمس سنوات (112). بينما صوت الرعد في الخارج، والأب ممددا في الداخل على السرير وقد انشلت طرفه الأيمن بعد أن ضرب زوجته بيلاجيا (119). بعد سكته قلبية ثانية، مات الأب سيفلي كوجيماكين ذو الرأس الضخم الأحمر، بينما ركد المطر في الخارج فوق البلدة واتى ضوء أزرق من بعيد (125). وبعد خمسة أيام من ضر ب الأب لزوجته بيلاجيا، ماتت (133). بينما كان ماتفي يتجول في الأزقة شاهد عمال البناء يقذفون بكلب أسود في قدر الكلس الذي كان يغلي فاحترق جسمه وعينيه ثم دفعوا فكيّه في الماء الكاوي الأبيض فسأل ماتفي: لماذا تفعلون ذلك؟ فرد عليه شاب: من أجل المتعة.. ثم مشى ماتفي مبتعداً دون أن يفعل شيئاً، لكنه شاهد عاملا آخر ينادي على كلب حمر ويقذف به أيضاً في الكلس المغلي... شعر ماتفي بالعار (146). كان يستغرب من الكلمات الفاحشة التي يتحدث بها الناس والطريقة الفظة التي يستخدمونها مع بعضهم البعض مع العداوة القصوى في سلوكهم (154). كان يرى بعض الناس يربطون أذيال الكلاب بعلب القصدير، فتخاف وتركض بشكل جنوني وتنبح بينما العلب تصدر اصواتاً صاخبة (155). كان الناس يتشاجرون لأتفه الأسباب، خاصة بين النسوة، حول دجاجة ضائعة أو كلب نابح (158). مات العامل بوشكاريوف فحزن عليه ماتفي ثم دفنه بجانب بيلاجيا (204). - القسم الثاني: هطل المطر لمدة أسبوع، وكانت الأمطار الناعمة تهس فوق السقوف وتجلد الأشجار فتصدر هذه أصوات تحسر وبكاء (207). استأجرت امرأة (اسمها ايفجينيا منسوروفا) مع طفلها (اسمه بوريس) غرفة في الطابق الثاني في بيت ماتفي، فكلمها التتري شاكر ثم أوصلها إلى الغرفة وفي الخارج تكشفت السماء عن بقعة من الغيوم (208). اتى الشرطي وأخبر شاكر أن المستأجرة الجديدة ممنوع عليها مغادرة الغرفة وهو ملزم بنقل كل أخبارها (210). كان يعيش في البيت مع ماتفي التتري شاكر والخادمة ناتاليا، فقد بقي شاكر مع ماتفي 40 عاماً وهو رجل لطيف (219). تحدثت المستأجرة عن زوجها بأنه مات من البرد في سيبيريا (221). قال شاكر لماتفي أن الشرطة أرسلت المرأة مع زوجها إلى سيبيريا لأنهم ممن اغتالوا القيصر (227). قال تيوتوف: نحن الروس أجراس بلا ألسنة لا ترن إلا عندما يخبطنا أحد من الخارج (554). ثم قال رجل آخر اسمه سوخابيف أن كل رجال التجارة يوصفون بأنهم محتالون (579). كانت هناك غيمة رمادية عبر السماء، بينما لف البلدة ضباب خريفي بعد موت خربابوف (681). تنهدت نسمة بين الأشجار وناءت طيور الفجر بعضها بعضاً فوق الأغصان ثم ارتفعت كتل خضراء من السديم وسقطت وراء النافذة.. استلقى ماتفي وهو يراقب تراقص الضوء امامه، ثم غار جسده المنهك نحو الأسفل وتأرجحت زراعاه ثم تمتم (شاكر صديقي العزيز...) بتلك الكلمات توقفت دقات قلبه إلى الأبد (690). ............... - حياة ماتفي سافيليفتش كوجيمايكين – مكسيم غوركي - ترجمة أسعد الحسين – دار نينوى - 2017
#خليل_الشيخة (هاشتاغ)
Kalil_Chikha#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حركات العامة الدمشقية كاملا
-
حركة العامة الدمشقية (4)
-
كتاب: حركات العامة الدمشقية (3)
-
كتاب: حركة العامة الدمشقية (2)
-
كتاب: حركة العامة الدمشقية (1)
-
كتاب: جيل الهزيمة – الوحدة والانفصال كاملاً
-
كتاب: جيل الهزيمة (3)
-
كتاب: جيل الهزيمة (2)
-
كتاب: جيل الهزيمة (1)
-
الشكر للسعودية وأميرها
-
كتاب: أصل العائلة والملكية والدولة
-
أصل العائلة (5)
-
أصل العائلة (4)
-
أصل العائلة (3)
-
أصل العائلة (2)
-
كتاب أصل العائلة
-
كتاب البعث الشيعي
-
كتاب: الهزيمة والايديولوجيا المهزومة
-
كتاب البعث – كاملاً
-
كتاب البعث - الجزء الثاني
المزيد.....
-
مصر.. غرامة مشاركة -البلوغرز- في الأعمال الفنية تثير الجدل
-
راغب علامة يسعى لاحتواء أزمة منعه من الغناء في مصر
-
تهم بالاعتداءات الجنسية.. فنانة أميركية تكشف: طالبت بأن يُحق
...
-
حمامات عكاشة.. تاريخ النوبة وأسرار الشفاء في ينابيع السودان
...
-
مؤلَّف جديد يناقش عوائق الديمقراطية في القارة السمراء
-
الأكاديمية المتوسطية للشباب تتوج أشغالها بـ-نداء أصيلة 2025-
...
-
5 منتجات تقنية موجودة فعلًا لكنها تبدو كأنها من أفلام الخيال
...
-
مع استمرار الحرب في أوكرانيا... هل تكسر روسيا الجليد مع أورو
...
-
فرقة موسيقية بريطانية تقود حملة تضامن مع الفنانين المناهضين
...
-
مسرح تمارا السعدي يسلّط الضوء على أطفال الرعاية الاجتماعية ف
...
المزيد.....
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
المزيد.....
|