أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - العيرج ابراهيم - في مقارنة صارخة وفاضحة بين تكريم أسر شهداء الواجب من الأمن الوطني والتهميش الذي تعانيه أرامل شهداء الجيش في الصحراء المغربية














المزيد.....

في مقارنة صارخة وفاضحة بين تكريم أسر شهداء الواجب من الأمن الوطني والتهميش الذي تعانيه أرامل شهداء الجيش في الصحراء المغربية


العيرج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 09:45
المحور: حقوق الانسان
    


في الوقت الذي تتسابق فيه المنابر الإعلامية والمؤسسات الرسمية لتكريم أسر شهداء الواجب من رجال الأمن الوطني، وإبراز تضحياتهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم لأبنائهم وأراملهم، تنزوي في الظل حكايات أخرى، حكايات تصرخ بصمت عن جور وإهمال يطال فئة قدمت أغلى ما لديها فداءً للوطن.
إنها حكايات أرامل شهداء الجيش المغربي الذين سقطوا في ساحات الوغى بالصحراء المغربية ، أولئك الذين لبوا نداء الواجب وضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الوحدة الترابية للمملكة. فبينما يتم الاحتفاء بأسر شهداء الأمن الوطني في المناسبات المختلفة، وتخصص لهم البرامج والمبادرات، تجد أرامل جنودنا البواسل في الصحراء أنفسهن في مواجهة قاسية مع واقع مرير قوامه التهميش واللامبالاة.
مفارقة صارخة:
هنا تتجلى المفارقة الصارخة والفاضحة: كيف يمكن لبعض مؤسسات الدولة-الأمن- أن تولي اهتماماً بالغاً وتكريماً مستحقاً لأسر من ينتمون إليها من شهداء الواجب، بينما تتجاهل مؤسسات أخرى –الجيش- أو تقصر بشكل كبير في حق فئة أخرى قدمت نفس التضحية، بل ربما في ظروف أكثر قسوة ووطأة في قلب الصحراء المغربية؟
أين هي المبادرات التي تعنى بأرامل وأيتام شهداء الجيش في الصحراء؟ أين هي البرامج التي تضمن لهن حياة كريمة وتعوضهن عن فقدان السند والمعيل؟ أين هو التقدير اللائق بتضحيات أزواجهن الذين رووا بدمائهم رمال الصحراء دفاعاً عن الوطن؟
تهميش ممنهج:
إن ما تعانيه أرامل شهداء الجيش في الصحراء ليس مجرد تقصير عابر، بل يبدو في كثير من الأحيان كتهميش ممنهج يرسخ شعوراً بالظلم والحرمان. قصص مؤلمة ترويها نساء وجدن أنفسهن وحيدات يواجهن صعوبات الحياة ومشاقها دون دعم كافٍ من المؤسسات التي يفترض أنها أحدثت لرعاية هذه الفئة تحديداً.
ففي الوقت الذي تنعم فيه أرامل شهداء الأمن الوطني برعاية واهتمام يثلج الصدور، تكابد أرامل شهداء الصحراء مرارة الوحدة وشظف العيش، وغالباً ما يضطررن للكفاح بمفردهن لتأمين مستقبل أبنائهن. هذا التفاوت الصارخ يطرح علامات استفهام كبيرة حول مبادئ العدالة والمساواة والتقدير التي يجب أن تسود في التعامل مع من ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن.
نداء للإنصاف:
إن هذا الوضع يستدعي وقفة ضمير ومراجعة شاملة لسياسات الدعم والرعاية التي تقدمها الدولة لأسر الشهداء. وبالتالي كي لا نسقط في خانة التمييز بين شهداء من الدرجة الأولى وشهداء من الدرجة الثانية، نذكر من أداروا ظهورهم لأصدقاء الأمس ممن سقطوا في ساحات المعارك ممن ضحوا بأرواحهم هم أبناء هذا الوطن أيضا، وتضحياتهم تستحق نفس القدر من التقدير والعناية بأسرهم.
على المؤسسات المعنية أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية تجاه أرامل وأيتام شهداء الجيش في الصحراء، وأن تطلق مبادرات وبرامج عملية تضمن لهن حياة كريمة وتعوضهن عن سنوات المعاناة والتهميش. إن تكريم شهداء الوطن يجب أن يكون شاملاً وعادلاً، ولا يستثني فئة قدمت أغلى ما لديها في سبيل عزة وكرامة هذا الوطن.
إن إنصاف أرامل شهداء الصحراء إذن ، ليس مجرد واجب إنساني واجتماعي، بل هو أيضاً تعبير عن الوفاء لتضحيات أزواجهن وتعزيز لقيم التضامن والعدالة التي يجب أن تكون نبراساً للدولة والمجتمع. لقد حان الوقت لرفع الظلم عن هذه الفئة وطي صفحة الإهمال والتهميش، وكتابة فصل جديد قوامه التقدير والاعتراف والعناية المستحقة.



#العيرج_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيد حرب منسي يخاطبكم !! -دروس و عبر-
- طفل القبور
- الكشف عن أسطول النقل الحضري السري لأسر شهداء حرب الصحراء: حا ...
- جراح حرب الصحراء المنسية: صرخات مكتومة لأسر الشهداء
- ايت ملول : صمود الجماد في وجه الفساد
- أيت ملول: تنافر الصحة والبيئة - مستحلب الاسفلت ،الأخطار المح ...
- المقاهي الأدبية بين التجاري و الثقافي
- صرخة أرملة شهيد ” أعيدوا لي زوجي”
- افريقيا :ترفع الراية الحمراء في وجه ترامب
- -كوفيد-العنيد
- -كوفيد - العنيد
- 8مارس : نارمهيلة لأرامل شهداء الصحراء‼
- في زيارة الحزام الامني
- من بشهيد الحرب غدر؟؟
- موت ابن شهيد ؟!
- ارملة في رسالة للشهيد
- اليوم العالمي للأرملة: أرملة الشهيد نموذجا
- أسر شهداء حرب الصحراء :الرد الشافي على الأفاك المتخفي
- مأساة أسر الشهداء ليست أحذية للتلميع بباب الصحراء؟
- دماء الشهداء: بين غناء الوفاء ونظرة الجفاء


المزيد.....




- أونروا: 92% من منازل غزة مدمرة.. وأعداد النازحين لا حصر لها ...
- مفاوضات تبادل الأسرى.. نتنياهو بين ضغوط أميركية وتهديد بإسقا ...
- دمار واسع ونزوح مستمر في جنين واعتقالات في بيت لحم والخليل
- الأونروا: 92% من المنازل في غزة دمرت أو تضررت
- إيران تستدعي دبلوماسيا بريطانيا بعد -أزمة الاعتقالات-
- إسرائيل: اعتقال مراهق بتهمة التجسس على بينيت لصالح إيران
- سيئول.. الرئيس السابق يحضر للمحاكمة بشاحنة سوداء والمؤبد أو ...
- إيران تستدعي دبلوماسيا بريطانيا بعد -أزمة الاعتقالات-
- تقرير عبري: مقترح إسرائيلي لوقف حرب غزة 60 يوما مقابل إطلاق ...
- الضفة تحت النار.. اعتقالات واقتحامات وهدم منازل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - العيرج ابراهيم - في مقارنة صارخة وفاضحة بين تكريم أسر شهداء الواجب من الأمن الوطني والتهميش الذي تعانيه أرامل شهداء الجيش في الصحراء المغربية