أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - رواقٌ في المندي المندائي














المزيد.....

رواقٌ في المندي المندائي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5401 - 2017 / 1 / 13 - 00:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رواقٌ في المندي المندائي
نعيم عبد مهلهل
1
أبي من عرقٍ شربَ الطيف السماويَّ من ماء قرى المعدان . وخالي جهاد المدفعجي كان عريفا في الجيش ، شرب عصير اناناس من ثمر الحلم حنى لاتنحر رقبته شظية حرب ، ويذهب ابناءه لدائرة التقاعد ، وكان يحلم أن يذهبوا لسوق الصياغ . من اجل خاتم زواج ، ودرزينة دجاج . وثلاثة قدور من رز العنبر تهديها لنا جارتنا المندائية أم مسلم.
أمي متعلمة في روضة اطفال في سان بطسبورغ .
وأخي عبد اليمة . لم يكمل دراسته الابتدائية ولكنه اليوم في مقبرة صامتة إلا من عويل امهات الحشد الشعبي.
لنا جار اسمه ابو ليلى مضمد خدم مع الانكليز ... احفاده لايعرف اسمائهم وتمنى ان يمنحهم بطاقات سفر الى زحل ليبيعوا هناك الاسرنجات ودواء البنسلين .
وفي محلتنا كان هناك يهودا ، احفادهم اليوم في حيفا يبيعون بطيخ سامرا , والفحم الحجري المستورد من مناجم بافاريا .
وكانت هناك أمهات القيمر وسلال الكراث ونساء من اهل الريف يصدرن الكفيار وخواطر شاه العجم الى اجفان الفقراء.
وكان هناك الجامع والمندي .
وليس هناك كنسيت ولا كنيسة ...
وفي المندي كان الله بثوب ابيض ، وفي الجامع ثوبه أسود لأننا في عاشوراء...
وفي كل عاشوراء .
أخشن مندائي في عكد الصبه هو من يذبح خرفان ليلة الوحشة . تبرعا منه قبل ان يأتي موسم باريس الفني ويشارك برجيت باردو في اخر يفلم من أفلام اساطير عاداتنا السرية .
كان المندائيون جيراننا ...
وأبي يحبهم لسبب واحد ...
أن دمه الآشوري يمشي في انهارهم حتى يصب في مجرى النيل ...
وهو وهم كانوا يعشقون اغاني ليلى مراد...
لكن ابي هرب مع هند رستم الى الكاميرون ...
وزهرون المندائي هرب مع نادية لطفي الى جهة المشخاب...
وقتها مَنعت السينمات افلام الحب وبدلا عنها وضعوا لافتة تقول : التمني الى اشعار اخر ....
تلك الميثولوجيا ذهبت مع رياح المواسم العاطفية .
لم يبق منهم شيء في شارعنا ...
سوى شبكات الانترنيت ..
أما ابي ....
فأبن ( العاهرة ) جنرال الغفلة بدباباته حول قبره الى كشك لبيع سكائر المارلبورو...
كان قاسم حربي المندائي الفارع الطول يعشق حضيري أبو عزيز وجون واين .
أمي تضحك وتسأله :قويسم لماذا لاتعشق علي الاكبر معهم ..؟
يرد قاسم :واعشق كل شيء يأتي من أجفان العباس.,
هم معنا ..
ونحن معهم ...
المندائيون أساطير بقايانا ...
ونحن باقايا معلبات الفاصوليا........!

2
أجلس في رواق المندي المندائي وأتذكر كل هذا ..
دكة بيتنا ..
شراع السندباد ...
سدرة ظلها يشبه حرير جفون عارضات الازياء
شيء من كارمن ونواح ذوي الشهداء...
شيوعيون ...
كسبة ...
وجنود فقراء ..
سرياليون ...
وشباب من اهل الباسك الاسباني .
وسحرة من اهل الاهوار ...
والمندائيون لهم ظل الذكرى ...
ألف حكيم لن يستطيع تحريك ضوء النجمة...
فيما الكنزفرا ( ستار ) يجعلها ترقص باليه...ّ
3
هي تواريخهم ...
كما سفينة فضائية .
كائناتها أتوا من ابعد شجن فطري عند صائغ فضة من أهل ميسان .
طيبون كما فاكهة المشمش الفيتنامية .
يشربون فوح الطبيخ ...
ولن يشربوا عداه لسكرتهم مع الغيوم ...
يحبهم يحيى لآنهم ابناءه...
وتحبهم ايطاليا لانهم يحبون صوفيا لورين ...
ثمة ثمرة فستق في فم فراشة...
تحتاج البشرية لآيات من الكنز العظيم لتحولها الى رغيف ..
عندها ديوك يوم العباس ..
تسترخي عند دكات بيوتهم ...
وتلعب الدموينو في عيد الكرصة....!
4
أطيافكم لاتغيب ...
عمامة شيخ دخيل ....
تجعل ليلها مواويل قداس بابلي ...
مرة ينام في حضن النبي ذي الكفل ..
ومرة ينام في دمعة سيد ياسري
تلك بلادنا ..
هم بنوها بأرقام الرياضيات
ونبؤات فلكي يدعى عبد الجبار عبد الله

5
يتحكم فينا شجن القصيدة وقدح الشاي وماعون ماو تستونع.
التفسير.
أن لايكون البطيخ فطير.
ولا عصفور وسائدنا يطير .
هذا الطلسم المندائي.
أهم كثيرا من دساتير النيجر وداهومي وقضاء سوق الشيوخ.

6
أجلس في الرواق المندائي ...
مات زميل دراسة لي من ابناء الصبة .
قرأنا الفاتحة بإيقاع سرياني.
ومثل دراويش طريقة رفاعية
رقصت ذكرياتنا ..
في مدرستنا
كل صف في اربعة مندائيين ..
الصف الاول فقط به الف ...
7
تسحرني موسيقى الراب لأنهم اكتشفوها أولا في اطراف البصرة.
وفلاسفة عشقوها في غفلة من قيصر.
لكن منجم قصر وندسور نسبها الى المندائيين من اهل الديوانية.
وقتها ...
داغ همرشيلد الذي كان امينا للامم المتحدة .
اعترض بشدة ..
وقال :لاتزوروا التأريخ ...
فالبلاد لهم وليس لقيثارات الفلامنكو...

8
تلك السريالية أكثر وضوحا من تعاويذ لهنود من اهل شيكاغو .
كتبها المندائيون على الوان الرصاص يوم حرق المغول قراهم .
وقصفتهم صواريخ المقدوني وصلاح الدين ...
ومثل التيه بسيناء.
حملوا صرة من ذكريات ليل الناصرية وهاجروا الى مالمو ...

9
في الرواق المندائي كتبت كل هذه السفسطة التوراتية .
اعرف انها لاتملك ذاكرة مربوطة بتاء القبلة .
ولكني دوما احب أن اكتب تأريخ الصابئة المندائيين على طريقتي الخاصة..!


دوسلدورف 11 يناير 2016



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنكليز وذكريات ديانا سبنسر
- داود أمين الوردة المعطرة باليسار السومري
- عبد الله الصغير الذي سيتكرر كل عام
- الكنز ربا ( جواز سفر المندائي )
- المندائية في بطاقة التموين
- الأشتياق عبر الذاكرة المندائية
- شيء عن الاحمر المثير
- فالح باشا السعدون .. المتصرف الثاني
- فرقة طيور دجلة أجنحة العراق في غربته
- الثريا المندائية ، زيوا وأنوثة الضوء
- قصة الناصرية مع فيدل كاسترو
- منقبة في حفلِ لأم كلثوم ( أروح لمين )
- الموصل ثلاثية الخوف من المجهول
- شيءٌ عن المندائية العراقية
- داعش ( ماما زمنها جاية )
- صَبةُ النبيُّ يحيى وصبةُ الكونكريتْ
- بعشيقة ترنح بكأسكَ وانتصر...
- بيت فالح 4 شهداء ولم يتهدم
- فندق نينوى اوبروي ..ذكريات بطعم الموصل
- أزياء وغناء في فندق شط العرب


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - رواقٌ في المندي المندائي