أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - العيرج ابراهيم - 8مارس : نارمهيلة لأرامل شهداء الصحراء‼














المزيد.....

8مارس : نارمهيلة لأرامل شهداء الصحراء‼


العيرج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6510 - 2020 / 3 / 10 - 21:53
المحور: حقوق الانسان
    


و إن كانت طرق الاحتفال تختلف في العالم كل سنة في الثامن من مارس باليوم العالمي للمرأة ، احتفاء بدورها عامة وتضحيتها خاصة، فإنها تلتقي جميعا في تقدير المرأة والاعتراف بدورها، ليس فقط كقوة عمل مستغلة من طرف الرأسمالية و لكن لما تقوم به كذلك على مستوى رعاية البيت و التربية ...
فإذا كانت النساء في بلدان أخرى خرجن مرارا للشوارع قصد المطالبة بحقوقهن و المساواة مع الرجال، خصوصا العاملات منهن في مختلف الوحدات الانتاجية و على رأسها النسيج، حيث مثلا تعرض عدد منهن –قرابة 130 عاملة- للحرق داخل وحدة للنسيج جراء عدم اتخاذ إجراءات السلامة ... فإن نساء أخريات في بقاع أخرى من العالم و ما يخصنا هنا أرامل شهداء حرب الصحراء و أسرهن في بلدنا العزيز قد وضعن في أفران على نار مهيلة منذ اربعين سنة جعلن حطبا لها ،لازالت ألسنة لهيبها الحارقة مستعرة و مستمرة تحصد سنويا المئات منهن و من المتضررين من ذوي حقوق الشهداء ، كما ترهن مستقبل العديد من الأيتام، وكلما شارف لهيبها على نهايته، يتم إذكاؤه من جديد .
فمنذ بداية سقوط الشهداء دفاعا عن الوطن خلال المعارك الطاحنة التي خيضت ضد العدو –جبهة البوليساريو- مسنودا من طرف أعداء الوحدة الترابية داخليا و خارجيا ، قد تعرضت أرامل الشهداء على مدى عقود طويلة بشكل لم يسبق له نظير لوضع معاناتهم –قصيتهم الحقوقية- داخل أفران عبر جميع مؤسساتها لتستحيل رمادا تذروه الرياح، رغم أنهن شاركن مرغمات، و لجهلهن في أحايين كثيرة في جميع الاستحقاقات التي شهدتها البلاد ، إلا أن ذلك لم يشفع لهن و لأيتامهن لأخد أوضاعهن المأسوية بعين الاعتبار من طرف جميع الفاعلين و المتدخلين في كل ما له علاقة بقضيتهن المرتبطة أصلا بالقضية الأولى ، و العمل على إيجاد حلول عملية لها بدل تركها لعامل الزمن تهربا و تخوفا من المتابعة.
فالأرامل تقدمن في السن و أصبحن هياكل بشرية تحتضر بفعل ما مورس عليهن من ضغوطات نفسية ومن ترهيب و تخويف ،و تحرش منذ استشهاد أزواجهن دفاعا عن الأرض و الشعب لينعم الجميع بالسلم و الأمن، في استغلال لجهلهن وعدم درايتهن بحقوقهن و أيتامهن المغتصبة قسرا و المفوتة ظلمانا و عدوانا للخونة و الجلادين ممن قتلوا و ذبحوا و الذين لازالت أياديهم ملطخة بدماء الشهداء الزكية، بمباركة و تزكية تجار الحروب من خونة و أعداء الداخل، و في استغلال أيضا لفرصة صغر الأيتام – فالعديد من أعداء الداخل كانوا يتمنون بقاء ايتام الشهداء أميون بدون تعلم خوفا من مطالبتهم بحقوق آبائهم الشهداء- و عدم نضجهم للترافع عن حقهم المسلوب، الذي تم الالتفاف عليه رغم تعليمات الأمراء و أوامر الملوك...
فالملاحظ بعد سنوات من الجشع و الاستغلال البشع لأوضاع أرامل الشهداء و أيتامهن و بدل الاحتفاء بهن كباقي دول العالم في الثامن من مارس كل سنة ،و بعد اشتداد عود الأيتام و بداية اشتغالهم على قضيتهم و فضح كل من له يد في هضم حقوقهم و من تسبب في معاناة الأمهات ، أن المتسببين من مدنيين و عسكريين في مأساة الأرامل و أسرهن و ذوي الحقوق عامة بدل العمل على إنصاف هذه الأسر و جبر ضررها أسوة بالتجارب السابقة في هذا الصدد ، انتقلوا للدرجة القصوى في رفع درجة حرارة الفرن تأمينا لمستقبلهم و تحصينا لامتيازاتهم التي حققوا بسببها ثراء غير مشروع ، محاولين في نفس الوقت بكل ما أوتوا من نفوذ و سلطان، الحيلولة دون ذوي الحقوق من إيصال صوتهم للمطالبة بحقوقهم العادلة و المشروعة التي اعترف بها و أقرها الملوك و الأمراء و خالفها بل ضربها عرض الحائط التابعون.
فقد كان من باب أولى على الأقل أن تقوم المؤسسات المكلفة بالرعاية الاجتماعية التي أحدثت لهذا الغرض و لو أنها كما نقول دائما لا تحمل من مهامها و صلاحياتها إلا الاسم، أن تعمل سنويا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة على تكريم أرامل الشهداء عرفانا و تقديرا لتضحية أزواجهن، و لما قمن به في سبيل تربية الأبناء ،و تحمل اعباء الحياة بكل صعابها و همومها عوض تبادل الورود و الهدايا و تناول الشكولاطا داخل اسوار الحجرات و مقرات هذه المؤسسات ...
أختم و أقول إن أبناء الشهداء فينيق سينبعث من رماده .



#العيرج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زيارة الحزام الامني
- من بشهيد الحرب غدر؟؟
- موت ابن شهيد ؟!
- ارملة في رسالة للشهيد
- اليوم العالمي للأرملة: أرملة الشهيد نموذجا
- أسر شهداء حرب الصحراء :الرد الشافي على الأفاك المتخفي
- مأساة أسر الشهداء ليست أحذية للتلميع بباب الصحراء؟
- دماء الشهداء: بين غناء الوفاء ونظرة الجفاء
- أسر شهداء حرب الصحراء: أجراس حرب أخرى تقرع في الأفق
- ضحايا حرب الصحراء الأرملة: بين شهيد الأمة و شهيد الغمة
- الصحراء في خبر كان؟
- إهانة شهداء حرب الصحراء
- رقص على جثت شهداء حرب الصحراء
- حذاري القرسطويون لازالوا بيننا
- انتهاكات حقوق الإنسان :أسر شهداء حرب الصحراء نموذجا
- أسر شهداء و مفقودي و أسرىحرب الصحراء في ظل شعارات العهد الجد ...
- أسر شهداء حرب الصحراء:التحفيظ من بين أعز ما يطلب
- تصريحات كجمولة وموقف الدولة المغربية،أية علاقة؟
- مقال حول التوظيفات الأخيرة بالأقاليم الجتوبية و إقصاء المعطل ...


المزيد.....




- أوكرانيا تطالب بمحاسبة روسيا على إعدام جنود
- إصابة طفلين واعتقالات جديدة في الضفة الغربية
- الجامعة العربية تدين -جرائم إسرائيل المشينة- وتستنكر مصادرة ...
- أبو الغيط: إسرائيل تباشر مخططا متواصلا للقضاء على دور الأونر ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام مواطن قصاصا وتكشف عن اس ...
- إيران تثمن موقف العراق في تهدئة الأوضاع وإغاثة المنكوبين بغز ...
- نتنياهو يدعو الأمم المتحدة لإبعاد قوات اليونفيل عن الخطر -فو ...
- لبنان: أولى طائرات الجسر الجوي السعودي تصل إلى مطار بيروت لإ ...
- ألمانيا تراجع مشروع تشديد سياسة الهجرة وتعدل البند المتعلق ب ...
- نتنياهو يدعو جنود الأمم المتحدة للانسحاب الفوري من منطقة الق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - العيرج ابراهيم - 8مارس : نارمهيلة لأرامل شهداء الصحراء‼