أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - عافية ( حسين نعمة )














المزيد.....

عافية ( حسين نعمة )


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5433 - 2017 / 2 / 15 - 22:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عافية ( حسين نعمة )
نعيم عبد مهلهل

يوم أراد شارل ازنافور أن يرتدي وسام الفن الفرنسي قال : لأفكر أولا أني ارمنياً..
وهذا يعني أن الفنان اكثر من عالم الفيزياء والكيمياء في التأثر بجذوره حيث يُرينا التأريخ الحضاري تلك القيمة التي كانت تعطى للفنان ليقف جنبا الى جنب مع الكهنة في حضرة الملوك ، ويوم سمع عبد الناصر أن السيدة ام كلثوم مصابة بنزلة برد ، قال ليذهب امهر اطباء مستشفى المعادي اليها ، فعندما تسعل السيدة سيسعل كل شعب مصر .
هذا يعني أن الفنان هو المرايا العاكسة لأحساس الأمة والوطن بما تشعره الروح ، ومنذ أيام سومر وأكد وما بعدهما كان الاطباء ينصحون مرضاهم بالذهاب الى سماع النغم قبل مضغ العشبة ، وربما الاميرة السومرية ( بو ــ آبي ) المسماة خطئاً بشبعاد هي أول من أدرك أن سأم الملوك وضجرهم وغضبهم على عناق الرعية من خلال السيوف لايمكن تهدأته وردعه إلا من خلال الموسيقى .
لهذا حتى في موتها صاحبتها القيثارات وهي تعزف لها ترنيمة خلود يعتقد انها ستلج من خلالها الى الفردوس الأبدي .
تلك المقدمة اضعها وانا احمل سعادة الاخبار التي تقول أن العافية عادت لفنان سومر وارض ميزوبوتاميا ( حسين نعمة ) بعد عارض مرضي تخلص منه بعملية جراحية ، وكان هذا العارض يقلقه منذ أكثر من عامين حيث طمأنه اطباء بغداد وعمان أن لاشيء يدعو الى القلق ، ولكن أبو علي بحكم حساسيته المفرطة وحبه الازلي للحياة بألوانها التي عانقت صدى دمعة الناصرية واحلامها من فقراء وخضارات وسواق ستوتات وجنود مطوعين واطياف اخرى ظل قلقا لشعوره أنه لم يزل ماسكا شعلة الحلم في مواويل جنوب الرومانسيات والطور الشطري والصبي وعتابة الجزيرة ونايلها .
وبالرغم من كرهه لسرير المرض وتحاشيه له ، إلا انه حسمها ودخل معركة العملية الجراحية ونجحت لسبب واحد أن ارادة الالهة التي عزفت لها الاميرة السومرية لحن غرام اور ، كانت تشعر بحاجة اهل سومر والعراق لتلك المودة المستقرة في جمالية البحة والابوذية وتلك الاهات الحنونة في غريبة الروح وياحريمة ومالي شغل بالسوك .
حسين نعمة خرج معافى . ويجب أن يخرج معافى لشعوري أن الحياة تحتاج الى أن تدام بهكذا اساطير روحية وانسانية وابداعية ولاتريدها أن تذهب في غير مواسمها
أفرح لاني ارى حسين نعمة مبتسما في حضرة رئيس الجمهورية .وبين ابناء الناصرية من سكنة بغداد ، وفي استقباله لضيوفه على المستوى الرسمي والشعبي في بيته يوم غادر المشفى .
أنها صور عودة الطائر الى حدائقه ، الى دلمون التي عشقها كما عشق قيس ليلاه ورميو جوليت عندما تشكل الناصرية بالنسبة الى ابي علي ضلعا في الخاصرة يستريح عليه ويشكو اليه وبسبب هذا السند الروحي والجغرافي ( الناصرية ) لايحتاج حسين نعمة ليلتفت الى الروزنامات ليعد الايام كما نفعلها نحن.
حسين نعمة بوح ارواحنا في شوارع الذكريات . وتر العود .وصدى دموع الامهات في حقائب الجنود وطاسة الطين فوق رؤوس مساطر العمالة .
هو حمامة نوحنا الابدية في عواصم الشوق ومحطات الكواكب البعيدة ، وحين تعود العافية اليه تعود العافية الى ارواحنا جميعا ، لأنه طابوقة من طابوقات زقورة اور مكتوب عليها بخط سومري :هذه الحنجرة الباقية لكم يا أبناء أور ، وحدها من تستطيع ملامسة موج الفراج بغرام تغار منه كل الالهة السومرية,,
حسين نعمة خرج من مشفاه معافى .. وفي سنينه السبعين تبقى صدى تلك الملحمة التي كتبها اور نمو بدموعه حزنا على أور : رديت وجدامي تخط..حيرة وندم.
وهاانت يا حسين نعمة ترد الينا ، ومعك تجيء اسراب بلابل بستان الحاج عبود وبستان زامل ونايات ملكات شارع الحبوبي ، وصاي ( الهَب بياض ) الذي تخبئه من اجل قفلة ( الزنيف ) في مقهى صديقنا الطيب وداد دلي..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معدان الوردة الهولندية
- كتاب التوراة في قضاء قلعة صالح
- أساطير الطور الصُبيّْ
- عندما يبوح حمام الدوح
- ماري المسيحية وشبوط المعيدي
- أطفال الأهوار والقاص المصري
- هل نحن عبيدكم أيها التيوس..؟
- المداعبة الايروتيكية والسياسة
- عندما يهاجمكَ القرد
- شوبنكن الالمانية ( أمازيغ وصابئة وايزيدين )
- حِينَ يُباعُ الشَرفُ بالترفْ
- يوم جعلنا الورد جنكيزخان
- القيامة عند الملكة فكتوريا ومعدان الجبايش
- خلطة سحرية لعشاء النمور
- ماركو بولو المندائي
- رسالة الى حسين نعمة
- الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية
- تريزا المندائية في شارعنا
- مغنيات منفذ طربيل الحدودي
- حمامة في سوق في المنامة


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - عافية ( حسين نعمة )