نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 7531 - 2023 / 2 / 23 - 14:53
المحور:
المجتمع المدني
آخر مرة زرت فيها الأهوار ، والقرية التي تعينت فيها معلما ، تهالك كل شيء فيها ، وبهُتَ لون الصرائف وانحنت سقوفها المقوسة ، والماء تحول من شبه بحر الى جيحه من الطحالب والماء الاخضر .
البيوت على عدد الاصابع والجواميس نحلانة واعدادها تضمحل . صورة محزنة لمكان كان فيه الاثر والعطر كما ذكريات النوم تحت بركات النجوم والقمر .
صادفني واحدا من تلاميذي الذي كبر الآن ، وسألته : ماذا تتذكر من طفولة تلك الايام ؟
قال :صوتك يا استاذ وانت تتهجى لنا كلمات القراءة الخلدونية ،واتذكر غناء ابي وهو يقود الجواميس الى مراعي القصب والماء . واتذكر ليلا وانا فوق السوباط اغنية تأتي من مذياع تملكه انت لمطربة اظن اسمها وحيدة خليل تقول فيها :ما لي صحت يمه احا جاوين اهلنه .
قلت له :وماذا ستعتقد ان ولدك سيتذكر من طفولته بعد سنوات ؟
قال :سيتذكر تلك اللحظة التي نجمع فيها اغراضنا ونهاجر الى مدن ينتظرنا فيها الدمع ومساطر الطين.
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟