الكنز ربا ( جواز سفر المندائي )

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 17:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الكنز ربا ( جواز سفر المندائي )
نعيم عبد مهلهل
1
أنا صديق الرئيس السوري بالرغم من أنه لايعرفني ، ولكنه كان يبيع لنا صحن البيض والباقلاء بخمسين ليرة.
وأنا صديقه لأنه يسمح لي كل جمعة أن اغسل بالضوء الاخضر اجفاني في نيونات قبر النبي يحيا في الجامع النبوي .
وفي الليل اذهب الى مطعم في بابا توما لاستمتع بصوت الفتى الشامي الذي يعزف على العود ويغني انت عمري بصوت جورج وسوف .
وفي اي نهار الرئيس السوري لايمانع أن إذهب لجرمانا استمتع بطقس التعميد لاصدقائي المندائيين وقد جلبت لهم البلدية اربع خزانات ماء من نبع فيجي ليتخيلوا أن دجلة والفرات معهم .
وأنا صديقه أيضا لأن ضابط المطار المولود بحلب سمح لي وعائلتي بالهروب الى اوربا بفيزا مزورة .
وهناك وصلت وكتبت الى قاسم حربي صديقي المندائي أن نبدأ بطباعة كتاب خامس عن طائفتهم . ونعلم اهل اهل السويد تهجي السريانية بصوت شيخ دخيل .
تلك هي افكاري عن زمن بات بعيدٌ جدا .
الجديد أني سأعيد قراءة الكنز ربا ، لأعرف أن مقولة ابي صحيحة بأن الكتب الدينية جواز سفر لايمكن تزويره..
وأن الله الذي خلق أوباما خلق معه الزنجي البصري تومان .
وأن شاهين المندائي خبير مصرف الرهون في الناصرية ، توفاه الله .والآن تتمنى خبرته بورصة طوكيو.
القصد ...
الآيات النورانية في كنز الصابئة توصلنا الى المنافي .
ولكن تبقي من طين خطواتنا على دكة البيت .
وبقداس كوني في قاعة مجلس الأمن :بان كي مون ينصح اهل البياع في بغداد بالمحافظة على جيرانهم المندائيين..!

2
(( آدم عاش ألف عام
فليخرج من جسده قبل أن يشيخ .))
هذه آية في الكنز ربا .
جواز سفر صوفي لكل روح .
عليَّ أن اضعها على جدار غرفتنا الطينية .
بجانب لوحة المونليزا التي رسمها اخي عبد الائمة قبل دافنشي

3
أذهب الى ابعد من ذلك .
أترجمه بهواجسي قبل آراميتي .
قبل ان يتلفظه معدان الجبايش بلهجتهم.
قبل ان يقول عنه اراغون انه اجمل من اليزا
قبل أن يذهب الدان الى عبادان ويعرف مندائيو البصرة
أن الموت في الحرب لايشبه صياغة الخاتم
قبل أن تكون الجوازات أجنحة حَمامات
لكن يا مندائي ملبورن وكركوك .
الكنز ربا ليس جوازا مختوما بمزاج مفوض شرطة.
أنه الرب الذي لبس اجنحة النور .
واضاف معه موسى ويسوع ومحمد الى بطاقة التموين

4
أقرأ في الكنز ربا .
الحي القيوم في كل مكان .
حتى في نظرة اجمل عارضات الازياء
وأيضا في دمعة نازحي نينوى

5
يورق الشجر كل ربيع
وتورق الروح في الكتاب الروحاني
غدا .
حين تسجد الجوامع الى عطش العباس
جارنا أنعيم الهزو ..
سيشرب خمرته الابدية
من دهلة الفرات
الطين والطبيخ
يجتمعان في موسوعة غينس .
ومعهما يجتمع بريق الطائفة التي انحسر عطرها كثيرا في ولايات ميزوبوتاميا...

6
الكنز ربا جواز سفر المندائي الى مدن لامرئية
كتب عنها ايتاليو كالفينو الكثير
ونحن كتبنا عن البقرة السوداء بحليبٍ ابيض
هناك عند ساحات المدارس الابتدائية
ابي يستيقظ من قبره
ويقرأ نشيد الغرام العاطفي .
لمن اكمل الختمة بكتابين
القرآن والكنز ربا...
أسمع الحاخام في مرقد العزير يرسل عتابه .
ومسيحي من اهل العمارة يتسائل .
وأسمع صوفيا من اهل شيراز يستغرب.
أنا فقط اشرب الماء بطاسة الفافون......!

7
وأخيرا .
عند الرب تذوب الاسئلة
ويأتينا الجواب
منسوجا بحرير أخضر
كانت هناك دمشق
وسوق الشيوخ
وكوبنهاجن
ونديمة بنت حليمة .
غامرت كما غرستوفر كولمبس واعارت الكنزا ربا لجارتها المسلمة .

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات