أمينة بيجو
الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 00:00
المحور:
الادب والفن
اليوم وانا بموعد في المشفى، اذ برجل اصلع، قصير القامة ذو كرش كبير، أسمر وذو لحية سوداء. مرتدياً بلوزة سوداء ويداه كانهما لوحة مليئة برسوم من التاتو. على اذنه اليسرى قطعة من الشاش لتقول بان هناك مشكلة ما. يسير متمختراً ويداه طليقتان. يرافقه رجلان طويلان، ابيضان وذو قامات طويلة. رشيقان ويتميزان بلياقة بدنية. يلبسان لباساً مميزا وخاصاً . يبدو بانهما فرع من افرع البوليس. كنت انتظر السكرتيرة لتنهي مكالمة عبر الهاتف لأسألها عن أمر ما، سرعان مالمحت الرجال ولم يمضي على جلوسهم ثواني حتى قامت من مكانها ونادت على سيدة اخرى بالغرفة المجاورة لها، مُتابعة اتصالها أيضاً. سرعان مادخلت تلك السيدة الصالة مرحبة بهم وادخلتهم الى احدى الغرف. مع المشهد الذي لم يستغرق دقائق انتابني حالة من فوضى الأسئلة لأبحث عن أجوبة مقنعة بعقلي.
ما هذا؟ معتقل وله كل هذا الأهتمام والمتابعة الطبية. لماذا يعاني جرحا باذنه؟ هل هي نتيجة خصام ام اقتحام مكان ما؟ لاول مرة ارى معتقلاً بمشافي الغربة حيث اغلب الموجودين غير مهتمين بالحدث. وأنا اتابعهم بطرف عيوني.
يالروعة انسانيتهم بالتعامل مع الانسان وحقه في الحياة. ياترى كم استغرقوا حتى استطاعوا ان يبنوا مجتمعاً بتلك القوانين التي تحفظ للانسان كرامته وحقوقه. تحية لكل من يساهم ويحترم انسانيته ويحفظ كرامة الاخرين. واذ بصوت ملائكي ينادني بموعدي مع الدكتورة.
#أمينة_بيجو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟