هانى شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 8203 - 2024 / 12 / 26 - 10:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
علي مدي نصف قرن تقريبا شاهدنا مصر تنحدر رويدا ثم سريعا في كل المجالات ، و كتبنا عن حكام مصر و كيف تركوا كل ماهو مهم او نافع او ضروري للنهوض بالبلاد ، و شغلوا انفسهم بتحصين الكراسي و نهب البلاد و تشجيع الفساد
رائحة شياط تفوح ، مثل تلك التي سبقت سقوط بلاد و مؤسسات و شركات عالمية ، عندما نخرت سوسة السقوط في عظامها ، و جاءت رياح مناظر القصر الجمهوري الجديد لتعمل علي انتشار الشياط في ربوع البلاد
شياطين الجن و ملائكة الخراب أذانها علي الأرض و علي الحيطان في انتظار دوي السقوط القادم ، و لكنها ( الشياطين ) غير قادرة علي رسم خريطة ذلك السقوط
فذلك السقوط لن يكون تكرار لثورة 25 يناير ، ولا علي غرار دخول جولاني جديد الي القاهرة …. غير وارد
لنسأل إذا سؤال مختلف : من يعيش؟ من يموت؟
لكن لماذا هذا السؤال ؟
لأن الرئيس السيسي جلس يوما علي الكرسى ، و أعطي ظهره للناس ، و كذ علي اسنانه ، و قال : اللي هايقرب من الكرسي ده هاشيله من علي وش الأرض
إذا هي اختيار من يعيش و من يموت
يظن الرئيس انه يعيش ، و يبني افخم قصر و اعلي سارية و اغلظ كنبة في أفريقيا ، بينما30 مليون طفل و رجل و امرأة في مصر يقتاتون علي وجبة واحدة يوميا
تأتي وجبات الرئيس من باريس و فييينا و لندن ، و يأكل ملايين المصريين من الزبالة
يحبس و يقتل الرئيس من يغامر بالنزول أمامه في الانتخابات ، و اصحاب الرأي ، او اي معارض ، والأقباط في ماسبيرو و المسلمين في رابعة
إذا هي اختيار : حياة لحياه و موت لموت
لذلك السقوط القادم مختلف و غريب ، و ربما قريب من فيلم كامبوديا و كوريا الشمالية
و اكتظاظ مصر بأكثر من مائة مليون مصري عدا الأجانب لن يغيب عن بال المتضررين
و اكتناز أسلحة باهظة الثمن ، مع انعدام وجود عقيدة قتالية في الجيش ( مشغول بالنهب ) ، او الشعب ( مشغول بتدبير وجبة الغد ) لن يمر عن بال الاعداء او الأصدقاء
من يعيش؟ من يموت؟
هذا هؤ السؤال يا شكسبير
….
#هانى_شاكر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟