|
المنطقة تحت مخاطر التقسيم مجدداً
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 13:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ عملية اسقاط سوريا نظاماً ودولة،واحضار نظام سوري جديد،متستسر ومتغط بستار الدين،حيث جرى على عجل رفع اسمه من قائمة الإرهاب المصنف عليها امريكياً وعالميا،وجرى له عملية تغيير هيئة بشكل سريع أيضاً بخلع ما يعرف بالملابس الجهادية، الى ملابس " التحضر" بالمفهوم الأمريكي والغربي الإستعماري،بدلة وربطة عنق وتدريب على الدبلوماسية،تتولها موظفة كبيرة في الخارجية البريطانية.
قلنا بأن ما حصل هو متغير اقليمي استراتيجي،سيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة والإقليم وعلى الأمة العربية بأكملها،فسوريا التي أخرجت بشكل نهائي من محور المقاومة،والتي شكلت ركن اساسي فيه،لجهة الجوانب اللوجستية والتقنية وطرق إمداد السلاح الإيراني وحتى السوري الى المقاومتين اللبنانية والسورية تم اقفالها بشكل نهائي،وكذلك جرى اخراج ايران وحزب الله من سوريا.
هذا المتغير المهم في المنطقة،سجل انجاز تكتيكي كبير لإسرائيل وامريكا ،فأمريكا واسرائيل لهما مشاريعهما ومخططاتهما في المنطقة،من اجل أن تصبح بحيرة مغلقة على المصالح الأمريكية لعقد كامل من الزمن،بحيث يجري منع روسيا والصين من الوصول الى البحار ودول الخليج العربي،وبالمقابل تتولى اسرائيل،مسؤولية الشرطي الأمريكي لتأديب دول المنطقة،بعدما يتم تدمير جيوشها المركزية وفك وتركيب جغرافيتها من جديد.
وفي السياسة والمصالح لا يوجد شيء عبثي او كلام عابر،وخاصة اذا ما صدر عن من يمسكون بالدول العميقة رؤوساء وزعماء واجهزة امن ومخابرات وشركات وكارتلات صناعة الحروب،وهنا علينا ان نستذكر قول الرئيس الأمريكي الحالي المأفون ترامب بأن اسرائيل دولة صغيرة على الخارطة يجب ان تتوسع جغرافياً ،وكذلك الخرائط التي عرضها نتنياهو في دورتي الجمعية العامة للأمم المتحدة 78 و79 ،والتي تظهر دولة الإحتلال،شاملة مساحتها كامل فلسطين التاريخية واجزاء من الأردن وسوريا والعراق ولبنان وصولاً الى مصر والسعودية،وهذه الخرائط تم عرضها على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية،وترافق ذلك مع تصريحات لسموتريتش عن خرائط لطرد وتهجير الشعب الفلسطيني ،وفق مشروع ما يعرف ب"الهندستين " الجغرافية والديمغرافية لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس وحتى الداخل الفلسطيني- 48 -.
حديث توماس بارك المبعوث الأمريكي لسوريا ولبنان، وتهديداته للبنان،بأنه اذا لم يستجب للشروط الأمريكية الإسرائيلية،فإن لبنان سيكون امام خيار القتل والذبح،وانه سيختفي عن الخريطة وسيتم ضمه الى بلاد الشام،وهذا لا يعني اسقاط خرائط تقسيم سايكس- بيكو،بعد عقد من الزمن عليها،بل ان الوضع سيشهد تقسيم جديد للمنطقة،فالمفاوضات الأمريكية مع النظام الجديد في سوريا،نظام الشرع والمفاوضات الإسرائيلية مع نظام الشرع في العاصمة في ابو ظبي وفي العاصمةالأذريبيجانية "باكو" يبدو بان تلك المفاوضات قادت الى تبدلات في الموقف من حكومة الشرع،فأمريكا التي كانت متمسكة بقوات سوريا الديمقراطية "قسد،والتمتع بإستقلاليتها الذاتية،وعدم دمجها في بنية النظام الجديد،تخلت عن تلك القوات،لصالح ان يتم حل قوات سوريا الديمقراطية،"قسد" وان تندمج في بنية النظام المؤسساتية والعسكرية،وكذلك حال اسرائيل التي كانت تسعى لإقامة دويلة درزية في جنوب سوريا،تتواصل مع الدويلة الكردية في الجنوب السوري، يبدو هي الأخرى من خلال مراقبة المعارك الأخيرة في محافظة السويداء،والتي اوقعت أكثر من 100 قتيل ومئات الجرحى،بأنها تخلت عن ذلك لصالح التنسيق مع نظام الشرع،الذي يبدو بأنه ستوكل له مهمة ودور عسكري في لبنان والعراق،والمرحلة القادمة ستشهد تفجير للأوضاع في لبنان،تقودها عدة اطراف من اجل انهاء المقاومة وسلاحها.
اطرافها التيار المتأمرك والمتصهين في الداخل اللبناني،وفي مقدمته اطراف فاعلة في الحكومة اللبنانية ،يوسف رجي وزير الخارجية "قواتي" ومن اتوا به كرئيس لوزراء لبنان نواف سلام،والنظام الجديد في سوريا سيتولى القيام بعملية عسكرية على الحدود السورية - اللبنانية،في حين اسرائيل سيقوم طيرانها وسلاحها الجوي بقصف مركز على القواعد والتحصينات العسكرية لحزب الله،لكي يجري تدمير قدراته من الصواريخ بعيدة المدى،وكذلك هذه القوات التابعة للنظام السوري، سيكون لها دور على الجبهة العراقية،فالأطراف الأمريكية والإسرائيلية والسورية،جرى الإتفاق بينها،بأن عدوها المشترك ايران وحزب الله والحشد الشعبي العراقي،وطبعاً هذه العمليات العسكرية،ستحظى بالدعم والتغطية السياسية والمالية والإعلامية،من مشيخات الخليج، هي حروب انهاكية الأمريكي بارع في تفجيرها،تماماً كما جرى في توريط العراق في حرب مع ايران لمدة ثمان سنوات،قادت الى انهاك وتدمير قدرات البلدين،هي حروب استعمارية جديدة لإعادة اقتسام وتقسيم المنطقة من جديد بادوات محلية،سيكون الشرع جزء رئيسي منها،فهو تم استحضاره لهذه المهام القذرة.
نحن ندرك حجم الرعاية الكبيرة التي يتمتع بها نظام الشرع دولية وإقليمية،فهذا النظام عليه رهان،بان يؤدي دور اقليمي كبير، حيث يواجه الأمريكي والإسرائيلية عملية استعصاء وتعثر وعدم تحقيق اهدافه ومشاريعه على عدة جبهات،جرى فيها وعليها الصدام،قطاع غزة ولبنان واليمن والعراق وايران،وبدلاً ان تتقدم الجويش الإسرائيلية والأمريكية مباشرة لخوض معاركها،وبالتالي تدفع ثمن من حياة جنودها،وحالة من السخط والغضب في صفوف مجتمعاتها،فهي ترى بأن هناك من هو مستعد للقيام بهذا الدور،مقابل شرعنة وتثبيت سلطته،فالآن امريكا واسرائيل لهما مصلحة مشتركة مع الشرع،أمريكا التي كانت رافضة تجنيس المقاتلين الأجانب وضمهم للمؤسسة العسكرية وتوليهم مناصب قيادية فيها من الشيشان والأزبكستان والإيغور،ولكن في سبيل مصالحها تغض الطرف عن ذلك،في إطار عملية استخدامية للشرع،حيث جرى استخدام تلك الجماعات،تحت ما يعرف براية الجهاد العالمي، في افغانستان،ضد الوجود السوفياتي هناك والنظام الشيوعي الذي كان قائماً في افغانستان.
أمريكا واسرائيل تضحيان بحلفائهما من الأكراد والدروز من أجل تنفيذ مشروع ومخطط استعماري يخدم مصالحهما، فالحلقة القادمة المطلوب تدميرها والقضاء عليها،هي المقاومة اللبنانية ورأس حربتها حزب الله،ويبدو بأن حسم هذا الخيار،عن طريق تفجير الداخل اللبناني عبر حرب اهلية،لا يمكن لها لوحدها تحقيق الهدف،ولتحقيق هذا الهدف،بالضرورة ان تتعاون اسرائيل وحكومة الشرع في تنفيذه، الشرع بالدخول البري الى سوريا عبر حدوها مع لبنان،واسرائيل بالقصف الجوي المركز ،وامريكا في الجوانب الإستخباراتية واللوجستية.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخاطر الإنفجار تتعاظم في كامل المنطقة والإقليم
-
لم ينفرط عقد حجارة الدومينو،التي تحدث عنها نتنياهو في حروبه
-
من خطة مناحيم مليسون الى خطة مردخاي كيدار
-
الحرب لم تحسم ايران واليمن ولبنان ساحات قابلة للإشتعال
-
حرب المستوطنين على شعبنا تزداد شدة وضراوة
-
خيار الرد الإيراني كان مدروساً بعناية
-
ايران ملزمة بالرد
-
نتنياهو لن يتوج ملكاً لإسرائيل وترامب لن يتوج ملكاً للعالم
-
الشراكة الأمريكية - الإسرائيلية في الحروب العدوانية
-
-اسرائيل- زمن الحسم لا الحلول الوسط
-
بعد مقترح ويتكوف الإسرائيلي المقاومة بحاجة الى الثبات الإستر
...
-
يوم ثقيل عاشته القدس والأقصى
-
عُقد التفاوض الأمريكي- الإسرائيلي
-
الثبات على المواقف اداة فرض التعديل على الساسة الأمريكيين
-
الهجمة على القدس تشتد وتمتد وتتسع
-
هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة،وهل يعيد تشكيل قوة الردع..
...
-
سوريا تحت -مقصلة- التفكيك و-التذرير-
-
هل بدأت مرحلة أفول نتنياهو ..؟؟؟
-
اسرائيل تضيق الحيز المكاني للمحافظ وللوزير المقدسيين
-
نصف حرب ونصف تفاوض
المزيد.....
-
فرانز فانون.. المناهض للاستعمار
-
أيام الرعب في السويداء: شهادات عن القتل والسلب والانتهاكات
-
فضل عبد الغني: الأسوأ من دوامات العنف في السويداء هو الخطاب
...
-
دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على كشف مشكلات هيكلية في قلوب ا
...
-
صحف عالمية: خطوط إسرائيل الحمراء في سوريا تغرقها أكثر في الص
...
-
سرايا القدس تنشر فيديو لتدمير -ميركافا- شرقي حي التفاح
-
لعنصريته ضد الفلسطينيين.. دعوات ماليزية لرفض اعتماد سفير أمي
...
-
وزير الخارجية الرواندي يسلّم الرئيس التشادي رسالة من كاغامي
...
-
إدارة ترامب ترحّل 95 هاييتيّا وسط تشديد سياسات الهجرة
-
أتيكو أبو بكر يغادر حزبه الديمقراطي الشعبي ويؤسس جبهة نيجيري
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|