أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟














المزيد.....

حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تُعتبر الجغرافيا السياسية، وهي دراسة تأثير العوامل الجغرافية على السياسة والعلاقات الدولية، مجالاً حاسماً لفهم تطور الدول ومصائرها. فالموقع، والتضاريس، والمناخ، والموارد الطبيعية، والجوار الجغرافي ليست مجرد معطيات طبيعية، بل هي عوامل استراتيجية يمكن أن تكون نعمة ترتقي بالدولة إلى مصاف القوى الكبرى، أو نقمة تعرقل تطورها.
أولا: الجغرافيا كنعمة
عندما تكون الجغرافيا في صالح دولة ما، فإنها تمنحها مزايا استراتيجية واقتصادية هائلة، ذلك أن تَوَفر الدولة على ممرات بحرية رئيسية أو طرق تجارية حيوية يمكن أن يعزز من نفوذها الاقتصادي والسياسي (موقع مصر على قناة السويس كمثال على ذلك). كما أن وفرة الموارد الطبيعية كالنفط والغاز والمعادن والأراضي الزراعية الخصبة يمكن أن تكون مصدراً هائلاً للثروة والرفاه.
ثانيا: الجغرافيا كنقمة
في المقابل، يمكن للجغرافيا أن تكون عبئاً ثقيلاً على كاهل بعض الدول. فالدول الحبيسة، التي لا تملك منفذاً مباشراً على البحر، تواجه تحديات كبيرة في التجارة الدولية وتعتمد على جيرانها في الوصول إلى الأسواق العالمية. مرورا بالظروف المناخية القاسية، كالجفاف والتصحر أو الفيضانات المدمرة، التي يمكن أن تعيق التنمية الزراعية وتؤدي إلى أزمات غذائية ونزوح سكاني.
وصولا إلى الجوار الجغرافي باعتباره مصدراً للتوتر والصراع في بعض الأحيان. فالدول المحاطة بجيران معادين أو غير مستقرين تجد نفسها مجبرة على تخصيص موارد ضخمة للدفاع والأمن، مما قد يأتي على حساب التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وعلى الرغم من التأثير العميق للجغرافيا، إلا أنها ليست قدراً محتوماً لا يمكن تغييره أو التكيف معه. فالتقدم التكنولوجي، والسياسات الفعالة، والتعاون الدبلوماسي يمكن أن تساعد الدول على تجاوز التحديات الجغرافية. فمثلا، يمكن للدول الحبيسة تطوير بنى تحتية متطورة للنقل والمواصلات، وإقامة علاقات تعاون وثيقة مع دول الجوار لتأمين الوصول إلى منافذ بحرية.
ثالثا: نماذج من الواقع: كيف رسمت الجغرافيا مصائر الدول؟
يمكن الإشارة إلى بعض الأمثلة الحية في هذا الصدد:
- روسيا: بمساحتها الشاسعة التي تمتد عبر قارتين، تمتلك روسيا ثروات طبيعية ضخمة. ومع ذلك، فإن افتقارها إلى موانئ دافئة على مدار العام كان دافعاً تاريخياً لسياستها التوسعية نحو الجنوب والغرب. ومن جهة أخرى، فإن مناخها القاسي منحها ميزة عسكرية للتصدي لأي قوة غازية، وهو ما ظهر جلياً خلال حملات نابليون وهتلر.
- سويسرا: بفضل تضاريسها الجبلية الوعرة وموقعها في قلب أوروبا، تمكنت سويسرا من الحفاظ على استقرارها الأمني والتحول إلى مركز مالي عالمي لقرون.
- الولايات المتحدة الأمريكية: تُعد الولايات المتحدة من أبرز النماذج التي استفادت من موقعها الجغرافي، حيث تتمتع بحدود طبيعية آمنة لكونها محاطة بمحيطين (الأطلسي والهادئ)، بالإضافة إلى موارد طبيعية هائلة مثل النفط، والغاز، والأراضي الزراعية الخصبة مما دعم اقتصادها.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيتنام تغير جلدها: عندما تتصالح الشيوعية مع السوق
- تجربة ميليغرام: لماذا يطيع الإنسان أوامر تؤذي الآخرين؟
- الجاسوس الذي عرف أكثر مما يجب: ماركوس كلينبرغ وأسرار الحرب ا ...
- الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك
- قيصر الغناء كاظم الساهر: الفن الأصيل في زمن السرعة
- لماذا لم تسقط الرأسمالية؟ مفاجآت لماركس بعد 150 عامًا
- العقوبات الاقتصادية... هل هي أداة فعالة؟
- الحزام والطريق: المشروع الصيني الذي يعيد رسم خريطة العالم
- حروب المياه: الصراع القادم على شريان الحياة
- المؤامرة الكبرى: لماذا تنتشر الروايات البديلة رغم غياب الأدل ...
- القنبلة في الظل: كيف صنعت كوريا الشمالية سلاحها النووي
- مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا
- وثائق ماربورغ أسرار تواطؤ ملك بريطانيا مع النازية
- حين يذوب الجليد تشتعل المنافسة: الصراع الخفي على القطب الشما ...
- من الفقر إلى الرخاء: الهند في طريقها لمزاحمة الكبار اقتصاديا
- ملحم بركات موسيقى لا تموت وصوت لا يُنسى
- المعادن النادرة: كنز إستراتيجي يسيل لعاب القوى العظمى
- الدول الاسكندنافية: نموذج في الرخاء الاجتماعي
- قصص من عالم الجاسوسية 8: رأفت الهجان
- قصص من عالم الجاسوسية 7: كريستينا سكاربيك


المزيد.....




- السعودية.. وفاة -الأمير النائم- بعد دخوله في غيبوبة دامت 21 ...
- السعودية.. من هو -الأمير النائم- بعد إعلان وفاته إثر تعرضه ل ...
- مباحثات أردنية سورية أمريكية لدعم تنفيذ اتفاق الهدنة في السو ...
- بهدف الوصول إلى السويداء.. استمرار توافد مقاتلي العشائر إلى ...
- الرسوم الجمركية الأمريكية على البرازيل تؤثر سلبًا على المسته ...
- لماذا فضل فيرتز الانتقال لليفربول وليس إلى بايرن ميونيخ؟
- فيتنام: مقتل 34 شخصا وفقدان أخرين إثر انقلاب قارب سياحي فى خ ...
- قراءة في موجة انتحار الجنود الإسرائيليين.. أعراض ما بعد الحر ...
- واشنطن بوست: تخفيضات تمويل البث العام تترك سكان الريف الأمير ...
- 104 شهداء والاحتلال يتمادى باستهداف طالبي المساعدات في غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟