أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - الجامعة العربية - كيان منافق مشروع سياسي قومي يحمي الأنظمة على حساب شعوبها















المزيد.....

الجامعة العربية - كيان منافق مشروع سياسي قومي يحمي الأنظمة على حساب شعوبها


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 544 - 2003 / 7 / 22 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



[email protected]
تموز 2003
منذ الخمسينيات ولعقود بعد ذلك والخطاب القومي العربي يكاد أن يكون متفردا ويسيطر على الساحة السياسية والإعلامية في جميع الدول العربية. مما لاشك فيه إن الفضل في ذلك يعود إلى المد الناصري. بالتأكيد إن لذلك ظروفه الموضوعية التي ساعدت على خلقه، وأهمها التفرد تقريبا لهذا الخطاب عربيا ولفترات طويلة جدا بظل حكومات مستفيدة منه. كان هناك من يعمل على الساحة أيضا ولكن ليس بذات القوة، إذ كان للتيارات الدينية خطابها ولتيارات اليسار خطابه الآخر وإن هي الأخرى قد تلوث كثيرا بالخطاب القومي الناصري في كثير من الأحيان.
لا أريد الخوض في الظروف الموضوعية التي ساعدت هذا الخطاب على التفرد إلا بما يتعلق بموضوع البحث في أيدينا. فالتخلف بشكل عام ربما هو العامل الأكثر أثرا، بالإضافة إلى كون هذا الخطاب يدغدغ المشاعر للإنسان العربي المقهور أصلا والفقير في كل شيء إلا من التراث وأمجاد الأجداد، إلى جانب ذلك مسألة اغتصاب الأرض العربية بتقسيمات جاءت على حساب العرب وقيام دولة إسرائيل على تلك أرض عربية مغتصبة. من ناحية أخرى، فقد حمل هذا الخطاب أيضا الكثير من مضامين الثورة التي تزيد من تأجج المشاعر، وإن كان هذا التأجج لا يختلف كثيرا عن رغوة الصابون.
هذا الخطاب ترك موروثا خطيرا على الخطاب السياسي العربي إلى حد بعيد، فلم يعد العربي بحاجة لمناقشة الكثير من المسائل التي اعتبرها من المسلمات الغير قابلة للنقاش، فالعربي والعروبة أولا بدون نقاش.
كان هواري بومدين الرئيس الجزائري السابق يقول "أنا مع فلسطين ظالما أو مظلوما". رغم إن القضية الفلسطينية والفلسطينيين لاقوا ما لاقوه من أشكال التعسف والهوان بسبب هذا الاحتلال البغيض، إلا إن القول "أنا مع فلسطين والفلسطينيين حتى لو كانوا ظالمين"، أمر يخرج عن حدود المنطق العلمي تمام الخروج، ولكن لم نجد هناك اعتراض على هذه المقولة، بل وقد استمرأها الكثير وراح يستعملها كمقولة لا لبس فيها تحت كل الظروف.
إن الخطاب العربي الموروث من الثقافة القومية الناصرية مازال هو نفس الخطاب الناقص الأفلج والذي يتعارض مع المنطق العلمي جملة وتفصيلا، ولم يتطور قيد أنملة، فجعل من المحرمات الاختلاف مع أو حول الطروحات القومية أو رفض الوحدة العربية، فمن يفعل ذلك فهو إما عميل أو خائن وإلى آخره من الاتهامات والشتائم.
إن الوحدة العربية هي عبارة عن مشروع سياسي قومي للأحزاب القومية، فما الذي يجعل حملة المشروع السياسي الديني، مثلا، أن يتبنوا المشروع القومي؟ فلكل من هذه الاتجاهات الفكرية مشروعه الخاص به. القومي له مشروعه السياسي كما للماركسي أو الاشتراكي مشروعه السياسي المختلف وكذا الأحزاب الدينية، فلو أراد أي منهم أن يفرض مشروعه عنوة، لوصلنا في النتيجة إما إلى فوضى أو إلى نظام شمولي يتعارض مع كل المشاريع الديمقراطية شكلا ومضمونا.
لدينا الأمثلة كثيرة على المشاريع القومية التي فرضت على المجتمعات لغة الخطاب السقيمة هذه، والتي استخدمت كحجة لسحق جميع الأحزاب ذات التوجهات الأخرى، وبالتالي خلقت أنظمة شمولية والتي كان لابد لها في النهاية من خلق الدكتاتور، وهكذا خلقت الدكتاتورية من رحم الفكرة القومية، والفاشية قبل ذلك من رحم القومية، والنازية من ذات الرحم، والناصرية والبعثية-الصدامية والبعثية-الأسدية والقذافية وإلى آخره. وهكذا ربى الرحم القومي أسوأ الدكتاتوريات في العالم وخلف الأهوال التي لسنا بحاجة لذكرها، وكذا الحال لكل فكر شمولي يحاول فرض مشروعه على الشعب عنوة.
لا أريد أن أقف بوجه التيار القومي بهذا الطرح، ولكن لابد لهذا الفكر من التخلي عن المسلمات التي أجبر الشارع على قبولها إما إكراها أو دغدغة للعواطف يوما ما. فالقومي الذي يحمل مشروعا سياسيا قوميا يجب أن لا يعتبر من لا يؤمنون بفكره هم من الخونة أو العملاء، ولا الذي يحمل مشروعا سياسيا دينيا يجب أن لا ينعت من لا يتبنى مشروعه كافرا، وهكذا كل التيارات. بغير هذا الشرط الذي يجب أن يأخذ صفة دستورية في النظام الديمقراطي المبني على أساس تعددية حزبية ومؤسسات مجتمع مدني، سيكون كل الناس إما خونة أو عملاء أو كفارا أو ملحدين، إذ لا بد لأي منهم من أن يتعارض مع جهة ما من الجهات الأخرى. وكما أسلفت فإن هذا التوجه سيفضي إلى حالة من اثنين، فإما أن تسود المجتمع الفوضى بكل أنواعها أ أو أن يسود أحد تلك التيارات، وهذه هي الطامة الكبرى، إذ سنعود من حيث ابتدأنا. فما هو مطلوب من المرء هو احترام المشاعر القومية أو الدينية أو المعتقد للآخرين أيا كانوا، وهذا ما يجب أن يكرس له القانون.
من نفس ذلك منطلق، مازلنا نسمع ونقرأ على صفحات الجرائد كل الأصوات التي دافعت عن النظام البعثي المقبور، مازالت هذه الأصوات تدافع عن النظام رغم سقوطه في مزبلة التأريخ، الجميع يبادرون بحجة تكاد أن لا تسقط من ألسنتهم أو أقلامهم حين نتحدث عن الدكتاتورية في العراق ومجازر النظام بحق الشعب، مفادها لستم وحدكم أيها العراقيون من اكتوى بنار الدكتاتورية، فكل الأنظمة العربية بشكل أو بآخر على نفس الشاكلة. بهذه الحجة يعتقدون جازمين أنهم أسقطوا من أيدينا المقال. في نهاية المطاف علينا، حسب اعتقادهم، أن نقبل بالنظام الدكتاتوري الفاشي وما يترتب على ذلك من استحقاقات، ومنها أن نرفع السلاح بوجه قوات التحالف ونصطف مع ما يسمى بالمقاومة من النفر الصدامي وفلول النظام المقبور لكي نحارب من أجل عودة صدام إلى سدة الحكم من جديد. ومن لا يقبل بذلك ففي أحسن الأحوال هو متهم بدعم الاحتلال الأجنبي، وما يثير العجب حقا في ذات الوقت، إنهم أنفسهم من وقف بصلف مع الاحتلال العربي للعربي الآخر في الكويت!
بيت القصيد مما تقدم، هو الإجماع العربي على مستوى الشارع حول مقولة
"لستم وحدكم أيها العراقيون من اكتوى بنار الدكتاتورية، فجميع الأنظمة العربية على نفس الشاكلة"
فهي كلمة حق أريد بها باطل، لقد عرفنا الباطل منها من خلال السياق وهو الدفاع عن الجلاد، أما الحق فهو إن هذه الأنظمة هي بالفعل جميعها على شاكلة النظام العراقي المقبور، وإن اختلفت عنه بعض الشيء في الحدة. فلم أتحدث مع عربي إلا وحدثني طويلا عن جرائم النظام الذي يرزحون تحته، فهي من المسلمات التي لم يختلف عليها اثنين.
مادام الأمر كذلك، فما الذي يجبرنا نحن العراقيين أن نقبل بهذه الأنظمة؟ وأن ندخل معها في اتحادات على غرار الجامعة العربية؟
الجامعة العربية بحد ذاتها هي عبارة عن مشروع سياسي للأحزاب والقوى القومية، كما أسلفنا، ولم يكون يوما ما مشروعا سياسيا لحزب ديني أو ماركسي أو ليبرالي. فما الذي يجبر حملة هذه المشاريع على قبول المشروع السياسي القومي دون اعتراض أو مناقشة؟ هذا بالتحديد ما كان يفكر به الراحل عبد الكريم قاسم ودفع بسببه حياته وجر العراق بعد ذلك إلى ويلات لا حصر لها، وما نعيشه الآن من وضع، ما هو إلا من تداعيات تلك المحاولة المعقولة جدا. فعبد الكريم قاسم لم يرفض الوحدة العربية بل كان يرغب بالتعامل معها بشكل موضوعي، إذ لم يكن العراق ومصر في ذلك الوقت يتماثلان من حيث مستوى التطور ولم يكن بين الدولتين حدودا مشتركة. كان الزعيم يفكر بالارتقاء أولا بمستوى التطور للعراق اقتصاديا واجتماعيا لكي يكون فعلا مؤهلا لأن يدخل باتحاد من هذا النوع. ولكن عبد الناصر الذي لم يكن يعرف أسلوبا للتعامل غير الإجبار والتآمر على الشعوب من أجل تحقيق حلمه، رغم احترامنا لهذا الحلم العاطفي العريض، راح إلى أبعد حدود العداء إلى العراق وعبد الكريم قاسم، فوظف الإذاعات من أجل محاربته والكثير من المؤامرات على أيدي ضباط مغامرين يسمون أنفسهم قوميين، وهم ليسوا كذلك بالفعل، بل من المدعين والانتهازيين والطائفيين وبالتالي جلب الوبال للشعب العراقي بأن مكن الأوغاد منه والذين جروا العراق لكل هذه الويلات. يورد الدكتور سيار الجميل (1) اثنا عشر سؤالا في معرض حواره مع فهمي هويدي حول مؤلف الأخير ويعقبها بتسعة أخرى كلها تحمل إجابتها ضمنا، وهي أن عبد الناصر والقوميون العرب تآمروا على مقدرات الشعب العراقي وما تمخض عنه هو إنتاج ذلك المخلوق الخرافي المهجن من مورثات القذارة في التأريخ مجتمعة، وجرى ذلك بمختبرات عبد الناصر والقوميون العرب يحصنه الخطاب القومي العربي الشوفيني ومازال يدافع عنه.
الفرنسيين الأوربيين وهم دول كثيرة أولها فرنسا وبلجيكا ونصف سويسرا ولوكسمرغ وإمارة أندورة وإمارة موناكو لم يستطيعوا أن يتحدوا ويكونوا بلدا واحدا وذلك لوجود تباين بين الأنظمة في هذه البلدان، من حيث دساتيرها وقوانينها وأنظمة الحكم فيها وإلى آخره من أشكال الخلاف. هناك مثالا آخر هو تركيا التي وجد الأوربيين في دستورها ما هو ضد حقوق الإنسان فإنها لن تقبل مهما فعلت واستماتت، في حين إن الاتحاد الأوربي ليس وحدة بل أقل من ذلك بكثير. فكيف يمكن تحقيق الوحدة العربية والأنظمة ليست متفقة بشيء، لا من حيث مستوى التطور ولا شكل الأنظمة ولا الدساتير ولا القوانين بكل أنواعها.
كان عبد الناصر يحلم ببلد عربي واحد فوضع مشروعه بدءا من تصدير الثورة والتآمر والإعلام الموجه لهذه المهمة، وانتهاء بتأسيس الجامعة العربية لتسهل عملية التنسيق من أجل تحقيق هذا المشروع الذي لم يكن يسمح لشيء بالوقوف بوجهه.
الجامعة العربية التي أنشأها القوميون العرب، لم تكن يوما ما تعمل لتحقيق أحلام الشعوب بل الأحلام المريضة للأنظمة القومية والتآمر على الشعوب تحت عناوين التعاون العربي - العربي، ودعم الدول العربية وما إلى ذلك من عناوين جميلة ولكنها بذات الوقت تحمل كل معاني القبح بداخلها.
الأنظمة العربية التي يقولون لنا إنها لا تختلف عن النظام العراقي، هي فعلا كذلك، فلا تختلف عنه من حيث المضمون ولكن بالحدة فقط. فجميع هذه الأنظمة تمارس الحكم والتمسك بالسلطة من خلال الإرهاب والترهيب والسجون والتعذيب والتصفية الجسدية والمجازر إن أستدعى الأمر لذلك، والملاحقة والتجويع، فمهما قاومت الشعوب أكثر فإن هذا الأنظمة تزداد وسائلها عنفا وحدة حتى يكف الشعب عن محاولة استرداد إنسانيته. والجامعة العربية تتستر على كل هذه الجرائم. فعمرو موسى مازال لحد الآن يحقق هل المقابر الجماعية في العراق حقيقة أم لا؟‍‍‍‍!! ولم يستطع أن يعرف لحد الآن. هذا مثال ساطع وواضح على مدى تستر الجامعة العربية على جرائم الأنظمة العربية واستهتارها واستخفافها بعقول الشعوب ومقدراتها.
الجامعة العربية تنسق كل النشاط الإعلامي للدول العربية، فجميع الصحف الحكومية وان لم تكن كذلك فالرقابة الصارمة تقف لها بالمرصاد، فلا توجد محطات تلفزة أو إذاعة غير حكومية ما عدا بعض الفضائيات غير الحكومية أو شبه الحكومية مثل الجزيرة والعربية وال أم بي سي وهذه هي الأخرى تعمل برؤوس أموال عربية تنتمي لحكومات تعمل ضمن هذه المنظومة الإعلامية، ولا تقبل بين الإعلاميين فيها من غير الناصريين وحملة المشاريع القومية التي نخر المرض أجسادها.
الأعلام العربي الذي ترعاه الجامعة العربية مهمته من حيث الأساس تغييب الحقائق، أو تقديم أنصاف الحقائق أو تشويهها أو قلبها إن استدعى الحال عن المشاهد أو القارئ العربي، هذا بالإضافة إلى كتم الأصوات الحرة وبالنتيجة خلق رأي عام مشوه لا يمت إلى الحقيقة بصلة.  وهذا ما شاهدناه ومازلنا نعيشه في قضية العراق ومدى اتساع الهوة بين الشعب العراقي وباقي الشعوب العربية بما يتعلق بصياغة المواقف من قضية الشعب العراقي وفهم الوضع الحالي .
الجامعة العربية تنسق من اجل اتفاقيات أمنية جماعية أو ثنائية لملاحقة المعارضين في أي بلد عربي . ابلغ مثال على ذلك مواقف الدول العربية من العراقيين المعارضين للنظام المقبور، فلا يستطيع العراقي مثلا، دخول الأراضي المصرية دون المرور بإجراءات معقدة، هذا إذا لم يرفض طلبه في السفارات المصرية خارج مصر، ومن الأمثلة الطريفة على ذلك دخل الفتى العراقي الذي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما وهو الوحيد بين عائلته يحمل جواز سفر عراقي، فاخوته يحملون جوازات سفر بريطانية وأمه الأردنية، سمح لهم بالدخول في مطار القاهرة ما عدا الفتى الصغير بقي خارج الحدود لغرض التحقيق بأمره لكونه يحمل جواز سفر عراقي. وصديقا آخر طبيب أخصائي بجراحة العظام، فهو عراقي ولكن يحمل جواز سفر بريطاني، دخل ذلك الطبيب الأشقر والعيون الزرق (مسألة صدفة أن يكون شكله أوربيا) عبر الحدود في مطار القاهرة الدولي حيث انه كان مدعوا لتقديم ورقة علمية طبية في مؤتمر عالمي يعقد في القاهرة. اخذ جواز السفر بعد إتمام الإجراءات  فشكر الضابط المصري باللغة العربية، فأستغرب الضابط المصري وتسائل، من أين تعلمت العربية، أجابه الطبيب أنا عراقي الأصل. وهنا أحس الطبيب وكأن سقف المطار قد انطبق على أرضه من شدة انتفاض الضابط وما حصل من خطأ عظيم. فسحب الجواز واقتيد الطبيب إلى غرفة التحقيق بخشونة تنم عن احتقار شديد وفيها الكثير من الإهانة ولم يسلم الجواز له إلا بعد مرور ثلاث ساعات من التحقيق المستمر. هذا شيء بسيط يحدث للعراقي في الدول العربية، وحتى تلك التي تتشدق بالديموقراطية والتضامن العربي والتي تحتضن مكاتب الجامعة العربية التي يرأسها مواطن مصري وكادر وظيفي كامل من مصر. هذا مثال بسيط فلدى كل عراقي مئات الأمثلة التي تبين موقف الحكومات العربية من الشعب العراقي الذي يعيش في المهجر على اعتبار أنه معارض لنظام عربي.
الجامعة العربية ترعى كل الاتفاقيات الأمنية لملاحقة العراقيين والعرب المعارضين لأنظمتهم حتى ولو كانوا بعمر الزهور أو مهنيين لا شأن لهم بالسياسة.
كلنا لاحظ تحركات الجامعة العربية وحقائبها التي كانت تتحرك بنشاط عالي من اجل إنقاذ النظام العراقي المقبور قبل دخول قوات التحالف إلى البلاد غير آبهين بالشعب العراقي الذي عانى عبر أربعة عقود من الزمان على مرأى ومسمع من الجامعة العربية التي ما فتأت تتستر على النظام وجرائمه حتى هذه الساعة، إذ ليس مهما أن يموت هذا الشعب، المهم هو إنقاذ النظام، وأي نظام!
إن هناك من يقول من لا حول ولا قوة للجامعة العربية، وهو ما يقوله أيضا القذافي الذي يرغب بالخروج من الجامعة لهذا السبب. القذافي لا يقصد إن الجامعة ليس لديها حول ولا قوة لحماية الشعوب العربية من تعسف الأنظمة بحق هذه الشعوب، و إنما يقصد إن الجامعة العربية لم تعد تستطيع حماية الجلادين لذا فهو في غاية الإحباط مما حصل للنظام العراقي رغم الكره الشديد المتبادل بين صدام والقذافي. وعلينا أن لا ننسى مواقف عمرو موسى وحسني مبارك وهم يحاولون عمل المستحيل من اجل حماية هذه الأنظمة البشعة والمحافظة على هذا الكيان المريض.
خلاصة القول إن الجامعة العربية ومنذ التأسيس جاءت كاستجابة لمشروع سياسي قومي ناصري مهمتها التآمر على الشعوب العربية وحماية الأنظمة على حساب شعوبها لتسهيل إقامة الوحدة العربية حسب المزاج الناصري. ولكن بعد رحيل عبد الناصر لم يبقى لها إلا المهمتين الأولى والثانية وهي حماية الأنظمة الدكتاتورية والتآمر على الشعوب.
إن العراق الجديد الذي ينبغي إن يكون ديموقراطيا، يجب أن يختلف عن باقي الأنظمة العربية شكلا ومضمونا، إذ كيف لنظام ديموقراطي أن يشترك بالتآمر على الشعوب المضطهدة ؟
إن خروج العراق من الجامعة العربية على هذا الأساس وليس الأسس القذافية سيشكل أرضية جديدة لتغيير ميثاق هذه الجامعة لصالح الشعوب وليس لصالح أنظمتها، وهذا ليس من أجل العودة لها ولكن لتسهيل عملية حلها بعد أن تفهم الشعوب مدى خطورة هذه المنظمة على مقدراتها.
إن هذا لا يعني الابتعاد عن الدول العربية فيمكن للعراق إن يقيم معها علاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية ولا تشمل اجندة العلاقات الثنائية مع العراق وأي دولة عربية أية فقرة للتآمر على شعوبها.
يمكن للعراق فتح البلد للزائر العربي للتعرف على التجربة الديموقراطية ونقل مفاهيمها لشعبه.
علاقات حسن جوار مع جميع دول الجوار دون استثناء ولكن دون أن تكون هذه العلاقات على حساب شعوب الجوار أو العراقيين.

الدكتور سيار الجميل - العراق وعبد الناصر الحلقة الاخيرة مناقشات نقدية في مذكرات امين هويدي من أجل الكشف عن حقائق تاريخية جديدة - موقع عراق الغد على الإنترنت  www.iraqoftomorrow.org



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التظاهر حق للجميع أين الأحزاب الوطنية مما يجري في العراق؟!
- حقيقة ما يسمى بالمقاومة في العراق
- للديمقراطية لسانها الطويل وصوتها المسموع، أما التكتم فأمه مر ...
- إلى الدكتور كاظم حبيب، أزيدك من الشعر بيتا
- صفحات الإنترنت هي الساحة الإعلامية الوحيدة لنا في المهجر
- لم يكن البرلمانيون العرب وحدهم من أهان الشعب العراقي
- حتى أنت يا عبد الله النفيسي؟!متابعات لإعلام فضائية الجزيرة
- على لجنة التنسيق والمتابع تحمل مسؤولياتها - العراق لكل العرا ...
- الديمقراطية تعني إنهاء البعث
- النوايا الأمريكية إزاء النفط العراقي
- الخروج من الأوبك أمر سابق لأوانه وليس من مصلحة العراق
- فضائية الجزيرة - نموذج لثقافة الانحطاط
- الديون الكريهة- 385 مليار دولار، لنفكر معا بكيفية التخلص منه ...
- لقد ماتوا وهم يرقصون بعيد الملك الضحاك
- كفى أيها العرب، فنحن شعب أقوى مما تتصورون - ردا على نضال حمد
- الكبيسي يريد من المحتلين الجلاء فورا وإلا………..
- الأسلوب الوحيد المناسب لتشكيل حكومة عراقية مؤقتة هو إتباع مف ...
- أولويات أمام الحكومة المؤقتة لتأهيل القطاع النفطي
- المحنة العراقية الكبرى - تصفية الحسابات ثمنه العراقي دما وكر ...
- نضال حمد يشتم العراقيين ويمجد الدكتاتور


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - الجامعة العربية - كيان منافق مشروع سياسي قومي يحمي الأنظمة على حساب شعوبها