|
مريم عن غربة الذات والبيت إلى المهجر
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 08:00
المحور:
الادب والفن
( رؤية أخرى في رواية " أعرف إني بخير " للروائية العنود الشمري )
الفتاة الصغيرة لم تحلم بأشياءَ عصيةٍ أرادت فستاناً أبيضَ كغيمةٍ، وقلباً يسطع كنجمةٍ، وجناحين من ريشٍ ومرجان تحلّق بهما إلى سماءٍ وردية .. مقطع شعري من مقدمة فصل في الرواية
ـــ مشهد ثالث من الرواية ـــ
3 ترسم الروايات حياة شخوصها من خلال ريشة الراوي وقدرته على تحديد الملامح وتفكيرها وسلوكها ،والأمر كما يراه تولستوي وبورخيس وترومان كابوت ونجيب محفوظ ، يحتاج إلى حرفة ربانية ، وتلك الحرفة هي من تبقي طريقة السرد متماسكة والبناء لايتهدم ، بل عند الفصل الأخير تكتمل أمامك ملامح الهيكل الروحي والسردي لروايتك فتشعر انك مع عمل يستحق القراءة ، أو أنَ لأمر كان مضيعة للوقت . فتشعر ان سر الرواية تفككه مشاعر الوصول إلى نهاياتها ،ولكنك لم تزل في بداية سير المارثون مع خطوات مريم وهي تكتب تفاصيل رحلة يولسيس إلى ايثاكا ، فتشعر أن هذه الدمية المسافرة في مجهول المدن والطرقات والفنادق ولحظات الحذر من لصوص الحقائب من راكبي الدرجات النارية .أنما هي ذاكرة تبقي عاطفتها وثقافة التذكر لديها دون أن تتأثر بأقدار هذا العالم الغامض والخطير ،إلى الذي تذهب إلى امكنة لم تراها سوى بالحلم وافلام السينما وكتب الجغرافية . مريم هي رهينة الحرفة الربانية التي تمتلكها الروائية ( العنود الشمري ) وتمارس من خلالها مهنة صناعة البحث عن الذات والهوية والاحلام .لأجل هذا سنراها في كل مفاصل الرواية " مريم " وهي تحاول أن تتحدث بطريقة عاطفية وشعرية عن أحساس مستلب يبحث عن مفقود في مكان متى وصلنا اليه استقرت عاطفتنا وشرعنا ببناء حياة جديدة وتلك هي آمال وخواطر جميع الباحثين عن الوطن الثاني . ومريم وقد انهت مرحلة صعبة من الترحال عبر ميثولوجيا المراكب المعرضة للغرق وقراءة البراءة ومجهولها في عيون عيسى ومزاج المهرب السيد جان وتلك المحطات الانسانية الصعبة مع اناس وعوائل تصادفك في محطة الرحلة حتى تشعر بأنهم اصبحوا من اهلك خصوصا في اللحظات التي يقترب منها غرق القارب.فهذه البنت تتعامل مع الرواية تعامل حركيا تنتبه فيه الرواية إلى الحركة والاستذكار وتدفق المشاعر .فتشعر ان عنود اعتنت بمريم لأنها مرآة تعكس تلك القدرية المتشابة بين الروائية وبطلة "أشعر اني بخير " والتي تتغير فيها أحاسيس المكان الجديد الذي تشعر في بعض المرات انه يتحول إلى زنزانة ( الكمب ،غرفة الفندق ،شاحنة التهريب ،ارائك الحدائق ) فتهرب منه إلى الذكريات وحياة المنزل القديم وتعيد رسم وجوه من كان فيه الاب والام والاخوان والمربية الفليبينية أو التايلندية او الهندية أي كانت فقد جاؤوا معها إلى لحظة الانتقال من محطة إلى اخرى ومن مصير إلى مصير . وفي العودة إلى مايشبه التيه في الرواية فلانسقط في حفرة التشتت او الممل فمات قرأه لاحقا هو العناية الحسية الروحية الفائقة التي تعتني بها الروائية وفي ذات السياق اللغوي الممتع في صورالخيال السينمائي الذي يرينا هاجس الاسئلة القادمة لمحطات هذا الترحال التي تثير فيها روح واعية وحساسة وذات بصيرة انثوية ناعمة وإنسانية وحائرة " مريم " تثير فيعا أسئلة الهوية والضياع والمصير القادم ،وربما تمثل شريحة من جيل الوعي الذي قدر للهم ان تكون جهة المنفى خيارا وتحديا ورغبة بحياة جديدة . لتشعر أن صانعة هذا النص وخالقته تمتلك دراية عميقة في التحدث إلى نفسها وتستعيد ما تريد أن تستعيده متعة لوحدتها الجديدة في الارصفة الغريبة وحافلات النقل وغرف الفنادق . فهي عندما تستعيد مافاتها في حياة المدينة التي ولدت فيها والبيت الذي عاشت فيه وبعدها محطات هذه السفرة التي استحضرت فيها بركات وجوه كثيرة وحتى آلهة الغريقة ليخلصوها من محن كثيرة ومطبات في الطريق الذي بدء شاقا إلى حد هذه اللحظة ولكنه الآن اكثر آمانا حين تخلصت من شيء من حدة ووقاحة نظرات المهرب السيد جان . ليستوطن فيها مع لغة التذكر واستعادة ثبات النفس ومتعة النديم مع سيل سينمائي لحياة قد تكون سعيدة وهادئة في مجملها لولا متغيرات الحياة والأمور التي تاتي بها المفاجات وتكون في العادة غير محسوبة . ((في صباح اليوم التالي، حملت أمتعتي القليلة، وغادرت الفندق إلى محطّة الباصات التي ستأخذني إلى البحر . وأيّ ملجأٍ لي الآن غير البحر مخرج الطوارئ في الأزمات والحروب، وأنا قد أعلنت معركتي الأولى والأخيرة، وإن كانت تلك الكيلومترات الطويلة التي قطعتها جواً، لم تنجح في إبعادي عن خوفي وهواجسي، فإنني سوف أقطع المزيد من المسافات، وسأستمرّ في المسير إلى أبعد نقطةٍ، يمكن أن تأخذني قدماي إليها، سوف لن أتوقف حتى أكون أبعد ما يكون عن ذلك الخوف الذي يلاحقني، والذي لازمني منذ ولادتي حتى ليلة أمس التي قضيتها تحت السرير، أنوح مثل حمامةٍ بريةٍ وحيدةٍ. في الحقيقة لم تكن تلك ليلتي الأولى التي أقضيها في بركةٍ من الدموع والخيبات، لقد ألفت هذه البركة طويلاً، حتى أصبحت عادتي المسائية. إن هذا البكاء الليليّ الصامت هو روتيني السرمدي،)) توثق الرواية طرقات ومدن لم تعرفها أو تراها من قبل وتعتني الرواية بمزج الأحساس مع الامكنة فتراها ( مريم ) توثق حالتها النفسية ومدى استعدادها لتقبل البيئة الجديدة ومفاجآتها . وقد يضع هذا الاحساس بشفافيته وبذكرياته ومشاهده التصويرية لعالم بطلة الرواية الذي لم يعد موجودا يؤكد لنا ان من بعض زاد المسافر ذكرياته ،بعد ان يسكن مريم هاجس خاطرة تقتنع بقدريته أن لاعودة لما كان ( البيت والوطن وما بقي من طفولة وصبا وقد اختلطت تلك البقايا بوجه أم او أب او حتى مدبرة المنزل ) . أشتغالات الوعي تلك تحلينا إلى ما يفكره غاستون باشلار عن تأثير ذكريات المنزل حيث أهمية كل شيء كان هناك فهو يؤثث الذكراة برغبة لاستعادة حتى المنسي .وفي غرفة الفندق تفعل بطلة الرواية ما يجب ان تفعله من تريد ان تكمل سفرها هو ان تجعل من تلك الاعادات الزمنية قوة يقوي فيها رغبة تكملة المشوار وقد نجحت الروائية ان تفسر لنا مشاعر بطلتها وتعاملت معها بما هو اقرب لذكريات الروائية نفسها ،وربما هي مريم ، وربما مريم ابتكار قريب لتجربة الروائية العنود الشمري في هذه الحياة .التي من بعض هاجس ذكرياتها المستعادة في امكنة الغربة هي " جوفلين " القادمة من بلد في جنوب شرق اسيا .. وهي من بعض المؤثرات المميزة في قدرة بطلة الرواية على استعادة ارث حياتها وتعكس عليها شيئا من مرحلة تاريخية ومجتمعية عاشتها في مجتمع بدء منذ اوائل السبيعينات حيت ظهرت رفاهية البترول وآباره فكانت حركة هائلة لنزوج الخادمات ومدبرات المنزل والمربيات من بلدان جنوب شرق اسيا إلى بلدان الخليج العربي. والاوراق الستة في الرواية التي تسلط الضوء على شيئا من عمل عائلة بطل الرواية في تهيئة وتدريب العمالة الاسيوية تظهر جانبا نادرا ومخفيا من بعض ارزاق الاسر الخليجية في ذلك الوقت ،وبعيدا عن تلك التفاصيل الحميمة التي شعرتها الروائية مع احساس بطلتها الطفولي الصبياني المسكون في الذاكرة والعاطفة التي تنامت بين صبية المنزل وجوفلين منذ اللحظة التي سمعت فيها نحيبها المخفي خلف اسرار حكاية ما ونمو هذه العلاقة بود من المشاعر الغامضة كانت فيها جوفلين طيبة وحنونة التي صنعت بصمتها وحضورها بين يوميات هذه العائلة شيئا من يوميات جديدة تؤسطرها مريم بشيء من هاجس ناعم في لغة تبتكر المتعة في طرد هواجس الخوف من هذا المهجر الذي لم تكمل ملامحه بعد . فبعض الرويات تمارس فعلا زمنيا اسمه الاستدعاء ،واغلبه يكون لوجوه غائبة وفي زمن معين .وقد يعتقد البعض أن هذا الاستدعاء يكون خارج سياقات السرد واحداثه ولكنه في الحقيقة هاجس يكمل الحدث وترابطه وايقاعه .فبطلة هذه الرواية " اعرف اني بخير " هي شخصية تقود مغامرتها وحيدة ،وقد يتطلب هذا خوض مغامرة واستعداد نفسي وبدني وحتى تكمتل الصورة اليولسيسية التي ارادتها الكاتبة لبطلة روايتها فأن مهارة تداعيات الازمنة وتداخلها هي واحدة من ضرورات استدامة هذه التجربة التي كلما كثرت محطاتها كثرت ذكرياتها المستعادة . فكانت جوفلين جزء من المستعاد بذكريات ناعمة وسحرية لزمن كشفت فيه الروائية المختفي من بعض يوميات عائلة لم تكن تفكر يوما ما ان تسكن الهجرة ذاكرة واحد من ابنائها ويغامر بها في ظل ظرف اقتصادي ربما مستقر وجيد .مثلما هاجرت جوفلين من بلدها بسبب الفقر تهاجر مريم بسبب الهوية التي بدت معرضة لان تمزق ويصبح صاحبها بدون وطن فكانت خيارات الوطن الثاني تستعيد الان في غرفة الفندق او في حالفة الباص أو ربما في وجوه لصوص الحقائب ورجال الشرطة ومن العوائل التي كانت اقدارها تتشابه مع اقدار مريم وحتى في وجه الطفل عيسى ،تستعيد شيئا من عاطفة الأمس وربما كانت جوفلين واحدة من عوامل نضوج الاحساس المبكر عند صبية المنزل وهي تتعلم من هذه الاسيوية دروسا في النطق والتفكير والعاطفة التي تغيب عن صغار المنزل يوم ينشغل ابائهم عنهم في ظل معترك الحياة والارزاق. فتنجح مريم في كسب أول صداقات حياتها الروحية لتكون جفلين ظلال الحنان الغائب وابجدية ثقافة اولى تستشعرها في تلك الاستعادة وتعرفنا بمدى تأثريها في هذه اللحظة والتي ربما تحول هذا الاستذكار إلى شيء من حافز الشعور من انها بخير وتستطيع ان تصل إلى النقطة المبتغى حيث تشعر انها بدات بملامسة اسوار الوطن الثاني. ربما تقف الرؤية الثالثة عند ملامح جوفلين حيث لم تضع الروائية لها شكلا ما سوى انها فصلت ملامحها من خلال ما يسكن الخادمة الاسيوية من الم وحكاية بدت غامضة ولكن مشفراتها اصبحت مفهومة لاحقا حين اطمئنت جوفلين إلى من تعهدت بأن تتابع الحياة اليومية لتلك الابنة التي تسرد الآن ذكريات لزمن كان فيه الوعي الزمني لايستطيع التعبير عن جوفلين وتاثيراتها ،ولكنها الآن تعيد صياغة شيئا من لذة الذكريات لتكون زادا لهذا التيه المهاجر الذي بدات تظهر فيه ملامح ايثاكا مدينة الحلم بعد أن تجاوزت هي ومن معها الكثير من مطبات ومفاجآت وصعوبات هذا نوع من السفر . تبقى قصة جوفلين داخل هذا العمل المسكون بتأثيرات بوح مستعاد لهاجس يبحث عن الأمان في خضم ذكريات يسكنها هاجس غريب لمقولة والي الكوفة الحجاج بن يوسف الثقفي والقائلة : " لولا فرحة الغياب لعذبت اعدائي بالسفر ". تبقى تلك العبارة تتلازم معي وهاجس القراءة فأشعر ان الدفء الأحاسيس في تلك الاستعادة التي تكون فيها جوفلين بطلة روحية وصديقة جلبتها مراكب الحياة لتعتني بها وتزرع فيها بذور عاطفة جميلة تستعيدها الآن بصورة شعرية وسينمائية لتشعر معها بشيء من امان تمنحه لها عيون جوفلين لنشعر أن ثمة صياغة ادبية جديدة في التعامل مع العمالة الوافدة التي كتب عنها من قبل روائيين خليجيين في الكثير من الاعمال الروائية ،ذلك لن تلك العمالة وخصوصا المربيات احدثت بنية مجتمعية وثقافية وسلوكية في ولادة جيل جديد ومختلف . وربما مريم بعضا من استثناءاته إذ حولت الحميمة بمشاعر الامومة والانسانية التي تسكنها وتستعيدها في غربة المكان ليحس القارئ إن وجه جوفلين يمنح حيطان الذكرى شيئا من براءة الوجوه والسعادة لهذا وبلحظة ما حضر الوجه الاسيوي الذي كان غامضا في اول حضوره بعالم البيت ثم اقترب من مريم بعاطفة وامومة وحنان غريب لتصبح مربية ومعلمة وصديقة حملت معها قصة يحملها اغلب الاسيوين من بلدان جنوب شرق اسيا الذين يجيئون إلى البلدان البترولية للخدمة فقط .لتأخذهم وتجندهم لتجارتها وبقصة مخادعة ووعد معسول " مدام لوري " وتختار لهم قدرا جديدا في بلاد يذهبون إلى بيوتها المرفهة ويظلون حبيسين فيها لاعوام لايسمح لهم فيها سوى بالخروج مع سيدات المنزل للتسوق او حمل او دفع عربات الاطفال الرضع . قصة تحفظ تفاصيلها ومحطاتها لتنتهي جوفلين وهي في عمر الخامسة عشر وعليهم أن يعملوا اوراقا مزورة لجعل عمرها ثمانية عشر عام ليسمح لها بالسفر والعمل والاقامة ، وعند سيدة عليها أن تدربها لكنها تبقى هنا وتديم وصلا حنونا ومثقفا مع مريم لتصفها بمشاعر صادقة وتجعلها شيئا من هاجس هذه الرحلة التي لاتعرف متى تمسك بمفاتيح لغز محطاتها : (( بعد شهرٍ من غياب جوفلين عنّا، سألت أبي عنها، وأعربت له بسذاجةٍ عن اشتياقي لها، صرخ بي بعصبيةٍ شديدة، وحذرني ألّا أذكر اسمها ثانيةً أمامه. ارتعبت، وأنا أقف بجانبه، وأرى عروق وجهه، تكاد تخرج من مكانها من شدّة غضبه، ولعابه المتطاير من فمه يمطرني، بكيت، فازداد غضباً، وأمرني أن أغرب عن وجهه، صرت أبكي في غرفتي، إلا أن صوت بكائي قد أغضبه أكثر، فصرخ بي من خارج الغرفة: لا أريد أن أسمع صوتك ! وجاءت أمي على الفور تهدّئ من روعه، ثم دخلت إلى غرفتي، لم تقل شيئاً، وضعت إصبع السبابة على فمها، أن اصمتي، وأغلقت الباب بهدوءٍ، ضاقت بي جدران الغرفة، وأرعبني أن يصل صوت صدى بكائي إلى مسامع أبي، تكورت حول نفسي كنملةٍ تحتضر، لملمت دموعي وخوفي، وحفظتهم في قلبي الصغير، التهمت ظلّي وصدى صوتي، وتواريت بجسدي النحيل تحت السرير، أبكي بصمتٍ، وهدوءٍ قاسٍ بعيداً عن مرأى ومسمع كلّ هذا الكون الذي اتسع لكلّ شيءٍ، وضاق بي .. !)) روح جوفلين وروح مريم متحدتان في قدرية غريبه من تبادل الاسرار والعواطف تتحكم العنود الشمري في صياغة الحوار والمشاركة الانسانية والروحية وتجعل من هذه الفاصلة شيئا من عاطفة البيت وحضور الام في اجتهادها في الحياة وبمهارة في تدريب المئات من اؤلئك القدمين من شرق اسيا ولم يتفقوا في ادار المهان المكلفين بها عند العوائل التي تشغلهم كحدم ومدبري منازل ورعاية اطفال وكانت جوفلين اتموذجا قدريا قرر فيه رب العائلة ابقائها لتشعر مريم انها نالت من هذه الاسيوية الطيبة الكثير من الرعاية لتوثق ذكريات تلك العاطفة مع خادمتهم الاسيوية ،وبذاكرة حية ونشطة تتذكر مريم كل ما كانت تتكلم به جوفلين اليها وتسلط الضوء على الاصول المجتمعية لظاهرة الخدم ومدبري المنازل القادمين اناثا وذكور من بلدان ( الفلبين والهند وتايلند وبنغلادش ) واسباب تلك الخيارات التي تدفع هؤلاء البشر لهكذا نوع من العمل ، ويكاد يكون الفقر والعوز هو الدافع الاول لهؤلاء القادمين وتكاد أن تكون قصصهم مع الحياة متشابهة . فما تتحدث به جوزفين للصبية تستعيده الآن في امكنة لم تتوقع في يوم ما انها تستعيد وجه وازمنة جوفلين وقصتها مع الحياة : (( هكذا تقول جوفلين .. وتستطرد: "البرد يجلد أجسادنا مثل سوطٍ، والجوع يقطع أمعاءنا مثل منشارٍ، لا توجد رحمةٌ في بلادي للفقير"، وبالرغم من أن جوفلين عملت طويلاً في تقطيع البصل في أحد المطاعم، حتى ترك ذلك أثراً على جلد يديها الغضتين، لكن ذلك لم يشفع لها عند والدها فقد أراد المزيد. ترفض جوفلين أن تتّهم والدها، تقول: "ربما تلك المرأة خدعته هو أيضاً"، ولكن أياً كان المذنب، فقد قاموا بتغير مسار حياة هذه الفتاة المسكينة في لعبةٍ قذرةٍ، اقتلعوها من مكانها، وجعلوا منها كبش الفداء)) سرد قصة الخادمة الاسيوية المخدوعة بوهم رسموه لها تكتبه الرواية بلغة جميلة الصور والاداء والتأثبر فلا يتيه الاستذكار في بدن الرواية او يصبح غريبا عليها . فقد نجحت صناعة هذا النص في جعل الفاصلة المستعادة فعلا محفزا لروح الرواية وتظهر مهارة في تحولات الزمن والارث الحكائي لدى بطلة الرواية وهي تتحضر إلى مجهول جديد نجحت في الذهاب عن لحظات التفكير فيه بالعودة إلى البيت وحديقة الذكريات وبلغة عاطفة الكلمات بها تبشر بساردة تعي تماما ماذا تكتب ولماذا تكتب .
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جمالية سرد المرأة في رواية العودة إلى هليليكي
-
الروائية العنود الشمري في روايتها -أعرف أني بخير -
-
كاظم الركابي ( شلونكم ..والخجل الذي في عيونكم )
-
مدخل لأول رواية عراقية عن عبد الحليم حافظ
-
الجواري وممثلات السينما
-
ابتسام عبد الله
-
آخر مرة زرت فيها الأهوار
-
الصابئة في ذكريات أيام اهلنا والناصرية
-
أغنية يا حريمة ( هاجس الحب في عراق القرن العشرين )
-
سكينة الروح في الطين السومري
-
مدينة جلجامش و الكولونيل الياباني ماساهيسا ساتو*
-
كما صوت أودنيس
-
مندائيات العطر وأنتِ منهن مطر
-
موسيقى النم نم
-
شه ونم الذكريات جبال عطرك وبنجوين
-
الشاعر مؤيّد الهوّاش في كتابه الشعري (هناء )
-
نابليون وحسقيل ساسون والعراق
-
سمفونية سومرية لشاكيرا وسلمان المنكوب
-
الرحابنة يبكون كل صباح
-
مداسُ الابْ ودروس بوذا
المزيد.....
-
حرب غزة و-شبيه نتنياهو-.. فيلم -سوبرمان- الجديد يثير الجدل
-
موقع التعليم الفني.. الاستعلام علي نتائج الدبلومات الفنية 20
...
-
عمرو دياب.. كلمات مكررة وموسيقى متجددة ونجاح مضمون
-
نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس والاسم عبر بوابة الت
...
-
الأماكن الأردنية وحماية الذاكرة من التزوير والسرقة في قصص -ا
...
-
الشيخة مهرة.. ظهور ابنة حاكم دبي مع مغني الراب الأمريكي فرنش
...
-
شيرين عبد الوهاب.. هل مُنعت الفنانة المصرية من لقاء فضل شاكر
...
-
محمد ياسين صالح.. انتقادات لوزير الثقافة السوري بعد حديثه عن
...
-
2000 حرفي وفنان عملوا على مجموعة أزياء هندية في أسبوع باريس
...
-
الأدب والألم: كيف يولد الجمال من رماد البؤس؟
المزيد.....
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
المزيد.....
|