مصر المهمة 4 : جائزة نوبل للفشل

هانى شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تدخل مصر عهد الموت البطيئ مع انقلاب 1952، يكتشف الضباط الأحرار من كل وازع او رقيب او منطق ان خزانة. الدولة المصرية قد وقعت في أيديهم فيتفقوا و يبددوا ثروات وطن عريق ، و يستولوا علي ما هو غالي و ثمين من املاك و ثروات الأفراد العاديين ، و لتسهيل الاستيلاء علي الثروات و المقدرات ، كان من اللازم تركيب آلة ترهيب و تخويف و ايذاء و قتل و نفي و تعذيب اي من تسول له نفسه السؤال او المراجعة علي تلك الممارسات المجنونة ، فكان حثالة من بقوا من النازية الألمانية في أتم الاستعداد لتدريب كوادر الضبات الأحرار من كل ضمير ، و انتجوا لنا صلاح نصر و صفوت الشريف و باقي الزبانية الذين ابتليت بهم البلاد

ثم سمع الضباط الأحرار من كل علم او مفهومية : عن البنك المركزي و مطابع النقود ، فطلعوا و انفقوا و برطعوا في في نزوات و سرقات و تبديدات أفقرت جميع المصريين ، و دفعت ثلثي المصريين الي حافة الجوع و العوز ، فاحترقت مؤسسات الدولة عدا الات القمع و لم يعد هناك من سند في التعليم او الطبابة او الخدمات لتغيث المحتاج او الملهوف

وصارت الحياة عبثية في مل مناحي الحياة

و لنضرب مثالا : التعليم : كل بيت في مصر اليوم به طالب او طالبة ثانوية عامة هو عبارة عن خرابة و سجن معا ، خرابة لان كل ثروات الأسرة ذهبت الي الدروس الخصوصية و سجن لان الطالب محبوس في انتظار الامتحانات و الأسرة كلها اسيرة هذا الشيطان المجنون المدعو : الثانوية العامة …. ولن يجدي هذا العبث اي شيئ إيجابي في حياة الطالب او الأسرة او المجتمع او الوطن

لان الطالب حتي و لو نجح ان يكون نابغة طب او هندسة او قانون او محاسبة ، فهو صفر مقارنة بضابط الجيش ذو التعليم المحدود ، ضابط الجيش سوف يحكمك ،،، و ان تطلب الأمر فسيمعن في اذلالك


لذلك وصلت مصر الي الحضيض في كل مناحي الحياة ، و تربعت علي أسافل جداول التقدير و القياس العالمية ، من سعادة المواطن ، الدخل للفرد ، الشفافية ،،، الخ

لذلك ماتت زهرة الشباب شيماء ، طالبة الهندسة المجتهدة ، التي ارتضت ان تعمل في حر النهار تجني العنب في حقل بعيد مقابل دولارين في اليوم

و تفتقت اذهان العدل في مصر في محاصرة دير سانت كاترين الذي صمد دهورا كشمعة مضيئة في تاريخ مصر علامة علي السمو و الاحتضان و الحماية و الضيافة

كأن إنسان له نجفة قديمة ثمينة ، آخذ في تدميرها حتي لم يبق فيها سوي لمبة مضيئة واحدة ، فقرر في لحظة جنون اخيرة ان يكسر اللمبة الأخيرة : اسمها شيماء او كاترين

و يحظي عن جدارة علي جائزة نوبل للفشل !


….

#هانى_شاكر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل