أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدو اللهبي - بين الأخلاق والسياسة: مأزق الهوية عند العربي الأمريكي














المزيد.....

بين الأخلاق والسياسة: مأزق الهوية عند العربي الأمريكي


عبدو اللهبي
(Abdo Allahabi)


الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم التحولات السياسية والاجتماعية العميقة التي تشهدها الولايات المتحدة، يجد الكثير من المهاجرين العرب – خصوصًا ذوي الخلفية الإسلامية – أنفسهم أمام معضلة مزمنة: كيف يتعاملون مع المشهد السياسي الأمريكي حين تتعارض بعض القضايا الاجتماعية مع قيمهم الثقافية أو الأخلاقية؟

واحدة من أكثر هذه القضايا إثارة للجدل، هي موقف بعض الأحزاب، وعلى رأسها الحزب الديمقراطي، من قضايا مثل المثلية الجنسية. إذ أصبح هذا الملف – رغم طابعه الاجتماعي المحدود – عائقًا أمام دعم قطاعات من العرب الأمريكيين للحزب الذي يُعد، موضوعيًا، الأكثر دفاعًا عن حقوقهم كأقليات ومهاجرين.

ليس من المنطقي اختزال السياسة الأمريكية، بكل تعقيداتها، في قضية واحدة. فالمشهد السياسي الأمريكي لا يُدار بمنطق “الحزب الكامل”، بل بمنطق ترتيب الأولويات. والسؤال الجوهري هنا ليس: “هل هذا الحزب يتبنى كل قيمي؟”، بل: "أي طرف سياسي يحمي وجودي، ويمنحني مساحة آمنة للمشاركة والتعبير؟"

الحزب الجمهوري، رغم شعاراته المحافظة في بعض الملفات، كان في طليعة الأحزاب التي دعمت:
- قوانين منع دخول المسلمين الى امريكا، وبث خطاب شيطنة الإسلام عبر وسائل الإعلام وبالخصوص فوكس نيوز.
السياسات العنصرية تجاه المهاجرين، وترحيل ومضايقات المهاجرين بشكل واسع وسن قوانين تجرمهم وتحرمهم حقوقهم..
أيضاً الدفاع غير المشروط عن إسرائيل والاستيطان
إضافة الى التمييز ضد المحجبات والمسلمين في سوق العمل والتعليم..

فهل يُعقل أن يصبح هذا الحزب خيارًا مفضّلًا فقط لأنه لا يتبنى خطابًا داعمًا للمثلية؟

بالنظر إلى الواقع، فإن أولويات العرب والمسلمين في أمريكا يجب أن تتمحور حول:
- حماية حرية العقيدة والممارسة الدينية
- صون الحق في الهجرة والإقامة
- مواجهة الإسلاموفوبيا والعنصرية الممنهجة
- تأمين مستقبل سياسي آمن للأبناء
- الحضور الفعّال في مراكز القرار

ومن يتتبع سياسات الحزب الديمقراطي في العقدين الأخيرين، يجد أنه، رغم الاختلاف في بعض القضايا الاجتماعية، هو الطرف السياسي الأكثر دفاعًا عن هذه الأولويات.

ويعد فوز السياسي التقدّمي زهران ممداني، الأمريكي من أصول هندية وإسلامية، بمنصب عمدة نيويورك ضمن الحزب الديمقراطي، هو لحظة رمزية كاشفة.
فممداني لم يخفِ هويته، ولم يساوم على قضاياه. دافع عن فلسطين بوضوح، ورفض التمييز ضد المهاجرين، وتحدث علنًا عن حقوق اللاجئين والفقراء والمهمشين. نجاحه جاء نتيجة وعي سياسي ناضج، وإيمان بضرورة الانخراط في العملية الديمقراطية من الداخل، لا من موقع الرفض أو العزوف.

هذه التجربة تقدم درسًا واضحًا: التغيير ممكن، لكنه لا يأتي من الخارج، بل من المشاركة الواعية.

في كثير من الحالات، يعيش المهاجر العربي – دون وعي – حالة من الازدواجية السياسية: خطاب أخلاقي متشدد تجاه قضايا اجتماعية، يقابله تصويت فعلي لمن يعادي وجوده في هذا البلد.

وقد تناولت هذا التناقض في كتابي "الازدواجية والاغتراب الذاتي: أزمة الهوية السياسية عند المهاجرين العرب في أمريكا"، الذي يحلل كيف تؤدي الصراعات بين الانتماء الثقافي والسلوك السياسي إلى اغتراب مزمن، يدفع الأفراد لتأييد قوى سياسية تعمل ضد مصالحهم، فقط لأنها تتقاطع معهم في ملف أخلاقي جزئي.

هذا النوع من الاغتراب لا يرتبط بالضرورة بالتدين، بل يعكس تشوشًا في الهوية السياسية، وافتقادًا للوعي النقدي القادر على التمييز بين القضايا الجوهرية والهامشية.

الديمقراطية لا تعني التطابق الكامل، بل القدرة على التعايش مع المختلف، والتمييز بين القضايا الجوهرية والهامشية.
يمكن لأي فرد أن يحتفظ بموقفه الأخلاقي من المثلية الجنسية، دون أن يتحوّل ذلك إلى سبب للتحالف مع تيارات سياسية عنصرية أو معادية للهجرة والتنوع.

السياسة، ببساطة، لا تُبنى على النقاء الأيديولوجي، بل على تحالفات واعية تراعي المصالح المشتركة بين أفراد المجتمع...
خلاصة الموضوع
أن تعارض المثلية لا يعني أن تصوّت لمن يراك “خطرًا ديموغرافيًا” أو “إرهابياً محتملاً”.
لا تُفرّط في معركة وجودك وكرامتك ومستقبل أولادك، من أجل شعار أخلاقي لا يُفرض عليك.
فالحياة السياسية ليست صلاة جماعة ننتظر فيها الإمام الكامل، بل ساحة معارك يُرسم فيها المستقبل حسب من يشارك، لا من ينتظر المثالية..!



#عبدو_اللهبي (هاشتاغ)       Abdo_Allahabi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية: من تراثنا المهمل إلى معركتنا المؤدلجة
- الشعوب العربية وأزمة الوعي السياسي: الخوف، الدين، والإستسلام ...
- ترامب والحرب التجارية: من القوة إلى العزلة الاقتصادية..!
- العقل العربي والطائفية: إشكالية المثقف بين الإرث والتحديث
- لماذا تستبدل الشعوب العربية الأنظمة الديكتاتورية بأخرى إسلام ...
- وقوع الأحزاب الليبرالية الغربية في فخ العنصرية تجاه القضية ا ...
- فشل أحزاب اليسار في العالم العربي.. وكيف يمكنها أعادت صياغت ...
- العلمانية هي نتاج التراث الفلسفي العربي والاسلامي قديماً..أه ...
- علاقة الشعوب مع الإستبداد السياسي، ورهانها على حرية لاتعرف م ...
- محاولات الفلسفة النهوض بالفكر الديني قديماً على يد أبن عربي ...
- استبدال الديكتاتوريات العسكرية بجماعات الإسلام السياسي والمي ...
- عند باب سجن (صيدنايا)
- تهديد المهاجرين لبقاء الغرب على ديمقراطيته وليبراليته..ودعمه ...
- مشروع 2025 المخاطر والتحديات التي يواجهها المجتمع الأمريكي و ...
- الإنتخابات الأمريكية، وإنتقال العرب الأمريكيين من الإنتماء ا ...
- العنصرية..بين الموروث ومتطلبات العصر..
- العنصرية بين أمريكا والعالم العربي
- التاريخ والموروث الثقافي..تأسيس ممنهج لتحييد العقل وتغييب ال ...
- حرية التعبير عقيدة لا يؤمن بها أحد..
- التفكير الجمعي..وأثره في واقعنا وثقافتنا المعاصرة..


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدو اللهبي - بين الأخلاق والسياسة: مأزق الهوية عند العربي الأمريكي