أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - لم يكن البرلمانيون العرب وحدهم من أهان الشعب العراقي















المزيد.....

لم يكن البرلمانيون العرب وحدهم من أهان الشعب العراقي


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 518 - 2003 / 6 / 19 - 10:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



[email protected]
15 حزيران 2003

لم يكن البرلمانيون العرب وحدهم من وقف بقذارة من قضية الشعب العراقي الشهيد مرة من صدام وألف مرة من العرب شعوبا وبرلمانات وأحزاب وحكومات صفا واحدا مع الدكتاتورية وهي ترتكب الجرائم تلو الجرائم بحق الشعب العراقي، باركوها بلا خجل ووقفوا إلى جانبها يهتفون بالروح بالدم يفدون ""أعور الدجال"" حتى صار هتافهم الدموي هذا شعارا ومذهبا عربيا مخجلا يرددونه في كل مناسبة مع بعض التغيير، مرة بالروح بالدم نفديك يا فلان وأخرى تكون التي يفدونها دولة عربية وغدا سيفدون جورج كلوي بهذه الأرواح الدموية الشريرة.
لا بد لي من أستثني من حديثي هذا الأخوة الكويتيين وبعض الأصوات العربية الشريفة.
بالأمس كنا نخدع أنفسنا نحن العراقيين وعبر ثلاثة عقود من أن العرب مغيبون عن الحقيقة من قبل حكومات هي الأخرى تقترف بحق بشعوبها نفس الجرائم. إذ لم نكن نسمع من محطة تلفزيونية ولا إذاعة ولا صحيفة دفاعا عن هذا الشعب الذي كان يذبح كل يوم على أيدي جلادين البعث. مؤتمرات لكل شيء ولكن ليس هناك مؤتمرا واحدا من أجل نصرة الشعب العراقي، وحين فعلوها، أتضح إنها من أجل نصرة الدكتاتور بالتحديد ومن ثم نصرة المجرمين الذين ينفذون جرائم النظام. فكيف إذا عرفوا إن هناك من يريد أن ينال من الدكتاتور؟ ولم يسمعوا ولو مرة واحدة إننا نموت على يدي هذا الجلاد وجلاوزته؟ وبقينا نخدع أنفسنا من أنهم مغيبون ونزيد من خلق الأعذار لهم، ما أغبانا.
وحين أحسوا إن النظام الدموي سينهار، هب جميع العرب ينضمون المؤتمرات الشعبية والرسمية ويتظاهرون ويهتفون هتافاتهم الدموية تلك من أجل نصرة النظام على الشعب العراقي المنهك، ونحن نصنع لهم الأعذار من أنهم مغيبون من قبل حكوماتهم.
عمرو موسى الذي جف حلقه من الصراخ لنصرة صدام على حساب الشعب العراقي، لم أره يتحرك بتلك الحركة الدؤوب من قبل، فقد تقطعت نعلاه من كثرة الهرولة من أجل إبقاء السيف الصدامي مسلطا على رقابنا، كان يفعل ذلك بلا خجل، وفي النتيجة وجد من يقول عن العرب إنهم مغيبون، وقال هو بكل وقاحة إنه يعمل من أجل الأنظمة وليس الشعوب.
 وحين سقط النظام وكشفت المقابر الجماعية لشهداء العراق الأبرار الذين قدموا أنفسهم فداءا للوطن والشرف ورفع الظلم عن أهليهم، لم يصدق عمرو موسى أعمى البصر والبصيرة أن هناك مقابر جماعية في العراق، فبدلا من أن يعتذر للشعب العراقي راح يطالب بفتح تحقيق لمعرفة حقيقة هذه المجازر والمقابر الجماعية، أي صفاقة هذه! وكأن الشعب العراقي قد أخرج رفات شهدائه من أجل أن يقنع عمرو موسى أنه كان لدينا دكتاتور سفاح يقتل أهلنا من شيوخ وأطفال وشبان بعمر الزهور. حقا إذا كنت لا تستحي فأفعل ما تشاء. فبدلا من الاعتذار، راح يوجه الإهانات للشعب العراقي بأقدس ما لديه وهم الشهداء الأبرار متنكرا ضمنا حقيقة إن النظام من قتلهم، ويريد تحقيقا لذلك. أيَ حقارة هذه؟!
لم يكن عمرو موسى وحده من فعل ذلك، هل هناك حكومة عربية واحدة قد أصدرت بيانا تدين تلك المجازر الجماعية بحق أبناء الشعب العراقي، هل هناك حكومة عربية رفعت للشعب العراقي ببرقية تعزية بعد أن عرفت بهذه المقابر؟ وهل هناك منظمة عربية فعلت ذلك وهل هناك مظاهرة عربية ولو واحدة قد خرجت تعاطفا مع الشعب العراقي بهذا الخطب الجلل؟ وهل هناك افتتاحية لصحيفة عربية واحدة قد خصصت لهذا الموضوع، عدا الاستفادة منه كخبر من أجل ملئ صفحات جرائدهم؟ الأكثر من ذلك راح البعض يدين الشهداء ويصدر الأحكام عليهم بالموت مرة أخرى كالأخرق معن بشور والكثير من أمثاله، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فراحوا يشتمون الشعب العراقي بكامله بكل جرأة وبلا خجل.
الإعلاميات العربية وبالتحديد منها الفضائيات راحت تمجد الدكتاتور وأخرى تتشفى بقتلانا وأخرى تشتمنا وأخرى تشكل قاموسها من المفاهيم السوقية لتوصيف جديد لشعبنا العراقي الأبي، كالشعب العميل والشعب الدموي والشعب الذي يستحق إلا الموت والشعب الذي….. ونحن نختلق لهم الأعذار وكأننا نخشى أفواههم القذرة أو كأننا فعلا قد فعلنا شيئا مشينا.
العرب حين احتكموا إلى العقل، لم ينصفونا بل راحوا يتآمرون علينا ويعقدون المؤتمرات تلو المؤتمرات، مرة باسم دول الجوار وأخرى باسم الإسلامي وأخرى باسم الأسيوي لا من أجل أم ينصفونا بل للتآمر علينا من أجل مصالح قذرة، والمشين حقا يجدون من العراقيين من يسوقون من خلاله مؤامراتهم ويحشدون لها كل ما استطاعوا من قوة ويهيئون كل السبل والوسائل لعملائهم لكي يعودوا لحكم العراق من جديد وتكبيل الشعب بأغلال أكثر قوة وثقلا.
وحين سمع العرب أن هناك إعادة بناء ستبدأ في العراق الجريح، أتمروا بدل المرة ألفا من أجل الاستئثار بالثروة العراقية ولكي يسرقوا مستقبل البلد من جديد. فالحركة الدؤوب لرجال المال البعثيين الذين يستأثرون بالأموال العراقية المسروقة من شعبنا للعودة إلى العراق في ظل الانفتاح الاقتصادي والديمقراطي، ليعودوا تحت مظلة شركات استثمارية عربية مشتركة من دول عربية مختلفة. وفي الحقيقة والواقع إن رأسمال الشركات تلك هي أموال عراقية سرقها النظام ويريد العودة عن طريقها لحكم العراق بعد أن فشل في ذلك سياسيا لكي يحكمه عن طريق الاقتصاد ولربما العودة إلى الحكم من جديد. وها هم اخوتكم العرب يعودون لا ليسرقوا وحدهم بل يعودون بالنظام المقبور من جديد. إنهم يسمعون بكل هذه الأمور ولا يسمعون إن هناك شعبا قد قتل وانتهكت حرمته وثروته ومستقبله، أي صفاقة هذه؟!
لم يكن البرلمانيون العرب وحدهم من وقف بخسة من قضايانا، فلم نلومهم؟
إن من يجب أن نلوم هو أنفسنا أولا لأننا لم نأخذ المواقف المناسبة من هذه القذارات والإهانات العربية المتكررة لنا ولشهدائنا. نحن من يجب أن يلام، فهل خرج العراقيون في العراق بمظاهرة ينددون بها هذا الموقف المشين والإهانة البليغة لشعبنا؟ قبل سقوط الدكتاتورية كانت الأحزاب العراقية تقول إننا لا نملك الأرض التي نعمل عليها، فماذا سيقولون الآن وهم يسمعون بهذه الإهانات المتلاحقة لشعبنا العراقي الأبي؟ ولا أستثني الأخوة في دول المهجر حيث الجاليات العراقية يزيد تعدادها على مئات الآلاف في بعض الدول، فهل فعلت منظماتنا شيئا لكي نلوم الآخرون؟ أين هم كتابنا الذين نجدهم يقتتلون ويتشاتمون على صفحات الإنترنت، لم لا يشحذون الهمم من أجل الوقوف بوجه هذه القذارات العربية المتتالية والتي أراها تزداد يوما بعد يوم؟
لم نلوم الكاتب المصري يوم قال ""كفى عربا""؟

ليس البرلمانيون العرب وحدهم من يهينون شعبنا، فقد كثرت الإهانات ولم يعد السكوت عليها أو التنكر لها وإيجاد الذرائع لها ممكنا. نحن من يجب أن يصحوا أيها العراقيون.




#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى أنت يا عبد الله النفيسي؟!متابعات لإعلام فضائية الجزيرة
- على لجنة التنسيق والمتابع تحمل مسؤولياتها - العراق لكل العرا ...
- الديمقراطية تعني إنهاء البعث
- النوايا الأمريكية إزاء النفط العراقي
- الخروج من الأوبك أمر سابق لأوانه وليس من مصلحة العراق
- فضائية الجزيرة - نموذج لثقافة الانحطاط
- الديون الكريهة- 385 مليار دولار، لنفكر معا بكيفية التخلص منه ...
- لقد ماتوا وهم يرقصون بعيد الملك الضحاك
- كفى أيها العرب، فنحن شعب أقوى مما تتصورون - ردا على نضال حمد
- الكبيسي يريد من المحتلين الجلاء فورا وإلا………..
- الأسلوب الوحيد المناسب لتشكيل حكومة عراقية مؤقتة هو إتباع مف ...
- أولويات أمام الحكومة المؤقتة لتأهيل القطاع النفطي
- المحنة العراقية الكبرى - تصفية الحسابات ثمنه العراقي دما وكر ...
- نضال حمد يشتم العراقيين ويمجد الدكتاتور
- لقطة من الحرب - الموت بنيران صديقة غير الموت
- قراءة ما بين السطور للقمم المتلاحقة حول الوضع العراقي
- الحقائق والاستنتاجات في المحنة العراقية الكبرى
- الدوافع الحقيقية وراء الموقف الفرنسي و الروسي - حوار مفتوح م ...
- الفتنة الكبرى – حوار هادئ مع الركابي المغرد خارج السرب
- للجانب المظيء من القمر جانب آخر مظلم - ثورة تموز 58 - الأخطا ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - لم يكن البرلمانيون العرب وحدهم من أهان الشعب العراقي