أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك














المزيد.....

الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 19:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تعد الطائرات المسيرة (الدرونز) مجرد أدوات استطلاع أو مراقبة بسيطة، بل تطورت لتصبح لاعبًا أساسيًا في حاضر ومستقبل الحروب. فقد أثبتت هذه التقنيات قدرتها الفائقة على تغيير قواعد الاشتباك، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من الترسانة العسكرية للدول والجماعات المسلحة على حد سواء.
وتحيل الطائرات بدون طيار، أو "الدرونز"، إلى مركبات جوية غير مأهولة يمكن توجيهها عن بُعد أو برمجتها لتنفيذ مهام محددة. وهي تتفاوت من حيث الحجم والقدرة، من نماذج صغيرة بحجم كف اليد تُستخدم للاستطلاع، إلى طائرات مسلحة يمكنها إطلاق صواريخ دقيقة موجهة. ومن بين الدول الرائدة في صناعة هذا السلاح: الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، تركيا، إسرائيل.
أولا: مزايا الطائرات المسيرة
تُقدم الطائرات المسيرة مجموعة من المزايا التي تجعلها أداة فعالة في الحروب الحديثة:
- تقليل الخسائر البشرية: تُعد هذه الطائرات بديلًا حيويًا للطيارين البشريين في المهام الخطرة، مما يقلل من الخسائر في الأرواح البشرية ويحافظ على معنويات القوات.
- الوصول إلى الأهداف الصعبة: يمكن للطائرات المسيرة الوصول إلى مناطق يصعب على الطائرات التقليدية الوصول إليها، سواء بسبب طبيعة التضاريس أو كثافة الدفاعات الجوية.
- الدقة في الاستهداف وصعوبة رصدها: بفضل تقنيات الاستشعار المتقدمة والقدرة على حمل ذخائر موجهة بدقة عالية، يمكن للطائرات المسيرة تنفيذ ضربات دقيقة، مما يقلل من الأضرار الجانبية. كما يصعب رصد المسيرات ولاسيما المتطورة منها بواسطة رادارات أنظمة الدفاع الجوي للخصم، الشيء الذي يزيد من فعاليتها.
- التكلفة المنخفضة: مقارنة بالطائرات المقاتلة التقليدية، فإن تكلفة إنتاج وتشغيل الطائرات المسيرة أقل بكثير، مما يجعلها خيارًا جذابًا للدول ذات الميزانيات الدفاعية المحدودة.
- تنوع استخداماتها: تتنوع مهام الطائرات المسيرة بشكل كبير، إذ يمكن استخدامها للاستطلاع، وجمع المعلومات، والاغتيالات، والهجمات الجوية، والدعم اللوجستي.
ومن بين الأمثلة على فعالية استخدام الطائرات المسيرة في الصراعات الحديثة، نذكر الحرب التي اندلعت بين أذربيجان وأرمينيا (حرب ناغورنو كاراباخ)، حيث أظهرت الطائرات التركية "بيرقدار TB2" فعالية كبيرة في تحييد أنظمة الدفاع الجوي الأرمينية، بالإضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، إذ شكلت الطائرات المسيرة جزءًا أساسيًا من عمليات الرصد، وتحديد الأهداف، وحتى تنفيذ الهجمات الانتحارية، خصوصًا من جانب أوكرانيا.
ثانيا: مخاطر استخدام المسيرات
رغم المزايا العديدة التي تتمتع بها، تثير الطائرات المسيرة بعض التحديات والمخاطر:
- تزايد حجم الصراعات: قد يؤدي سهولة استخدام الطائرات المسيرة والتكلفة البشرية والمادية المنخفضة إلى تصعيد النزاعات وإطالة أمدها. هذا بالإضافة إلى احتمال وقوع سلاح المسيرات في أيدي جماعات غير حكومية ومنظمات إرهابية، الأمر الذي يُعَرِّض السلم العالمي للخطر.
- المسؤولية القانونية عن جرائم الحرب: يطرح استخدام الطائرات المسيرة تحديات لمبادئ التمييز والتناسب في القانون الدولي الإنساني. فهل يمكن للآلة أن تميز بفعالية بين المقاتلين والمدنيين؟ ومن يتحمل المسؤولية الجنائية في حال وقوع انتهاكات؟
ثالثا: دور الذكاء الاصطناعي في طفرة الطائرات المسيرة
يشكل الذكاء الاصطناعي نقطة تحول حاسمة في مستقبل الطائرات المسيرة. فبواسطته، يمكن للطائرات المسيرة أن تصبح أكثر استقلالية، وذكاءً، وفتكًا، كما سنوضح فيما يلي:
- اتخاذ القرارات المستقلة: إن تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي الآلية يتيح للطائرات المسيرة اتخاذ قرارات مستقلة في ساحة المعركة، مثل تحديد الأهداف، وحتى تنفيذ الهجمات دون تدخل بشري مباشر.
- التعلم والتكيف: يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التعلم من الخبرة والتكيف مع الظروف المتغيرة، مما يجعل الطائرات المسيرة أكثر فعالية في البيئات المعقدة.
- أسراب الدرونز: يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانية تشغيل أسراب من الطائرات المسيرة التي تعمل معًا بشكل متناسق، مما يعزز قوتها الهجومية والدفاعية.
- الحرب الإلكترونية والسيبرانية: يمكن للطائرات المسيرة المزودة بالذكاء الاصطناعي تنفيذ هجمات إلكترونية وسيبرانية معقدة.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيصر الغناء كاظم الساهر: الفن الأصيل في زمن السرعة
- لماذا لم تسقط الرأسمالية؟ مفاجآت لماركس بعد 150 عامًا
- العقوبات الاقتصادية... هل هي أداة فعالة؟
- الحزام والطريق: المشروع الصيني الذي يعيد رسم خريطة العالم
- حروب المياه: الصراع القادم على شريان الحياة
- المؤامرة الكبرى: لماذا تنتشر الروايات البديلة رغم غياب الأدل ...
- القنبلة في الظل: كيف صنعت كوريا الشمالية سلاحها النووي
- مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا
- وثائق ماربورغ أسرار تواطؤ ملك بريطانيا مع النازية
- حين يذوب الجليد تشتعل المنافسة: الصراع الخفي على القطب الشما ...
- من الفقر إلى الرخاء: الهند في طريقها لمزاحمة الكبار اقتصاديا
- ملحم بركات موسيقى لا تموت وصوت لا يُنسى
- المعادن النادرة: كنز إستراتيجي يسيل لعاب القوى العظمى
- الدول الاسكندنافية: نموذج في الرخاء الاجتماعي
- قصص من عالم الجاسوسية 8: رأفت الهجان
- قصص من عالم الجاسوسية 7: كريستينا سكاربيك
- قصص من عالم الجاسوسية6: شولا كوهين
- قصص من عالم الجواسيس 5: كلاوس فوكس
- قصص من عالم الجواسيس 4: هبة سليم
- قصص من عالم الجواسيس 3: جورج بليك


المزيد.....




- ترامب -مستاء للغاية- من بوتين.. ويهدد بعواقب تجارية قاسية عل ...
- -لا يمكنني الوقوف مكتوف الأيدي-.. رجل يقفز إلى النار لإنقاذ ...
- قطر: تعويض المتضررين من سقوط شظايا اعتراض الصواريخ الإيرانية ...
- اشتباكات السويداء…دروز يطالبون بحماية دولية وعناصر الأمن الس ...
- ترامب يخطف الأضواء بعد فوز تشيلسي على باريس سان جيرمان
- طبيبة جزائرية تكشف سر الفروقات في تكاليف الولادة بين الذكور ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي لـ-يورونيوز-: لا نعتزم فرض سيطرة طو ...
- انهيار داخلي في وزارة العدل الأمريكية: استقالات جماعية تكشف ...
- البيتكوين يكسر حاجز 120 ألف دولار وسط تفاؤل بتنظيم السوق في ...
- لمواجهة الرسوم الجمركية الأميركية.. المفوضية الأوروبية تجهز ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك