أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - خلطة سحرية لعشاء النمور














المزيد.....

خلطة سحرية لعشاء النمور


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5411 - 2017 / 1 / 24 - 23:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خلطة سحرية لعشاء النمور
نعيم عبد مهلهل

أنزل الشاعر الفرنسي ارثر رامبو بنادقه التي يتاجر بها من على ظهر قافلة الحمير التي اتت من ميناء عدن وعرضها امام رئيس قبيلة افريقية في غابات الحبشة . وقبل ان يتفحصها ، قال لرامبو : أيها اليانكي اريد منك خلطة سحرية تجعل النمور تهدأ عندما تتناول عشائها ، فهي تبقى ثائرة واخاف منها أن تأكلنا ونحن نيام ؟
ضحك رامبو وقال : البنادق لن تنفع لانكم ستنامون . عليك ان تعلم عرافوك كتابة الشعر ، وحين تسمعه تهدأ .
ضحك حاكم القبيلة وقال : اذن لانحتاج بنادقك ، وعلم العرافيين كتابة القصيدة ولتكن هذه الخلطة السحرية مروضة لنموري .
ويبدو ان رامبو غضب في داخله ، فعلم العرافيين تلاوة الشعر المستفز وبخلطة متمردة جعلت العرافيين يتحولون الى نمور ، ويأتون على حاكمهم في الليل يقتلوه ويضاجعون نساءه .
الثمن الذي قبضه الشاعر من هذه الخلطة السحرية ، انه جعل العرافيين يشترون بنادقه وبها تم اعدام جميع النمور...
يوم صعد الكنكرين الى قدم الشاعر الشاب وقُطعت قدمه ووصلت اليه المنية ، اقترب منه راع الكنيسة من اجل اخر اعتراف له ، فطلب منه شيئا ليتلوه وتنال روحه الهدوء .
فقال رامبو :لاينفع الاستغفار والتوبة ، لقد فعلت كل شيء بالخديعة حتى اني قتلت نمورهم بوصفة سحرية اسمه الشعر.
هذه قصة متخيلة من فنتازيا حياة النمور ، لم يعشها رامبو اصلا انما هو متخيل لحكاية اريد فيها أن اشاهد نهاية النمور التي نقدم الى موائدها افخر انواع الاكل ، ولكنها تبقى مزمجرة غير راضية وتريد أن تلتهم حتى احلامنا ونحن نغط في نوم لننتظر فيها صباحات نتحاشى فيها النظر الى تلك النمور المنفلتة في شوارع حياتنا ، بعضها يجلس على كرسي ،وبعضه يرتدي رتبة جنرال ، وآخر يتحكم بسير الكهرباء في الاسلاك ، واخر لايهمه تخليصنا من الازبال بل يهمه مقاسمة المقاولين ربحهم ويسمونه في لهجة سكان القبائل الطوطمية قي افريقيا ( مدير البلدية ).
ومهما يكن شكل هذه النمور من ورق او لحم ودم او مطاطية فهي في شكلها وهي تتعشى وتتغدى بنا تمتلك انياباً حادة وتفترس حتى لو كانت مصنوعة من ورق المقوى ، فهي في عشاءها تأكل اللحلم والدولار كمن يخلط المرقة بالتمن.
فأذا كانت خلطة النمور الافريقية تعليم العرافيين الشعر . فأننا في هذا العصر نفتقد الى العرافيين القادرين على السيطرة على النمر بقصيدة رامبوية ، فلقد انقرضوا ، فحتى عراف هذا العصر الذي يسمونه ابو علي الشيباني الذي يبيع مئة غرام من البابنك مخلوط بالحبة السودة وعرق السوس مع حليب النيدو المجفف على انه خلطة سحرية تشفي من السرطان والامراض العصية يبيعها بعشرة الاف دولار ، فأن هذا الدكتور العراف متحالف مع تلك النمور على طريقة لا أؤذيك ولا تؤذيني .
وهكذا لم تعد خلطة ارثر رامبو السحرية تنفع مع نمور العولمة . وعليه فأن الجزع باقٍ فينا بسبب غياب الحلول واحلامنا في تهدأت النمور لتستكن وتعود مياه البطاقة التمونية الى مجاريها من دون شاي مغشوش ورز فاسد ،
مات رامبو في القرن التاسع عشر . ونحن اليوم في القرن الحادي والعشرين . والنمور هي النمور ، الذي تغير فيها أنها لم تعد تطلى عليها خدع التلاوة الشعرية لتنسى جوعها وغضبها .
انها اليوم قررت اغلاق كل قنوات روتانا في بيوتها كي لاتسود فيها شهية الاغاني والاشعار وسحر أم كلثوم في ترويض النمور وتحوليها الى كائن هاديء وعاشق.!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركو بولو المندائي
- رسالة الى حسين نعمة
- الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية
- تريزا المندائية في شارعنا
- مغنيات منفذ طربيل الحدودي
- حمامة في سوق في المنامة
- الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية
- الهايكو المندائي
- كافافيس وجارتنا المندائية
- رواقٌ في المندي المندائي
- الأنكليز وذكريات ديانا سبنسر
- داود أمين الوردة المعطرة باليسار السومري
- عبد الله الصغير الذي سيتكرر كل عام
- الكنز ربا ( جواز سفر المندائي )
- المندائية في بطاقة التموين
- الأشتياق عبر الذاكرة المندائية
- شيء عن الاحمر المثير
- فالح باشا السعدون .. المتصرف الثاني
- فرقة طيور دجلة أجنحة العراق في غربته
- الثريا المندائية ، زيوا وأنوثة الضوء


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - خلطة سحرية لعشاء النمور