أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - جبر ..الشظية في جيب البالطو














المزيد.....

جبر ..الشظية في جيب البالطو


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


جبر ..الشظية في جيب البالطو
نعيم عبد مهلهل

(( الى محمد علوان جبر ورياض عباس العصمي ...جبر هذا الذي ضربوا به المثل وقالوا ( جبر من بطن امه للقبر ) هو من سمى مدينة الثورة افتراضا ، مدينة الفقراء والشظايا ))

أساطير البالطو وحرب البلقان

لااعرف أن كان اصل مفردة البالطو والتي تعني المعطف الطويل هي تركية ، لكن الباشا نوري سعيد وقد كان ضابطا متطوعا في الجيش التركي في حرب البلقان .اصر ليعود الى بغداد ببالطوه المثقوب من شظية مدفع نمساوي ، معتبرا انه من ذكرى الحرب ، ويقال انه اراد ان يرتديه في اول يوم توزير له كوزير خارجية في الحكومة الملكية العراقية .لكنهم نصحوه .بقولهم :باشا ، الفقراء وحدهم من تكون معاطفهم مثقوبة.

جادر فاتحة في قطاع 55

اقام المعلم المتقاعد جبر ماهود فاضل الساعدي اول أيام مأتم ولده ارشد الذي قتل دفاعا عن اسوار نينوى .
لموت الحرب مع جبر قصص تبدا من رحم الام الى دمعة النعش. حكايات متسلسلة مثل سبحته الكهرب ، الفرق ان خرزها مئة وواحد خرزه ، وهو فقد في الحرب من عائلته الكبيرة من الاعمام والأخوال وفخذ العشيرة 101 شهيدا . ابتداه من اخيه الاكبر موزان الذي استشهد في فلسطين في معركة جنين ومرورا بأن عمه موحان الذي لم يزل قبره في مقبرة بضواحي مدينة القنيطرة السورية ، وحتى ولده الكبير اسعد الذي استشهد فوق جبل كردمند ولحقه ابنه الثاني ورد في معارك حفر الباطن والآن اصغرهم ارشد حيث يقف الان تحت الجادر المنصوب في الشارع العام بقطاع 55 مرتديا البالطو الذي عاش معه كل سنوات تعليم منذ ان تعيين كمعلم عام 1960 في مدرسة النور باحدى قرى اهوار قضاء المشرح .ثم هاجر الى مدينة الثورة قطاع 55 معلما في احدى مدارسها.
يتذكر انهم كانوا يسمونه المعلم ابو البالطو ،والذي توسل اليه كثيرا الحراس الليليين في القطاع ليشتروه منه لانه قماشه من الجوخ الصوفي السميك ..
فيجيبهم :انه لهذا البالطو تاريخا عجيبا ولو كان في بريطانيا لاشتروه بثمن غال . انه بالطو الباشا نوري سعيد المثقوب بشظية حرب وقد اخذه والدي من بيته حفاظا عليه عندما كان حارسا في بيته كجندي مكلف يوم سحلو الباشا .واظن ان الباشا راضيا ليكون ابي امينا على بالطوه ...
هو ذاته البالطو الذي عاش مع ثقب شظيته مع مفارقة ان اولادي الثلاثة جميعا استشهدو بشظية مدفع ..

اليوم الرابع من المأتم

انتهى ماتم أرشد ، وعاد حبر الى بيته يتلقى التعازي من الذين لم تسمح لهم ظروفهم حضور مأتم الايام الثلاثة .. وكان يرتدي البالطو ذاته ، وقد اوصى ولده الرابع ( احمد ) الناجي الوحيد من محرقة الحروب انه يوم يموت يتمنى ان يدفنوا بالطوه معه...
اليوم الخامس وفي فجر هادئ اخذ الله امانته وتوفي المعلم المتقاعد جبر ماهود الساعدي بنوبة قلبية مفاجئة .فسرها الطبيب الخفر في مستشفى الثورة العام انه نتاج كآبة شديدة...
حين ارادوا ان يواروه التراب في قبره الابدي قرب قبور ابناءه الثلاثة .رفض الدفان ان يضع بالطوه قربه ،وقال ان هذا لايصلح ..
لكن ولده اصر لانها وصية ابيه..
رضخ الدفان للامر وانزل البالطو قرب الرجل المسجى وفجأة انتبه الى ان شيئا ثقيلا في جيب البالطو تحسسه الدفان وقال للابن :ربما ابوك نسي ربع دينار حديد في جيبه كان يضعه للرزق .
مد يده للجيب ليخرج قطعة الحديد ، فوجدها عبارة عن قطعة حديد صدئة لشظية مدفع ...!
تلك الشظية ابقاها جبر في جيب البالطو منذ ان ورثه عن ابيه ، ولا احد يعلم ان كانت هذه الشظية هي من حرب البلقان ام من حروب اخرى



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طشت سوق مريدي
- حسن بريسم وجنود قطاع 52
- عَجمْ مدينة الثورة
- ماركيز وحسين حنطاوي وقطاع 55
- بورخيس ( كض أخوك لايطيح )
- سمير نكره سلف وأساطير مريدي
- أوكرانيات ساحة صباح الخياط
- عبد الزهرة مناتي يغني في باريس
- دموع بنات الشطرة
- لماذا بكى دريد البطة ؟
- فقراء أور والخبز الكرواطة
- عافية ( حسين نعمة )
- معدان الوردة الهولندية
- كتاب التوراة في قضاء قلعة صالح
- أساطير الطور الصُبيّْ
- عندما يبوح حمام الدوح
- ماري المسيحية وشبوط المعيدي
- أطفال الأهوار والقاص المصري
- هل نحن عبيدكم أيها التيوس..؟
- المداعبة الايروتيكية والسياسة


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - جبر ..الشظية في جيب البالطو