أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - العيرج ابراهيم - إلى الضمائر النائمة: هل تحولت دماء شهداء الصحراء إلى مجرد حبر باهت في السجلات؟














المزيد.....

إلى الضمائر النائمة: هل تحولت دماء شهداء الصحراء إلى مجرد حبر باهت في السجلات؟


العيرج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 00:39
المحور: حقوق الانسان
    


أيها المسؤولون ، يا من تجلسون على كراسيّ وثيرة داخل مكاتب مكيفة، وتنعمون بخيرات وطن ارتوى بدماء زكية، هل يقرأ أحدكم هذه الكلمات بقلب واجف؟ هل تستشعرون وخز الضمير وأنتم تتلقون التحايا والتبريكات، بينما ترقد عظام أبطال ضحوا بأرواحهم في رمال الصحراء الشاسعة ؟
لقد هتفنا ذات يوم: "شهداء حرب الصحراء ينبغي أن تكون عظامهم إثمدا لكحول العيون، ودماؤهم مسكا تتعطر به المكاتب ومختلف دواليب الإدارات والمؤسسات". لم تكن هذه مجرد شعارات حماسية، بل كانت تعبيراً عن عميق الامتنان والإدراك لحجم التضحيات التي قُدمت من أجل وحدة هذا الوطن وسلامة أراضيه.
فأين نحن اليوم من هذا الالتزام؟ هل تحولت دماء هؤلاء الأبطال إلى مجرد حبر باهت في سجلات الإدارات و المؤسسات المعنية بهم؟ هل أصبحت ذكراهم مجرد مناسبة عابرة تُستحضر في خطابات رسمية ، سرعان ما تتلاشى مع أول قرار إداري ؟
إن ما يرفل فيه البعض اليوم من نعيم، من استقرار وأمن ورخاء، ما كان ليتحقق لولا تلك الدماء الطاهرة التي سالت في صحرائنا. دماء أولئك الرجال، الذين تركوا خلفهم أمهات ثكالى وأبناء يتامى وزوجات أرامل، لم يترددوا لحظة في تلبية نداء الوطن، غير آبهين بصعوبة التضاريس أو قسوة الظروف. ليضحوا بأقدس حق في الوجود، أرواحهم فداءً للوطن.
واليوم، ونحن نشهد مظاهر البذخ والترف التي يعيشها بعض المسؤولين، ونرى كيف تُهدر الأموال في مشاريع لا طائل منها، ونتلمس غياب التقدير الحقيقي لعائلات الشهداء والمضحين، لا يسعنا إلا أن نتساءل: هل هذه هي الطريقة التي نكرم بها ذكرى من ضحوا بأرواحهم؟ هل هذا هو الوفاء الذي ندين به لتلك الدماء الزكية؟
إن عظام الشهداء لا ينبغي أن تُدفن فقط في "مقابر"، بل يجب أن تكون حاضرة في كل قرار يتم اتخاذه، وفي كل سياسة يتم تبنيها. يجب أن تكون ذكراهم نبراساً يُضيء الطريق نحو بناء وطن قوي وعادل، وطن لا ينسى أبداً تضحيات أبنائه البررة.
إن التقصير في حق هؤلاء الأبطال ليس مجرد إهمال تاريخي، بل هو خيانة للأمانة، وتنكر لقيم الوطنية الحقيقية. إنه صفعة على وجوه الأمهات الثكالى، وجرح غائر في قلوب الأرامل والأبناء اليتامى. إنه وصمة عار تلاحق كل مسؤول تقاعس عن تخليد ذكراهم بالشكل اللائق، وعن رعاية أسرهم بما تستحق من تقدير وعناية.
فليتق الله كل مسؤول من موقعه، وليراجع ضميره أمام تضحيات هؤلاء الأبطال. فكفى تهميشاً، وكفى نسياناً. لقد آن الأوان لأن تتحول الكلمات في المناسبات إلى أفعال ملموسة، وأن نعيد الاعتبار لذكرى شهداء حرب الصحراء، لا من خلال الشعارات الرنانة، بل من خلال تقدير تضحياتهم في كل تفاصيل حياتنا ومؤسساتنا.
وإلا، فليعلم هؤلاء أن دماء الشهداء ستظل تطاردهم، وأن عظامهم ستظل لعنة تلاحق كل من أراد لهم النسيان والتنكر لتضحياتهم الجليلة.
فهل من مستمع؟ وهل من ضمير حي يستفيق؟



#العيرج_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حفظنا الثروة الحيوانية أم ذبحناها لهفة وجشعًا؟
- شواطئ أكادير: هل ينهي تدخل الوالي فوضى الاستغلال والجشع؟
- وطنٌ أنجبني... ثم ابتلعني : مأساة شهيد في ذاكرة وطن بلا ذاكر ...
- في مقارنة صارخة وفاضحة بين تكريم أسر شهداء الواجب من الأمن ا ...
- شهيد حرب منسي يخاطبكم !! -دروس و عبر-
- طفل القبور
- الكشف عن أسطول النقل الحضري السري لأسر شهداء حرب الصحراء: حا ...
- جراح حرب الصحراء المنسية: صرخات مكتومة لأسر الشهداء
- ايت ملول : صمود الجماد في وجه الفساد
- أيت ملول: تنافر الصحة والبيئة - مستحلب الاسفلت ،الأخطار المح ...
- المقاهي الأدبية بين التجاري و الثقافي
- صرخة أرملة شهيد ” أعيدوا لي زوجي”
- افريقيا :ترفع الراية الحمراء في وجه ترامب
- -كوفيد-العنيد
- -كوفيد - العنيد
- 8مارس : نارمهيلة لأرامل شهداء الصحراء‼
- في زيارة الحزام الامني
- من بشهيد الحرب غدر؟؟
- موت ابن شهيد ؟!
- ارملة في رسالة للشهيد


المزيد.....




- السودان: برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة تهدد عدة ...
- الدفاع الروسية: إعادة المجموعة الثانية من العسكريين الروس ال ...
- الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم ضد الإنسانية، وفقًا لمحققي الأم ...
- برنامج الأغذية العالمي: المجاعة تهدد عدة بلدات جنوب الخرطوم ...
- ‏الأونروا: نظام توزيع المساعدات بغزة مُهين ولا يهدف لمعالجة ...
- تحذير أممي: المجاعة تهدد بلدات جنوب الخرطوم
- نتنياهو يتحدث عن -تقدم ملحوظ- في ملف الأسرى مع حماس لكن من ا ...
- في إطار جريمة الإبادة الجماعية: المركز يدين استهداف القوات ا ...
- مؤسسات: 17500 حالة اعتقال بالضفة الغربية منذ بدء الحرب الإسر ...
- نتنياهو يدعي حدوث تقدم بمفاوضات تبادل الأسرى ووقف النار بغزة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - العيرج ابراهيم - إلى الضمائر النائمة: هل تحولت دماء شهداء الصحراء إلى مجرد حبر باهت في السجلات؟