أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - العيرج ابراهيم - إهمال -الجماعةالحضرية لإنزكان-: المختلون عقليًا يشكلون خطرًا متزايدًا على سلامة المواطنين














المزيد.....

إهمال -الجماعةالحضرية لإنزكان-: المختلون عقليًا يشكلون خطرًا متزايدًا على سلامة المواطنين


العيرج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 10:24
المحور: حقوق الانسان
    


شهدت الجماعة الحضرية لإنزكان مؤخرًا حادثة مروعة كادت أن تودي بحياة شابة متدربة بإحدى مؤسسات التكوين المهني الخصوصي( ح . ف)، لتسلط الضوء مجددًا على قضية الإهمال المتفاقم للمختلين عقليًا في الشارع العام، وما يشكله ذلك من تهديد مباشر لسلامة المواطنين. فبينما كانت المتدربة تحاول النجاة بنفسها من خطر داهم، سقطت أرضًا لتصاب بالتواء في اليد، ولحسن الحظ لم تتفاقم الإصابة لتصبح كارثة حقيقية.

*حادثة تحذيرية تكشف الواقع المرير

تفاصيل الحادثة، التي وقعت في وضح النهار، تكشف حجم المخاطر التي باتت تتهدد سكان "الخضرية انزكان" بسبب التجول الحر للمختلين عقليًا دون أي رعاية أو متابعة. فالحادثة لم تكن مجرد صدفة، بل هي نتيجة حتمية لسلسلة طويلة من الإهمال والتراخي في التعامل مع هذه الفئة الهشة من المجتمع، والتي يتحول بعض أفرادها في غياب الرعاية إلى مصدر خطر على أنفسهم وعلى الآخرين.
لقد اضطرت الشابة المصابة إلى التوجه لإحدى المصحات الخاصة لتلقي العلاج الضروري، وهي كلفة كان يمكن تفاديها لو أن هناك آليات واضحة للتعامل مع هذه الحالات. هذا الحادث، وغيره من الحوادث المشابهة التي غالبًا ما تمر دون أن تحظى بالاهتمام الكافي، يجب أن يكون جرس إنذار للسلطات المحلية والمؤسسات المعنية.

*من المسؤول؟ وأين دور الجماعة والإدارات المعنية؟

إن المسؤولية عن حماية المواطنين من هذه المخاطر لا تقع على عاتق جهة واحدة، بل هي مسؤولية مشتركة تتوزع على عدة إدارات وهيئات. في مقدمة هذه الجهات تأتي الجماعة الترابية التي يقع عليها واجب توفير الأمن والسلامة لمواطنيها. فكيف يمكن لجماعة أن تقف مكتوفة الأيدي أمام ظاهرة التجول العشوائي للمختلين عقليًا، والتي تشكل قلقًا دائمًا للسكان؟
إضافة إلى الجماعة، تتحمل وزارة الصحة مسؤولية مباشرة في هذا الملف، فهي الجهة المخولة بتقديم الرعاية الصحية والنفسية للمصابين بالاضطرابات العقلية. فغياب مراكز الإيواء أو المصحات المتخصصة الكافية، أو ضعف الإمكانيات المخصصة لهذه الفئة، يؤدي حتمًا إلى تفاقم المشكل ويزيد من انتشار هؤلاء الأشخاص في الشارع.
كما أن السلطات الأمنية لها دور لا يقل أهمية في تأمين الفضاء العام وضمان عدم تحول هؤلاء الأشخاص إلى مصدر تهديد. ففي حالات الخطر المحدق، يجب أن تكون هناك إجراءات واضحة للتدخل والتعامل مع هذه الحالات بما يضمن سلامة الجميع.

*دعوة إلى التحرك الفوري

لقد آن الأوان لأن تتوقف الجماعة "الحضرية لإنزكان" والإدارات المعنية عن سياسة التجاهل والإهمال. فسلامة المواطنين ليست مسألة ثانوية يمكن التغاضي عنها. يجب على جميع الأطراف تحمل مسؤولياتها كاملة واتخاذ إجراءات فورية وجادة لمعالجة هذا الملف الشائك.
يتطلب الأمر وضع استراتيجية متكاملة تشمل:
* تحديد دقيق لأعداد المختلين عقليًا المتواجدين في الشارع العام.
* توفير مراكز إيواء ورعاية متخصصة تتناسب مع حالتهم الصحية والنفسية.
* تفعيل دور اللجان المحلية لمتابعة هذه الحالات والتنسيق بين مختلف الإدارات.
* وضع خطة للتعامل مع الحالات الخطرة بما يضمن سلامة المواطنين والعاملين في الميدان.
* زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التعامل الإنساني مع هذه الفئة، مع التأكيد على ضرورة حماية المجتمع من أي خطر محتمل.
إن حادثة الشابة المتدربة يجب أن تكون نقطة تحول، لا مجرد خبر عابر يضاف إلى قائمة الحوادث المؤسفة. فصحة وسلامة المواطنين خط أحمر لا يمكن المساومة عليه.
فهل ستتحرك الجهات المسؤولة قبل فوات الأوان وتجنب حوادث أكثر مأساوية؟



#العيرج_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الضمائر النائمة: هل تحولت دماء شهداء الصحراء إلى مجرد حب ...
- هل حفظنا الثروة الحيوانية أم ذبحناها لهفة وجشعًا؟
- شواطئ أكادير: هل ينهي تدخل الوالي فوضى الاستغلال والجشع؟
- وطنٌ أنجبني... ثم ابتلعني : مأساة شهيد في ذاكرة وطن بلا ذاكر ...
- في مقارنة صارخة وفاضحة بين تكريم أسر شهداء الواجب من الأمن ا ...
- شهيد حرب منسي يخاطبكم !! -دروس و عبر-
- طفل القبور
- الكشف عن أسطول النقل الحضري السري لأسر شهداء حرب الصحراء: حا ...
- جراح حرب الصحراء المنسية: صرخات مكتومة لأسر الشهداء
- ايت ملول : صمود الجماد في وجه الفساد
- أيت ملول: تنافر الصحة والبيئة - مستحلب الاسفلت ،الأخطار المح ...
- المقاهي الأدبية بين التجاري و الثقافي
- صرخة أرملة شهيد ” أعيدوا لي زوجي”
- افريقيا :ترفع الراية الحمراء في وجه ترامب
- -كوفيد-العنيد
- -كوفيد - العنيد
- 8مارس : نارمهيلة لأرامل شهداء الصحراء‼
- في زيارة الحزام الامني
- من بشهيد الحرب غدر؟؟
- موت ابن شهيد ؟!


المزيد.....




- مدير الإغاثة الطبية بغزة: القطاع يعاني من حالة جوع قاسية لم ...
- مسؤول دولي: الواقع الإنساني يتدهور بأفغانستان وعودة اللاجئين ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين تتخوف من العمليات العسكرية وسط غز ...
- الإغاثة الطبية بغزة: الاحتلال يستهدف المنظومة الصحية في القط ...
- برنامج الأغذية العالمي يفضح مذبحة إسرائيلية بحق مجوّعي غزة
- برنامج الأغذية العالمي يفضح مذبحة إسرائيلية بحق مجوّعي غزة
- رئيس أركان إسرائيلي سابق يقر: ما يجري في غزة جرائم حرب
- منظمات حقوقية: إساءات بالغة ومعاملة مهينة لمهاجرين في مراكز ...
- حماس: اعتقال مدير المستشفيات الميدانية بغزة أثناء عمله إمعان ...
- بينهم أطفال ونساء.. الشبكة السورية لحقوق الإنسان: هذا عدد قت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - العيرج ابراهيم - إهمال -الجماعةالحضرية لإنزكان-: المختلون عقليًا يشكلون خطرًا متزايدًا على سلامة المواطنين